13 ديسمبر، 2024 3:45 م

استجابة لطلب مجلس نوابنا (الموقر) لأستجوابه، حضر وزير الدفاع السيد خالد العبيدي الى المجلس، ذلك للأجابة على أسئلة المستجوبة، النائبة عالية نصيف، التي حملت معها جزمة كبيرة من الاوراق، وهي تهدد وتتوعد وزير الدفاع بكشف المستور وعظائم الأمور! هذا الوزير الذي لم يمض على تسنمه للمنصب سوى عامان، لا ندري هل ان تلك الاوراق تضمنت ملفات الفساد في وزارة الدفاع من عام 2003 الى فترة الوزير الحالي، أم أنها اختصرت على الفترة التي تولى بها العبيدي كرسي الوزارة؟ اذا كان الأمر يخص وزارة الدفاع بكامل وزارئها الاسبقين والسابقين والحالي، فأنا سأصفق لها على هذه الشجاعة، بالاخص انها نائبة مخضرمة، انتقلت من قائمة الدكتور علاوي الى قائمة خصمه اللدود نوري المالكي، ثم انضمت الان الى ما تسمى بجبهة الاصلاح (يا سلام كم هي جميلة عبارة الاصلاح )!! أما اذا كان الاستجواب يخص الوزير الحالي فقط، معناه انها تبرئ الوزارء السابقين وتدخلهم في خانة (النزاهة )، أطرح عليها السؤوال التالي بصفتي مواطن عراقي، يحترق قلبه على ما اوصلتم اليه بلدنا الحبيب من اوضاع اقل ما يقال عنها انها مؤلمة، من كان وزيرا للدفاع ومن كان قائدا عاما للقوات المسلحة ومشرفا مباشرا على الوزارة، أبان سقوط ثلث الاراضي العراقية على يد عصابات داعش الارهابية؟ ومن هو المسؤول عن صفقات الاسلحة التي ازكمت الانوف بفسادها طيلة الاعوام التي سبقت تولي الوزير الحالي للوزارة؟ ومن هو المسؤول عن انهيار القوات المسلحة وتركها لأسلحتها في ساحة معركة لم تحدث على الاطلاق، لتستعملها عصابات داعش الهمجية التكفيرية ضد ابناء شعبنا وابناء قواتنا المسلحة، التي تبذل الآن مزيدا من الدماء لتحرير الارض والانسان.
لكن الوزير العبيدي قلب الطاولة على المستجوبة بذكاء، وقام ليس فقط بتوجيه تهمة الفساد بالكلام الصريح الى المستجوبة فقط انما شمل ذلك بعض النواب من كتلته، في مقدمتهم  رئيس المجلس، ونائبتان من جبهة (الاصلاح) وعدد من رجال الاعمال المعروفين على نطاق واسع بفسادهم، واسترسل بالكلام الصريح الواضح ( لاندري هل هو مدعوم بالادلة الثبوتية أم هي اتهامات شفهية فقط؟ والتحقيق سيثبت ذلك ).بعد ان فجر وزير الدفاع قنبرته المدوية، حتى ضجت قاعة المجلس بالضجيج، وتحولت الجلسة الى (هرج ومرج ) هذا يصفق وذاك يصيح، هذا يرحب وتلك يعتريها النحيب، (يا ليت عمري ما الصحيح )؟.تلقف الشارع الغاضب على اداء هذه الطغمة السياسية، بشيء من الترحيب كلام الوزير، ثم ان الوزير الذي عرف كيف يوقف الاستجواب من أول سؤال وجهتها المستجوبة اليه، ويعيد السهام اليها، كاشفا عن بعض القضايا التي تدخل ضمن قضايا الفساد وهي تمس المستجوبة (بكسر الواو)، قام العبيدي بعد خروجه من جلسة الاستجواب منتصرا الى حين، بجولات اشبه بالانتخابية على مناطق عديدة في بغداد، أراد منها كسب ود الناخبين واستقطابهم لليوم الموعود، ليستقبل بالاهازيج والقبل وعبارات الثناء على ما قام به من فضح الفاسدين والمفسدين!، كأنما أمر الفساد، يتعلق بهذه الاسماء التي لا تتجاوز عددها اصابع اليد، وانهم وحدهم المسؤولون عما حدث للعراق والعراقيين من نكبات، وهذا مع الاسف هو ديدن معظم العراقيين المعروفين بعاطفيتهم ومواقفهم المتسرعة حتى قبل اتضاح حقائق الامور.
انها قضية كبرى يا ابناء شعبي العزيز، ومصيبة عظمى حلت بنا وسببه اندفاعكم غير الواعي خلف الشعارات الكاذبة التي ترفعها هذه الطغم المتنفذة، أيام الانتخابات لخداعكم، ثم بعد ذلك تولولون وتكيلون التهم ضد الذين خذلوكم، انتم الذين اخترتم الفاسد والفاشل ومزور الشهادة، وفضلتموهم على من هو جدير حقا بثقتكم، لأنهم لا يكذبون عليكم، ها لقد حصدتم ما زرعتموه من نبتة فاسدة التي لا تثمر سوى الفاسد والفاشل، لا تفعلوها مرة أخرى، ايها المفجوعون بأعزتكم وأموالكم، وبوضعكم المأساوي الذي يصعب على الوصف، في عراق أنجب كبار المثقفين والعلماء والمناضلين والسياسيين الشرفاء.
أما ما يقال عن هيئات تحقيقية، شكلت من عدة جهات، للتحقيق بالاتهامات المتبادلة بين الاطراف المعنية بهذه القضية، فلا تسبشروا خيرا بنتائجها، حتى لو أتت على الحقائق، حيث ان الصفقات بدأت تلوح في الافق، لان التعمق في التحقيقات سوف ينال جميع الكتل المتنفذة دون استثناء، وسيكشف الغطاء  عما هو مستور من سنين، وهذا مستحيل في وقت ما زال هؤلاء يتحكمون بمفاصل الدولة كلها، التتنفيذية والتشريعية والقضائية، ربما سيقدمون بعضا منهم كبش فداء كي يغطوا على فساد الآخرين. ان ما يقال غير من ما هو حقيقي خلف الستار، اما هذه الجعجعة، فهي عبارة عن نفخ في طبل مثقوب، والايام ستكشف عما أقول.