إسرائيل في مواجهة صدمة الصواريخ الإيرانية: ما بين استيعاب الهزيمة ومحاولة استعادة الهيبة

إسرائيل في مواجهة صدمة الصواريخ الإيرانية: ما بين استيعاب الهزيمة ومحاولة استعادة الهيبة

تحاول إسرائيل بكل وسيلة استيعاب الصدمة والهزيمة المدوية التي تعرضت لها، بعد أن فوجئت منذ اللحظة الأولى بانطلاق الصواريخ الإيرانية التي استهدفت تل أبيب مباشرة، لتُذهل بقوة إيران الصاروخية التي لم تكن تتوقع امتلاكها لهذه القدرات التي تهدد أمنها بشكل مباشر.

نجحت إيران في خداع الكيان الصهيوني، خاصة بعد استشهاد السيد حسن نصر الله، حين استخدمت صواريخ ذات تأثير محدود لإخفاء قوتها الحقيقية، وتجنّبت الكشف عن ترسانتها العسكرية، مما أوحى لإسرائيل بقدرات إيرانية محدودة. في الوقت ذاته، اختبرت إسرائيل قدرات اليمن وحزب الله، ولم ترَ في صواريخهما تهديداً جدياً لأمنها.

لكن يبقى التساؤل: لماذا لم تسلّح إيران حلفاءها، لا سيما حزب الله، بصواريخها المتطورة؟ ولماذا تركت لبنان يواجه مصيره في دوامة من الضعف والتلقي المستمر للضربات المؤلمة؟ فلو كان حزب الله يمتلك من قدرات إيران الصاروخية ما يمكنه من ردع العدو، لما وجد نفسه في هذه الحالة من الانهاك والتراجع، خصوصاً بعد ما وُصف بالاستسلام المهين الذي وقّعه الشيخ نعيم قاسم، وما تضمنه من شروط مجحفة.

ولكن، هل انتهت الحرب؟ الإجابة لا. لم تنتهِ بعد. وستسعى إسرائيل بكل ما أوتيت من قوة لمحاصرة إيران، في محاولة لاستعادة هيبتها التي انهارت أمام أعين العالم، وردّ الصفعة القاسية التي تلقتها من الصواريخ الإيرانية، والتي أطاحت بصورتها كقوة لا تقهر في الشرق الأوسط.