21 ديسمبر، 2024 8:25 م

الزرقاء ما بين اليمامة والعراق..

الزرقاء ما بين اليمامة والعراق..

من المعلوم أن المبالغة, سواء كانت من خلال الوصف والتشبيه, او من خلال المدح والثناء, ستكون ذات نتائج عكسية تنكشف ولو بعد حين من الزمن, حتى وأن حاولنا تشويه الصورة الجميلة اوتحسين القبيحة منها.
يبالغ العرب في كثيراً من المواطن بمعاجز ومفاخر, لشخصيات قد أثرت سلباً في تاريخنا الأسلامي والحديث منه, حتى أنهم يعطون اللقاب والمعاجز والمفاخر لتلك الشخصيات مع علمهم بأثرها السلبي في تاريخهم وذلك لأسباب عقائدية اوقبلية.زرقاء اليمامة تلك المراءة الخارقة الحديدية, التي ترى على بعد الاف الكيلوا مترات, بعيون ثاقبة يعجز العلم الحديث عن تفسيرها, كانت سيدة قومها تستخدم القوة والبطش والقتل لمن خالفها, ذات معتقد يهودي, تميل لأستخدام السحر, في حكمها, عندما علمت بقرب ولادة الرسول الأعظم صلوات الله عليه, شدت الرحال الى الجزيرة العربية, بحثا عن تلك المراءة التي ستلد المنقذ في محاولة لقتلها, وأعدة العدة لذلك بعد ما بذلت الأموال والسحر في سبيل ذلك الا أن أرادة الباري أبت ذلك.
أنكشفت خيوط المؤامرة, وهربت زرقاء اليمامة مع كهنتها, الا أن المزيفين للتاريخ لازالوا يذكرون تلك الساحرة بالتبجيل والثناء, وأنها أعرابية أنقذت قومها من اللصوص والغزاة,ومع علمنا بحقيقتها الا أننا لازلنا ندرسها لأطفالنا كأسطورة من أساطير العرب, ونتغافل عن سادة القوم منا.
كم شخصية فبيحة, حسنها تاريخنا المخطوف, وجعل منها شخصية مثالية يقتدى بها, وارغمنا على مضض على دراستها, وحفظ مأثرها, تاريخنا القريب, وواقعنا الذي نعيشه, مليئ بالأحداث والشخوص, الشبية بالزرقاء, وهناك ايادي خفية تحاول أن تجعل منهم أساطير في تاريخنا الحديث, مع علمنا بدورهم السلبي في تدمير الأرث العراقي الشيعي.
رجال سياسة, ودين في حقبة قريبة من الزمن كانوا, أداة بيد النظام البائد, نفذوا أجندات لمخابرات عالمية ومحلية, في تدمير عقول الناس, أصبحوا بفعل الأمر الواقع زرقاء اليمامة التي ترى عن بعد مع علمنا بأستحالة ذلك كون الأرض كروية, فبعد جيل من الأن سيصبح هؤلاء في رتب الأولياء والأنبياء بفعل التاريخ المخطوف والأيادي الملوثة بالمال السحت الحر ام, وبفعل العقول المسلوبة التفكير وسكوتنا عن فضح التزوير في تاريخنا الحديث بعد التزوير الكبير في سالفه السابق.