12 ديسمبر، 2024 5:02 ص

الحداثة مصطلح مشوش مستورد يشير إلى ضعفنا المعرفي وخوائنا التفاعلي الواعي مع التحديات , وتوهمنا أن الآخر هو الأدرى والأعلم ونحن محض هراء.
في النصف الأول من القرن العشرين كانت العديد من دولنا أكثر تقدما من دول تطورت وصارت في مقدمة النشاطات المعاصرة , ومعظمها إنطلقت في بدايات النصف الثاني من القرن العشرين , ونحن بدأنا مسيرة التقهقر في ذات الوقت.
والمتابع لما طرحه رواد الحداثة , يكتشف أنهم صدويون (من الصدى) , فاستحضروا أفكارا منقطعة عن واقعها الجديد وأرادوا لها الحياة فيه , كمَن يريد أن يزرع نخلة في القطب الشمالي.
الحداثة ليست شعرا وأدبا وغير ذلك , الحداثة حركة تثويرية تغييرية , تشمل كافة ميادين الحياة كالصناعة والزراعة والتعليم والإبداع , ولا يصح بتر منظومة الكينونة المجتمعية عن بعضها , فالقلب لا قيمة له خارج البدن , وأي عضو في الجسم سيصاب بالضرر إذا تضرر عضو غيره فيه , وكذلك الحداثة التي يتمنطق بها الكثيرون , ويتناسون سلامة البدن المجتمعي وصلاحيته لتنمية المنطلقات , التي يستنسخونها من ديار الآخرين.
فأين الحداثة المعبرة عن هويتنا وذاتنا وموضوعنا؟
هل ما تم إستنساخه من حالات تمثل حداثة؟
ما هي صناعاتنا؟
كيف حال مؤسساتنا التعليمية؟
هل نطعم أنفسنا؟
هل لدينا أنظمة حكم دستورية تؤمّن حقوق الإنسان؟
لا يمكن فصل الحالات , بل يجب أن تتفاعل بعضوية وتآلفية إنسجامية لتمثل الصورة الصادقة للواقع الذي يُراد له أن يكون معاصرا.
أما حداثتنا المفتعلة فهي ثريد حول صحون الويلات!!
د-صادق السامرائي