26 ديسمبر، 2024 1:12 م

المتأمل لواقع دول الأمة وما يدور في ربوعها , يتضح أمامه سلوك إنتزاع السيادة منها , فهي كينونات بلا قدرة على تقرير المصير , وتخضع لإرادة الهيمنة , وتدين بالتبعية والسمع والطاعة للقابضين على وجودها , ومنذ نهاية الحرب العالمية الأولى.
وهذا الواقع المدان يفسر ما يدور في أروقة الحكومات , ويظهر آليات إتخاذ القرارت القاضية بسحق حقوق الإنسان , وإلغاء قيمة الأوطان , والخضوع المتواصل للذل والإمتهان.
نعم إنها معادلة الهيمنة والسيادة التي بموجب طرفيها والعناصر الداخلة فيها , تتحدد الأوضاع وتُرسم خرائط الأحداث والتطورات , وأنظمة الحكم والحكومات “خراع خضرة” , ومَن يريد أن يكون سيدا في بلاده , تدور أسوأ الدوائر على رأسه , ويُخلع من نظام الحكم ويُرمى في مزابل الأيام , التي ستسوّغ وجوده فيها وسائل الإعلام , التي ستنبذه , وتؤازر غيره الذي سيؤدي دوره في تأمين الهيمنة , وتمويع السيادة ومحقها , وعندما يبدأ رحلته الصادقة مع وطنه , تتصدى له جحافل القضاء عليه , وهو غير مأسوف عليه , وبأساليب تخلعه من الوعي الجمعي كأنه الورم الخبيث.
مَن يدرك هذه الحقيقة المريرة الأميرة , يعرف ما يدور في أروقة الويلات والتداعيات العاصفة في بلاد العرب أوطاني.
إن المفكرين وأصحاب الرأي والنخب بأنواعهم , يقتربون من الحالات التي يتصدون لها , وهم يفترضون بأنهم يتعاملون مع بلدان ذات سيادة , وما توهج بوعيهم الواقع المرهون بالهيمنة , وأن الحكم في دول ما بعد الحرب العالمية الأولى , عبارة عن وكالات للحفاظ على المصالح , وتعزيز الهيمنة والتبعية والهوان.
ولهذا فالدول , حتى التي حاولت أن تنهض في الربع الثاني من القرن العشرين , تداعت وتحولت إلى عصف مأكول في النصف الثاني منه , وتحقق إمتلاكها المطلق في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين.
فاين السيادة , يا سادة؟!!
هل هي في الدواوين وعند المشايخ المعبّرة عن التبعية والإرتهان بأوامر الكراسي الموكلة بتدمير الأوطان؟!!
وهل ساد الحق وإنهزم الباطل؟!!
د-صادق السامرائي

أحدث المقالات

أحدث المقالات