24 يوليو، 2024 9:10 م
Search
Close this search box.

أنا وليس لي أخ وضد ابن عمي وأخاف من الغريب

Facebook
Twitter
LinkedIn

إذا تجاوزنا المنظور التعصبي العنصري الضيق الذي يدل عليه المثل الشعبي الدارج الذي يقول أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب ونقرنه بعمليتنا السياسية القائمة سنلاحظ إن ما كان عنوان لهذا الكلام قد أصاب الحقيقة التي أنجبتها توافقات الأحزاب السياسية اليوم في الصميم حيث انشغل قادتها بما يعنيهم وما يطيل من عمر تمسكهم بما في أيديهم تاركينا نعيش في ظلام نجهل ما قد نصل إليه في قادم أيامنا فنحن ندرك إن خيراتنا وفيرة لو امتلكناها وتقاسمنها بالعدالة التي اختارها ربنا الجليل لنا لأصابتنا التخمة فشعب عاجز حائر ينقصه الكثير مطلبي يتظاهر محقا في كل مكان يستند إلى دعم مرجعيته الدينية وحكومة يستهدفها أشرس عدوان ظالم متستر بالدين الحنيف وقد تعددت أقطابها وتشتت طاقاتها وإمكانياتها ينهش بعضها بعضا لا تستطيع أن ترضي شعبها وكل قطب في الأرض يستخدم كل الوسائل ويمتلك بعض القوة يحاول أن يرسم لنا مستقبلا حسب ما يرتئيه وتفرضه مصالحه متسلحا بما يمتلك من مظاهر القوة يلوح بها عند الحاجة وليس غير الشعب العراقي ضحية ففضل شبابه المنتج الهرب إلى نعيم التقدم والأمان الغربي طلبا للأفضل وهو على يقين تام إن العيش هناك على ما تقدمة الدول من إعانات هو ذلة تاركا خلفه الضعيف والعاجز يخجل أن يقول كما قلنا في عنوان هذه السطور .

إن الظروف التي صنعها لنا غيرنا طيلة الفترة الماضية منذ ما بعد السقوط عام 2003 لحد الآن خلقت العديد من الانقسامات في الكتل السياسية العاملة في الساحة العراقية أساسها التسابق على حجم التسلط ولاحظنا توالد بعضه غير شرعي لمجموعات غير قليلة بعناوين كثير تعددت فيها الرؤوس والقوى ومصادر صناعة القرار من المنتفعين الذين انشغل البعض منهم في بناء إمبراطوريته الخاصة المحصنة المستندة إلى المناطقية أو الطائفية وانشغل الجميع بواحدة من أهم عوامل الدفاع الذاتي وتسقيط الآخر والتسارع إلى تجميع أخطاء خصوم السياسية وكأسلحة متممة تظهر عند الحاجة كوسيلة لبناء العراق المشتت الضعيف وهو ما يمهد لتقسيمه لا سامح الله عند أي هزة عنيفة فأصبح إخواننا الكرد يلوحون بالانفصال بين الحين والآخر وأصبحنا نسمع عن المطالبة بإقليم هنا وإقليم هناك كأن سياسيينا كواسر تجمعوا من شتى بقاع المعمورة وأغمضوا أعينهم حتى عن عدوهم فلا يستطيعون أن يدركوا إن أحقر البشر من مختلف الأجناس والأعراق قد تجمعوا بالأمس القريب ورصفوا صفوفهم في بناء مسخ أطلق على نفسه تنظيم داعش وتناسى الجميع إن عمر هذا البلد آلاف السنين تعايش فيه الجميع إخوان متحابين موالين ومدافعين عن عراق واحد قوي ليس في العصر الحديث بل منذ عصور ما قبل التاريخ .

نعم التقت كتلنا السياسية على أساس عرقي فأصبحنا كرد وعرب واختلف قادتها بالمطالبة بضم هذه المنطقة إلى هذه الجهة وتلك المنطقة إلى الأخرى لان ارتفاع نسبة السكان تعني المزيد من العائدات المالية ناهيك عن اتساع مساحة الأرض يتبع ذلك انقسام بيني على المناصب السيادية لأنها توفر مزيد من السيطرة والسطوة وبسط النفوذ وإخضاع الآخرين ومزيد من اتساع الإمكانيات في كل شيء ولعلك تلاحظ الاختلاف في إقليم كردستان والشد والجذب الحاصل مع محاولات التهدئة والتعقل ومحاولات حصر الخلاف بين السياسيين والابتعاد عن زج الشارع الكردي المحلي في الأزمة منذ انتهاء فترة رئاسة السيد مسعود برزاني بغض النظر عن نجاحه أو فشله في رئاسة الإقليم .

أما في جزء العراق العربي فقد اخذ الخلاف الطائفي مأخذه من طاقات البناء الشعبية ولا احد يستطيع إنكار الخلاف البائن على أي مشروع مهما كان نوعه وآي خطوة تتطلبها إدارة الدولة وهذا ما يتسبب في عرقلة أي تقدم إلى الأمام وقد وصل الاختلاف على أشده الآن فلا نحن كشعب راضين عن ولاة أمرنا ولا ولاتنا يرضون على من يتفقون عليه لقيادتهم وأبناء المناطق الغربية بامتدادها إلى الشمال يصرخون بأعلى أصواتهم أن من في السلطة لا يمثلونهم وأبناء الجنوب والوسط يتظاهرون للمطالبة بمحاكمة قيادات الدولة فلا هذا يقنع ولا ذاك يهدأ فسبحان الله العظيم وحتى حين يعود المسئول إلى منطقته لا يجد من يؤيده بدلالة أن غالبية من خرجوا من السلطة لأي سبب استقروا في خارج العراق حسب دولة جنسيته الثانية إلا ما ندر ويعدون بأصابع اليد , وإذا كانت حكومة السيد أياد علاوي والسيد إبراهيم الجعفري قد تشكلت لظروف خاصة , إذن كيف وصل هؤلاء الناس إلى السلطة ونحن ولثلاثة دورات دستورية كاملة مضت نمارس انتخابات يقول الجميع وبشهادات مستقلة أنها ديمقراطية وحرة ونزيهة وأنا عن نفسي وعائلتي اشهد بالله العلي العظيم لم يعين لي أحدا أبدا من انتخبه بل منحت صوتي لمن ارتضيته بما يمليه ضميري وعقلي وهذا يدفعنا إلى البحث عن مكمن الخلل إذا كان في الشعب أم في الحكومة التي انتخبها .

إن الكتل السياسية كانت موحدة ومتفقة حين كانت في المعارضة افترقت وتناحرت عندما اشتدت حاجتنا إلى توحدها وعليها أن تتنبه إلى إن تشتيت القوى بلا نقاش هو إضعاف لها جميعا وهدر وضياع للمصلحة العامة وبالتالي سيؤول إلى تدني ما يمكن أن تقدمة الدولة لشعبها وسنجد نفسنا في خاتمة المطاف أمام دولة هزيلة وشعب منهك القوى ولا نمتلك من زمام أمورنا ما يقينا تسلط الآخرين على رقابنا ولله آمرنا يختلف الساسة فنقتل صبرا بالمفخخات ويتفقون فنموت صبرا من الجوع ونقص الخدمات . 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب