14 ديسمبر، 2024 11:35 م

العراق . بَلد الحُسين .. بَلد الخيرات .. بَلد النازحين والمهَجّرين ؟؟؟!

العراق . بَلد الحُسين .. بَلد الخيرات .. بَلد النازحين والمهَجّرين ؟؟؟!

لعل الحياة مليئة بالتناقضات والتاريخ كتب بين جنبيه الشيء الكثير فهو لم يترك شئياً إلا وسجّله حتى ينقل للأجيال الّلاحقة تاريخهم ويضعه بين أيديهم حتى يعلموا ما عمل وفعل الأجداد وهكذا  تسير الحياة ولا أحد يستطيع أن يوقف هذه المسير ..
التاريخ كتب عن الإمام الحُسين (عليه السلام ) وكيف لا وهو صاحب البطولة والملحمة والأسطورة الخالدة التي أعطى الإمام الحسين (عليه السلام ) كل شيء فلم يبخُل بأن قدّم التضحيات الواحدة تلو الأُخرى كي يدفع الظلم ويكسر أنف الجبروت والطغيان الذي كانت تمارسه السلطة الحاكمة آنذاك الحسين (عليه السلام ) لم يسكت ولم يتردد عن قول أو فعل الخير وأنكار الشر مهما قوي وتجبّر لإن الإمام الحُسين (عليه السلام ) كان قوي الإرادة والعزيمة التي لا تلين أبداً ….
الكل يعلم أن العراق بلد الخيرات وبلد ذو العقول التي منها أنطلق العلم والمعرفة …  العراق بلد حباه الله بكل شيء فهو صاحب أكبر وأعظم نهرين فهو صاحب الخير الوفير من الزراعة وهو بلد السواد من غناه بزراعة النخيل ..
إذن العراق صاحب الخيرات والبطولات … لكن ومع الأسف الشديد مع كل هذا العراق يعيش في الجهل والفقر والظلم والعوز والتشرّيد والتهجير هذا البلد الطاهر أصبح شعبه يعيش في قهر وتشريد وتهجير قلّ نظيره في بلاد الله شعب كامل من النازحين والمهجرين بلا مأوى بلا طعام بلا أمن ولا إستقرار لذا كان واجباً شرعياً وأخلاقياً ووطنياً أن ينهض كل حر شريف للوقوف مع اهله وهم يعيشون قساوة الحياة وهنا كان الموقف المشرّف للمرجع العراقي السيد الصرخي ففي بيان للمرجع تحت عنوان ((ثورة الحسين …من أجل الأرامل واليتامى والفقراء والنازحين والمهجرين … )) والذي يُعبر عن حقيقة على ان نصرة الحسين ليس في المسير إليه ؟؟؟ لكن حقيقة الإنتصار لقضية الحسين (عليه السلام ) هي في نصرة الأخوة من المهجرين والنازحين الذين يعيشون الجوع والعُري  حيث قال المرجع الصرخي ((بينما الجياع والعراة والمرضى والأيتام والمهجرون والنازحون امامكم وانتم تتفرجون عليهم ولاتهتمّون لامورهم ولا ترفعون الظلم والضيم عنهم وحتى انكم لا تخففّون عنهم ، ومن لم يهتم لامور المسلمين فليس منهم  ))
هنا تتجلى نُصرة الإمام الحسين (عليه السلام) في أبهى صورها وتسمو فوق رياح الطائفية البغيضة  وكيف لا وأن أغاثة النازحين والمهجرين من أبناء الوطن الواحد  هي أولى من المسير الى كربلاء نعم أفضل وذلك لإن ثورة الإمام الحسين كانت لنصرة المظلومين والمسحوقين من كل ظالم وطاغية في ذلك الزمن أو هذا الزمن من منافقيّ الفساد والسُرّاق … حيث تابع المرجع الصرخي كلامه موبّخاً لكل من سار بغير هدي ولا علم كيف تكون نُصرة الإمام عليه السلام  قائلاً (( فهل خرجتم من اجل اصلاح حال اخوانكم واهليكم النازحين والمهجّرين وهل خرجتم من اجل اصلاح أحوال اهليكم من الارامل واليتامى الذين فقدوا الآباء والازواج والأبناء على يد الإرهاب التكفيري المليشياوي ،
ـ وهل خرجتم من أجل اخوانكم واهليكم ممن فاضت عليهم المياه وطفحت عليهم مياه النجاسات ، أو من اجل اصلاح حال اخوانكم وعوائلكم الذين جرفت مياه السيول والامطار بيوتهم وأراضيهم وزرعهم وانعامهم )) نقول لو ….  لو كان الإمام يعيش بيننا فهل ياترى يترك شبعه من النازحين والمهجرين ممن وقع عليهم الظلم والجور  فهل يتركهم ويذهب دون ان يُغيثهم ؟؟؟. كلا والف كلا وبكل تأكيد سوف يهب بكل قوة وعزيمةوإصرار لنصرتهم وإغاثتهم فاذا كان هذا هو موقف الإمام عليه السلام فما بال ممن يقول (هيهات منا الذلة ) أن يسكت دون أن يحرك  ساكناً وكما عبّر المرجع الصرخي بقوله عن هؤلاء  (( نعم اذا لم تكونوا خرجتم من اجل ذلك فإنه لا يبقى مبرر لرفع شعار الحسين (هيهات منّا الذلّة) ، نعم انه الجهل والنفاق والتغرير والخداع والإنخداع والفساد والإفساد ))
  http://al-hasany.com/vb/showthread.php?p=1049049878#post1049049878