لم يكن استشهاد أبناء قواتنا المسلحة في النزاعات العشائرية بمنطقة المعامل حادثة عابرة أو الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة ما دام الحساب الحقيقي غائبا عن مرتكبي هذه الجرائم لقد أُزهقت أرواح شهداء وامتلأت المستشفيات بالجرحى لأن بعض المتنفذين اختاروا أن يضعوا المجاملة والمحسوبية فوق قيمة الدم العراقي .
حين يتهرب بعض شيوخ العشائر من مسؤوليتهم ويبرر بعض المسؤولين هذه الفوضى بصمت أو تساهل فانهم يتحولون عمليا إلى شركاء في هدر دماء رجال القانون الذين يقفون على الساتر الأول لحماية الأرض والعرض .
رجل القانون ليس غريبا عنا إنه الأب والأخ والجار وابن الوطن فكيف يسمح البعض لنفسه بأن يمد يده على من يحرس أمنه؟ كيف يجرؤ على إهانة من يفترض أن يحترم لأنه ينفذ واجبه في خدمة الشعب؟
المسؤولية هنا مزدوجة على شيوخ العشائر أن يعلنوا بوضوح أن الدماء خط أحمر وأن رجل القانون هو خط الدفاع الأول عن الوطن لا خصم يستهدف .
وعلى الحكومة أن تكسر ظهر كل من يتطاول على أبنائها بالقوانين الحازمة والإجراءات الصارمة وأن توقف نزيف الدم قبل أن يتحول الفلتان الأمني إلى انهيار شامل .
إن الدولة التي لا تحمي رجل القانون تجعل ظهره مكشوفا أمام الرصاص والغدر وتفتح أبواب الفوضى على مصراعيها وإذا لم تتم مواجهة هذه التصرفات الإجرامية بقبضة من حديد فان الجميع سيدفع الثمن شعبا ودولة .
دماء الشهداء تصرخ اليوم كفى تساهلاً كفى مجاملة فالوطن لا يحمى إلا برجال القانون ولا كرامة لنا إن لم نصن كرامتهم .