12 ديسمبر، 2024 5:13 ص

 

الواقع القائم يشير إلى عدم إحترام الوطن , والأنظمة التي لا تحترم أوطانها تهون وتتمرغ بالذل والتبعية والخنوع , وتفقد سيادتها وتكون عالة على أولياء أمرها , الذين تستمد قوتها منهم.

وبعض علامات عدم إحترام الوطن تتلخص بما يلي:

أولا: إهمال النخلة

النخلة عانت الكثير من الشدائد منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين , وبلغت ذروة العدوان عليها أثناء الحرب العراقية – الإيرانية , وكم من بساتينها تم تجريفها , وكم أقتلع منها دون أي رأفة أو تفكير.

ثانيا: العدوان على النهر

النهران دجلة والفرات وروافدهما  , أصابهما الإهمال الشديد , وتحولا إلى مكب لمياه الصرف الصحي , وتقبّحت ضفافهما , وتقلصت الملاحة في مياههما.

ثالثا: كراهية الأرض

رغم خصوبة أراضينا , لكنها أصبحت ذات ملوحة عالية , لأن الزراعة ما عادت ذات قيمة , ولابد من التمتع بالمدنية المزيفة , التي أخرجتنا من التفاعلات الضرورية لوجودنا المعافى السليم.

رابعا: الآثار

بلد يمتلك أقدم وأنفس الآثار الحضارية , ولا توجد فيه نشاطات سياحية نافعة للمجتمع , بل أن قيمة الآثار ضاعت وصارت المتاجرة بها حرفة مربحة.

خامسا: البيئة

البيئة بمكوناتها لا تخضع لتنظيم وقوانين تحميها من السلوكيات البشرية الطائشة , ولهذا فقدت بيئتنا الكثير من خواصها وملامحها المميزة.

سادسا: الصحراء

الصحراء ثروة متنوعة الموارد , من العناصر النادرة إلى ما تحويه من فرص إستثمارية لمشاريع عديدة , ونحن نتبرم منها ونحسبها غير ذلك ونعاديها , وما عرفنا كيف نستفيد منها ونحولها لمصدر قوة ورفاه.

سابعا: الشمس

منطقتنا مشمسة , وعلينا أن نتعلم مهارات تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقات كهربائية وغيرها , فلدينا مصادر غنية للطاقة , وهي منطلق الحضارة ومادتها.

ثامنا: الإنسان

قيمة الإنسان تتناسب طرديا مع قيمة الوطن , وعندما يغيب الإنسان ويتحول إلى رقم , وتصادر حقوقه ويفقد الأمن , ويتدثر بالقهر والحرمان , فاقرأ السلام على الوطن.

تاسعا: الزراعة

الزراعة عماد الإقتصاد وأس القوة , فالشعوب التي لا تقدر على إطعام نفسها تتحول إلى عالة , وتفقد قدرات التفاعل الإيجابي مع الحياة , وتنتشر فيها الصراعات البينية الإلهائية.

عاشرا:الصناعة

الوطن الذي لا يصنع يُصرَع , وتدوسه سنابك الدول الصناعية وتنتهك سيادته , وإهمال الصناعة عدوان على الوطن وتدمير لذاته وموضوعه.

حادي عشر: النفط

نعمة وطنية وفيرة تحولت إلى نقمة خطيرة , تبدد فيما يضر ولا ينفع , وتسببت بتفاعلات خسرانية مريرة , توجها الفساد المطلق والإغتنام المنفلت المشاع.

هذه بعض العوامل التي يجب النظر إليها بإخلاص , للتعبير عن إحترام الوطن والحفاظ على عزته وكرامته , وتأمين سيادته ورفعته , وبدونها يتحول إلى زنزانة ضياع.

و” حب الوطن من الإيمان”!!

د-صادق السامرائي