تتميز الشخصية النجفية تتميز من خلال افعالها وأقوالها محبة للخير, وعندما أتحدث عن أي شخص منهم نشأ وترعرع فيها ونهل من علومها, والأستاذ ناصر حسين علي من مواليد النجف محلة العمارة 1940م 1- الذي حضر مجالسها الادبية والثقافية والحسينية! حتماً ازداد وعيه ونضج فكره وصقل شخصيته حتى بات نجماً من نجوم عشيرتي, وأحد أبرز أعلامها وهو نموذج يقتدى به في فنون السياسة وتمتع بها أيام مرحلة العنفوان وحتى نهاية المطاف من رحلة العمر.
أبو جمال والقومية :
عاش أبو جمال فترة عمره السياسي بين المطاردة والتعذيب في قعر السجون 2- وهي رحلة طويلة عاشها مع القومية العربية! حتى احد السياسيين الذين تصدى للمشهد السياسي بعد الغزو الثقافي لعراقنا الجريح وهو ينعت القومية بالفشل ! * الأستاذ ناصر لديه من الوعي ما يجعله قادراً على ربط الاحداث والقومية العربية تجمع من الشباب ومن رفاق دربه الذين يرون فيها المخلص للشعوب, وكلنا يعلم أن في السياسة فن وفيها من الدهاليز التي تصعب علينا معرفتها نحن, وخاض التجربة أبو جمال وعرف بعضها وأشكل عليه بعضِ الاخر لأن النشاط غالباً ما يكون من بناة فكر الانسان أو لقيط جاء من الخارج وكيفية تكوينه ودوافعه وهذه متغيرات ترافق الرحلة…
أبو جمال:
أنه النجف الأشرف نشأ وترعرع في محلة العمارة وتربى فيها وعاش عنفوانها فهي المحلة الوحيدة التي تحمل عدة أسماء رغم أسم المؤمنون كان طاغيُ عليها لكثرة مشاربها العلمية والأدبية والسياسية والاقتصادية وهذا لا يخفى على أحد والأستاذ ناصر حسين علي ترعرع فيها وناله منها الخبرة في التضحية والفداء وهو يحمل مجد الأجداد في المقاومة التي تحصل بين الحين والأخرى بين ابنائها! نتيجة صراع الفكر السياسي الذي خلق عدة تيارات سياسية بما فيها المد الناصري لضرب الشيوعية 3- كما نتج عن هذه التيارات تيار الاسلامي يعايش المتغيرات ومؤثراتها في العراق ومدينة النجف ذات الطابع الديني وهذه التيارات تشكل القومية والشيوعية والإسلامية ناتج عن صراع فكري تحول فيما بعد الى صراع فكري ثقافي سياسي.
لم تخلوا هذه التيارات من الاحتكاكات الصبيانية, وهي استعراضات لا تخلو من إقصاء, لذا تجد اعمال العنف خارج عن مسار القانون تتبعها ملاحقات لهم وهذا ما يشمل القوميين والبعثيين وغيرهما لأن الفوز لجهة ما تجعل الخصوم في دائرة الشبهات كما حصل بعد فوز الشيوعيين في انتخابات الطلبة ومنع جريدة الشعب من التداول في حينها وهذا الصراع باقِ وكذلك الملاحقات والأستاذ ناصر أبو جمال يعيش الصراع ولا يتصور أحدنا بأن الصراع يخلق أعداء مستمر متوتر بينهم سلبيه لكن للحقيقة هناك مودة طيبة بين بعض الشخصيات القومية والشيوعية والإسلامية وغيرهم.
تبقى مدينة النجف الأشرف سباقة في كل مرحلة من مراحل حركتها الدينية والثقافية والأجتماعية والسياسية وهي تشكل منعطف في صناعة القرارات العامة والخاصة ذات الفائدة لشعبنا والشعوب العالم وهو معيار أن لم يكن لك أخ فنظير لك في الخلق والمرحوم الأستاذ نصر حسين علي لفته من هذه المدينة ومن اعمدة البو غنيم الفدعاني العنزي ومن وجهائها الذين يعتمد عليه في فض النزاعات العشائرية في عشيرته أو غيرها من العشائر الكريمة واصلاح ذات بينها وهي من المواقف الجليلة كما له من الأعمال الخيرية وهو موظف في شركة توزيع المنتجات النفطية وهو من المساهمين في النقلة النوعية في تلك الفترة من توزيع قناني الغاز على العوائل بأسلوب فاق النظير وقد لعب دور كبير في تعداد 1957م لمعرفته بأغلب العوائل النجفية وضواحيها في عملية التسجيل ويبقى أبو جمال الرمز الكبير في حياته ومماته رحمه الله, اذ ترك الاثر الطيب بين محبيه ومبغضيه وله من اولاد اثنان الأستاذ جمال والأستاذ وسام وهما قامتين أدبيتين سياستين رياضيتين وأن لم يشغلوا مناصب في دوائر الدولة لكن اثرهم في المجتمع كما اثر والدهما رحمه الله.
1- تأريخ العشائر العراقية القسم الثاني ص478
2- أيام وراء القضبان شاكر الميالي ص105
*- أحد سياسي النجف الأشرف وشغل منصب رفيع فيها .
3- تأريخ العشائر العراقية القسم الثاني ص483
