22 ديسمبر، 2024 9:22 ص

المنبر الحسيني بين الواقع والطموح

المنبر الحسيني بين الواقع والطموح

المجلس الحسيني هو أهم الشعائر الحسينية ، وبه يتحقق الهدف من إقامة الشعائر والمتمثل بإحياء العقول والقلوب بالمعرفة الدينية والثقافة الإنسانية . ويعتبر المنبر العمود الفقري للمجلس الحسيني ، ولذلك كانت أصالة المجلس الحسيني نابعة من رصانة المنبر والخطيب ، وكلما كان المجلس الحسيني عامرا بالخطابة البناءة والواعية والحضور الجماهيري كانت الشعائر الحسينية بخير وعافية ..
ان من أوضح صور الحفاظ على أصالة المنبر الحسيني هو تطوير الخطاب الديني وملائمته للواقع المعاصر ، وان الارتقاء بالمنبر الحسيني يكون من خلال النهوض به إلى مستوى التحديات الكثيرة التي تعصف بالمجتمع من جميع الإتجاهات ، وتهدد الأسرة وتماسكها الديني والإجتماعي ، كالثقافات الغربية الهجينة الشاذة الوافدة التي يتم تصديرها إلى مجتمعاتنا الإسلامية بنعومة وعناوين براقة ، كما يحصل بتسويق المثلية أو الشذوذ الجنسي بمصطلح النوع الإجتماعي وغيرها من المفاهيم المنحرفة ..
المنبر الحسيني منبر وعي وثقافة ومصدر قوة يحتاج إلى أن يستعيد بريقه الذي فقد الكثير من إشعاعه منذ رحيل عميده الشيخ الدكتور احمد الوائلي ، وأول خطوة بهذا الاتجاه تكمن في أن يكون الخطاب المنبري خطاب دعوي بلغة معاصرة ومناسب لكل مستويات الحضور والمتابعين الثقافية .
والخطوة الثانية ان يترفع بعض خطبائه عن ممارسة تدجين عقول الناس وتسطيحها من خلال النأي به عن خطابات الخرافات والأحلام والغلو ، ومواجهة الإنحراف والتطرف والفساد بكل اتجاهاته ..
ولذلك كانت الحاجة ماسة إلى فعالية (يوم المنبر الحسيني) وهي الدعوة التي اطلقها سماحة المرجع اليعقوبي ( في الثاني عشر من محرم الحرام/ 1438الموافق 14/10/2016) وبين من خلالها ان يوم المناسبة الاول من شهر صفر هو تاريخ ارتقاء الإمام السجاد ع لالقاء كلمته امام الطاغية يزيد واهل الشام ليكون ع اول خطيب حسيني وبالتالي فان اختيار هذا اليوم جاء لتكريم المنبر الحسيني وبيان اصالته واهميته في تاريخ الاسلام عموما والنهضة الحسينية خصوصا لما يشكله من أهمية في إعلاء كلمة الله تعالى ونشر فكر أهل البيت ع وتوعية المجتمع بالوعظ والارشاد ..
واكد سماحة المرجع اليعقوبي على ضرورة إحياء هذا اليوم بالفعاليات المتنوعة واهمها مناقشة القضايا المهمة الملقاة على عاتق خطباء المنبر الحسيني للارتقاء به وجعله بمصاف طموح وتطلعات وحاجات المجتمع والقدرة على اداء رسالة المنبر الحسيني الاساسية والمتمثلة بنشر الوعي الديني والثقافي والإنساني ومواجهة الفكر الضال والدعوات الباطلة والتوظيف الخاطئ لرسالة المنبر واهدافه الحقيقية ..
ان ابعاد دعوة المرجع اليعقوبي لاحياء المنبر الحسيني لا تقتصر فقط الجانب التاريخي العقائدي او لمجرد الاحتفاء بالمناسبة وانما هي دعوة للجهات الدينية والنخب الثقافية للوقوف على اسباب التراجع في الخطاب المنبري وغيابه عن واقع الامة والإرهاصات الكثيرة التي يتعرض لها المجتمع والتي جعلته عرضة للتلاعب والتسفيه من قبل كل من هب ودب من شذاذ الافاق والدجالين والفاسقين ..
المنبر الحسيني هو أهم الشعائر الحسينية وبه يتحقق الهدف من إحياء الشعائر المتمثل بإحياء العقول والقلوب بالمعرفة الدينية والثقافة الإنسانية والحفاظ على أصالة المنبر الحسيني يكون من خلال النهوض به إلى مستوى الواقع والتحديات الكثيرة التي تعصف بالمجتمع من جميع الإتجاهات وتهدد الأسرة وتماسكها الديني والإجتماعي..
المنبر الحسيني منبر وعي وثقافة ومصدر قوة يحتاج إلى أن يستعيد بريقه الذي فقد الكثير من إشعاعه منذ رحيل عميده الشيخ الدكتور احمد الوائلي، وأول خطوة بهذا الاتجاه تكمن في أن يترفع بعض خطبائه عن ممارسة تدجين عقول الناس وتسطيحها من خلال النأي به عن الخرافات والأحلام والغلو ومواجهة الإنحراف والتطرف والفساد بكل اتجاهاته ..
ان القضية الحسينية قضية انسانية وعقائدية في الوقت نفسه ، ويمكن استثمار رسالة عاشوراء وموسمي محرم وصفر وما تعيشه الامة من اجواء حسينية لاعادة اصلاح ما فسد من عقائد واخلاق وبث الوعي الحسيني الاسلامي في نفوس وعقول الشباب من خلال اداء المنبر وخطيبه لوظيفتهم الرسالية وعدم الانكفاء بالمنبر الحسيني بعيدا عن الواقع والتحديات ، كما تعتبر هذه الايام الحسينية فرصة حقيقية لبيان معالم الدين الاسلامي الذي يتعرض للتشويه المستمر من الداخل والخارج والرد على كل الاشكالات التي يتعرض لها نتيجة الهجمة الشرسة من قبل التيارات المناوئة للاسلام ومذهب اهل البيت ع من جهة ونتيجة التصرفات الرعناء من قبل المحسوبين على التيار الاسلامي كالجهات السياسية الفاسدة والمتطرفة او بعض المنحرفين عقائديا والذين يبثون الشبهات والافكار المنحرفة بين اوساط المجتمع من خلال القنوات الاعلامية او مواقع التواصل الاجتماعي..
ولأن المنبر الحسيني يمثل اهم الشعائر التي أنبثقت من ملحمة عاشوراء ونمت في رحاب اجواء تلك النهضة الحسينية ، فإن احياء يوم للمنبر يتم فيه عقد المؤتمرات والفعاليات لمراجعة واقعه أمر مرجوح ، والمطلوب كذلك من خطباء المنبر الحسيني تطوير خطابهم المنبري للارتقاء به في قبال التحديات الفكرية والعقائدية المعاصرة التي تعصف بالاسلام عموماً والتشيع خصوصاً ، ولا يكون ذلك الا من خلال اهتمام المؤسسة الدينية بانشاء معاهد وكليات للخطابة الدينية وتشكيل لجنة من فضلائها وخطبائها المعتمدين لتقييم الخطباء وتقويم الخطاب المنبري وعدم ترك الحابل على النابل امام المتقمصين للخطابة بدون اي مقومات عملية او خلفية دينية رصينة ….

احمد البديري
[email protected]