21 ديسمبر، 2024 7:13 م

القراءات السياسية والفوضى الاعلامية

القراءات السياسية والفوضى الاعلامية

ظاهرة القراءة والتحليل والبحث والتنبوء بالاحداث وبناء الاراء والدفاع عنها اصبحت ظاهرة متفشية ليس في العراق فقط بل في ارجاء المعمورة الا ان الغرب يختلف عنا هو ان من يقتحم هذه المجالات يكون وفق الاختصاصات وتقام مراكز بحثية بدعم حكومي يستفاد منهم مستقبلا كالذين يستفيدون من الاكتشافات العلمية ، وكذلك يستفيدون منهم لترسيخ وترويج افكار منحرفة للعبث بالفكر الاخر المستهدف من قبلهم .

ولكن نحن في العراق وبقية البلدان العربية التكهن السياسي وبناء الراي والنتيجة امر ميسور والاصرار على ما ندعيه ليس له مثيل وبنفس القوة ننكر ما ندعيه ، تجد في المقهى وفي الشارع وفي محل العمل وفي السيارة العمومية يتحدث الجميع عن الاحداث وينهال اما سب وشتائم او مدح وثناء لا لشيء لانه يعتقد ما يقول .

هذه الاجواء جعلت وسائل الاعلام الغربية لها السطوة والقوة على التفكير العربي بالرغم من توفر كل الامكانات الاعلامية لدينا الا ان المشكلة في الاسلوب وكيفية اختيار الهدف بخلاف الغرب الذي يخطط للهدف المطلوب حتى ولو بالاجل .

الامر الاخر نحن نعتمد الاخبار الفضفاضة أي الاهتمام بغلاف الحلويات دون النظر الى طعم الحلوى ، لهذا نتناقل سهام العدو التي طعنتنا بيننا دون تدقيق وتثبت ، والنتيجة عدم الاتفاق على راي معين بحيث يكون الصوت واحد عندما تخرج مظاهرات تطالب بالاصلاح بينما واقعنا هو التشتت .

وهذا امر طبيعي اذا كان الذي يتربع على هرم السياسة لا يعلم ماهي السياسة واصبح مصير العراق بيد مختلف معاول الهدم من غباء وجهل وتامر وسذاجة وفساد والخيرون ضائعون

هنالك اطراف اصبحت اداة بيد الشيطان الاكبر امريكا من حيث يعلم او لا يعلم بالرغم من ان هذه الاطراف تندد بالامريكان والامريكان متمكنين من القضاء عليهم ايام الاحتلال الا انهم تركوهم حتى يخلطوا الاوراق على الوضع السياسي العراقي واصبح لهم حضور جماهيري وسياسي بالاتجاه الاخر .

السياسة الامريكية اليوم اصبحت مكشوفة وواضحة وصريحة صراحة حد القباحة والمشكلة بمن يتبعهم وهو يسمع اهانتهم وتهديدهم للعرب والمسلمين واخر ما قاموا به علنا بانهم يوقفون تمويل اليونسكو اذا اعترفوا بعضوية فلسطين ، هل هنالك اكثر قباحة واستهتار بالعرب والمسلمين من هذه التصرفات .

مثل هكذا امور لا يتناولها من يجعل من نفسه محلل سياسي وحتى المواطنين لا علاقة لهم بهذا لانهم مشغلون بوضعهم الفوضوي الذي خلقه الامريكان وشغلهم فيه وهم يقومون بتنفيذ مؤامراتهم على نار هادئة .

نعود الى اعلامنا الذي اصبح حجر عثرة في ثقافتنا وحجر بناء لاساس جهلنا الذي لا يحسن التعاطي مع الوضع السياسي والثقافي والاجتماعي الراهن واسوء ما لديهم هي البرامج الحوارية التي تعتمد على التمسك بالراي وفضح الاخر وهيهات لبرنامج انتهى باقتناع احد الطرفين بالاخر ، بل يصبح مادة انتقادية وتسقيطية في مواقع التواصل الاجتماعي لتعطي صورة للطرف الثالث اننا لازلنا نتقاتل مع بعضنا اعلاميا ودمويا .

واما الصحف والاذاعة فانهم يحتضرون والفضائيات في غرفة الانعاش من حيث التاثير الايجابي