21 ديسمبر، 2024 5:23 م

الحسين عليه السلام فقط

الحسين عليه السلام فقط

محرم على الابواب والاستعداد لاحياء الشعائر على قدم وساق وكذلك المتصيدون للاخطاء ايضا يستعدون على قدم وساق وطرف ثالث دخل المعادلة هم من يبتدع مظاهر شعائرية جديدة تثير الجدل

ايام السيد محسن الامين ( 1284-1371هـ) انتقد بعض الشعائر الحسينية التي لا تمت بصلة مع نهضة الحسين عليه السلام ، والنتيجة انبرى من يرد عليه واخر يؤيده ، وفي حينها لا اعلم لماذا لم يجلسوا مع بعض للحوار فكليهما يعشق الحسين عليه السلام ، المراجع اما يؤيد واما ساكت ، والساكت قد يلمح هنا او هناك رفضه لبعض مظاهر الشعائر .

وهنالك من رد على ما كتب الامين ردا بعيدا عن المطلوب مثلا اثبات شرعية البكاء وشرعية التعزية وشرعية ذكر الاموات وكل هذه لم يختلف عليها اثنان ولكن ما كان مثار جدل التطبير وضرب الظهر بالسكاكين .

ومن جانب اخر عندما يقوم الطغاة بمنع الشعائر الحسينية فانه يولد روح الاصرار على ان يقوموا بها في اية فرصة تسنح لهم وبافراط .

هنالك كلام للشيخ الوائلي رحمه الله ينتقد وبشدة بعض الشعائر الحسينية باعتبارها تسيء لنهضة الحسين عليه السلام ، وانتقاده هذا لم يتصدى للرد عليه احد لان ايران اصلا منعت بعض الشعائر والعراق ممنوع من الشعائر وهما معقل الشعائر .

الان او بالاحرى لو كان الوائلي على قيد الحياة ليرى ما استجد من شعائر يقومون بها لا سيما بين الحرمين لكان له راي صارخ ، بل هنالك من يقوم بشعائر خاصة للنساء في حسينيات مغلقة ، واما مسالة تشبيه شخص بانه كلب رقية حقيقة تثير الانتقاد اللاذع هي اصلا لا يوجد ما يثبت ان للحسين عليه السلام بنت اسمها رقية . هذا اضافة الى اشعار عجيبة وحركات غريبة واستخدام الطبول بشكل غير معروف ومالوف ، واما السير على الزجاج والنار امر يجب التوقف عنده .

هنالك من اقترح بالتبرع بالدم والحجامة وما الى ذلك وكان المسالة لابد من سفك الدماء من اين جاءت هذه المقترحات ؟ حتى حقيقة رواية ان زينب عليها السلام ضربت راسها بالمحمل مردودة ولم يتفق عليها اعلام الشيعة لما فيها من ثغرات ومؤاخذات .

عندما ينتقد ويحرم السيد الامين بعض الشعائر ويستقبله مرجع الشيعة استقبالا مميزا في النجف على ماذا يدل ؟

الان نعود الى الجانب الثاني الرادود وقصائده ، المفروض ان القصيدة تتضمن فقط الجانب الماساوي للحسين عليه السلام وعياله وانصاره ، اما انها تتحدث عن اوضاع اجتماعية او سياسية او تعقيبات على بعض مجريات الامور الدينية الحاضرة فهذا لا اعتقد انه يتماشى ونهضة الحسين بكل ماسيها .

اختلاق القصص لاثارة الناس امر مرفوض له تبعية سلبية على المذهب حتى ان المراجع في النصف الثاني من القرن العشرين يؤكدون على عدم التصرف بتصرفات توهين المذهب ، وهنا ياتي الجدل ماهي التصرفات التي توهن المذهب ؟ قد لا يستطيع المرجع القول الصريح فيلجا الى التلميح وهذا امر طبيعي اذا ما علمنا ان المتلقي قد لا يقبل او حتى ينتقد وحصل مثل هذا للسيد حسين البروجردي ( 1292 -1380هـ) عندما طلب من مجموعة من مقلديه بعدم اقامة شعائر معينة فقالوا له سيدنا نحن نقلدك في كل شيء الا في محرم اتركنا نفعل ما نريد .

الملاحظة المهمة ان هذه الامور لا تحصل الا في العراق بالرغم من ان اكثرها منشاها ليس العراق ولكن بعد 2003 ظهرت شعائر منشاها العراق وحقيقة اثارت حفيظة الكثيرين .

وفي نفس الوقت هنالك من هو ضد الشيعة وضد الحسين عليه السلام يحاول بحجة نقد الشعائر الا انه يطعن بعقائد الامامية بل انه ينتقد حتى الشعائر التي لا خلاف عليها .

ركضة طويريج من الشعائر الرائعة التي لها صدى واسع ومريدين كثر لما فيها من جماهيرية تهز النفس من الاعماق ولها معاجز ، تذكرون ايام كورونا وضرورة الابتعاد مسافة عن الاخرين وعدم الاختلاط تجنبا للاصابة بكورونا لكن الالوف التي ازدحمت لاقامة ركضة طويريج واقامتها وانتهت من غير اصابات الا يعني ان الله عز وجل يحفظ من يقوم بالشعائر التي تجدد نهضة الحسين عليه السلام.