أمانة بغداد والمطعم التركي!

أمانة بغداد والمطعم التركي!

لاشك بأن هناك خصومة كبيرة وزعل وعتاب وألم كبير وعدم رضا على أمانة بغداد من قبل أهالي بغداد! ، وهذه الخصومة حقيقة بدأت من بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ، ومن بعد تشكيل اول حكومة وتعيين (( علاء محمود التميمي، بمنصب أمين بغداد للفترة من 23 /نيسان/ 2004 – 2005)) . أن الخصومة الكبيرة والعميقة بين أمانة بغداد وأهالي بغداد، هي بسبب عدم الوفاء بالوعود والعهود التي وعد بهاالمحتل الأمريكي من جهة ، وكذلك من جهة قادة المعارضة قبل سقوط النظام السابق والذين هم حكام اليوم ، ووعودهم بأنهم سيجعلون من بغداد جنة الله على الأرض! ، حيث لم يتحقق أي شيء من كل تلك الوعود بل أصبحت بغداد واحدة من أسوء عواصم العالم بالتلوث البيئي ، بسبب من كثرة النفايات وأطنان الأزبال التي تغطي وجهها ، (لا ينكر وجود تنظيف يومي) ، ولكنه لا يرتقي الى مستوى الجدية والرغبة في جعل بغداد عاصمة نظيفة جميلة ، تزهوا بالحدائق والمساحات الخضراء وبالشوارع المبلطة والمرصوفة بشكل هندسي وجميل ، لأنهم لم يلتفتوا الى الاهتمام والاعتناء ببغداد! ، بل تركوها وأهملوها فازدادت فوضى وخراب ، وأصبح حالها لا يسرالناظرين ، تفوح منها روائح حرق الأزبال والنفايات والمخلفات ورائحة الكبريت!! المجهولة المصدر منذ اشراقة الصباح!  ، كما لم يمر شتاء على بغداد ألا وغرقت وغاصت بالمياه الثقيلة الآسنة التي دخلت الى البيوت! ، وليذكرني أحد بشتاء مر على العراق ولم تغرق فيه  بغداد ، مع اول زخة مطر، حتى ولو كانت امطار لساعة واحدة؟! . ويتفق غالبية العراقيين أن كل أمناء بغداد من بعد 2003 لم ينجزوا شيئا جميلا يذكر لبغداد ، بل بالعكس هم تجاوزا وشوهوا على ما كان فيها من برقة جمال! . وكمثال لأمناء بغداد واهمالهم لبغداد ، لابد أن نذكر أمينها السابق ( نعيم عبعوب) الذي كان أشهر من نار على علم وبنفس الوقت محل سخرية وتندر! من قبل كل العراقيين وتحديدا أهالي بغداد ، بتصريحه الشهير، عندما غرقت بغداد في عهده عندما كان هو امينها ، فعزى ذلكبأن هناك من وضع صخرة كبيرة سدت المجاري وسببت غرق بغداد!! وعندها اطلق أهالي بغداد على تلك الصخرة أسم ( صخرة عبعوب!) ، ناهيك عن تصريحه الأكثر غرابة ، حيث كان يعيب على أمارة (دبي) ويصفها بأنها مدينة من (زرق ورق)!! ، على الرغم بما وصلت أليه من عمار وتمدن وبناء وجمال حتى صارت قبلة ومحط أنظار وأعجاب العالم ، وقس على ذلك على  بقية أمناء بغداد ((بدأ من ، علاء محمود التميمي ، ومرورا بحسين الطحان ، وصابر العيساوي ، والمرشدي وذكرى علوش ، وانتهاء بأمينهاالحالي السيد عمار موسى كاظم ، الذي غرقت بغداد بعهدهقبل أشهر!)) ، فاذا كان هذا حال العاصمة ، فما بالكبالمحافظات التي تعيش البؤس والشقاء صيفا وشتاء! ،وطالما  نقلت وسائل الأعلام والفضائيات حالها وأوضاعهاالتي لا تسر عدو ولا صديق! . كان لابد من هذه المقدمة لأعطاء صورة عن واقع الحال الذي وصلت اليه بغداد في ظل أمنائها! من بعد 2003 .  لندخل الآن في صلب الموضوع ، بتاريخ 22/4/2025 اعترضت لجنة الاستثماروالتنمية النيابية ، على ما أقدمت اليه امانة بغداد بإحالة المطعم التركي للاستثمار، وتحويله الى مركز طبي بعقد استثماري!! (( حيث جاء على لسان نائب رئيس اللجنة // حسين السعيري// ، بأن تحويل المطعم التركي الى مجمع صحي ، لم يأخذ المعايير البيئية والصحية بالاعتبار ، والموضوع فيه محسوبيات ومنسوبيات للاستفادة ، من هكذا مشروع لأشخاص قريبين من الحكومة هي التي تعطي هذه المشاريع! معتبرا بأن مشروع الاحالة غير صحيح  وحتى مكانه غير مناسب)) الى هنا أنتهى كلام النائب . وهنا لابد من الاشارة والتذكير بأن المطعم التركيقد تم افتتاحه عام 1983 من قبل شركة  هندية ، وهو مكون من 14 طابقا ، وجاءت تسميته بالمطعم التركي ، لوجودمطعم تركي كان يشغل الطوابق العليا ، أما بقية الطوابق فكانت مراكز للتسوق . من جانب آخر وهذا هو الأهم من وجهة نظري  ، أن للمطعم التركي رمزية خاصة! لدى غالبية العراقيين ، حيث يمثل لهم ذكرى عزيزة على قلوبهم رغم مرارة الألم فيها! ، حيث كان المطعم التركي ، أيقونة انتفاضة تشرين عام 2019 وأطلق عليه تسمية جبل أحد!!، لأنه كان مقر للمعتصمين ، بعد ان منعتهم القوات الأمنيةمن عبور جسر الجمهورية الذي يقع بالقرب منه ليعبروا الى المنطقة الخضراء . من وجهة نظري البسيطة كصحفي ومتابع للشأن العراقي ، كنت أتمنى من امانة بغداد أو الجهات ذات العلاقة إعادة المطعم التركي الى سابق عهده ، أي أن يعاد الى مطعم ومراكز للتسوق! ، لاسيما أن ما طرحه السيد (حسين السعيري) نائب رئيس لجنة التنمية والاستثمار النيابية في البرلمان بخصوص عدم صلاحيةالبناية لتكون مركز صحيا  هو عين الصواب . كنت أتمنى أن تهتم أمانة بغداد بأن تعيد لبغداد بناها التحتية وتزرع المساحات الخضراء وتعمل على تنظيفها وتجميلها وليس الركض والبحث في مثل هكذا أمور أساسها المحسوبيات والمنسوبيات والمصالح الفئوية والشخصية الضيقة! على حد قول ، النائب (حسين العسيري) ، وتمنيتأيضا ، أن يهتم أمناء بغداد واعضائها مع كل الأحتراموالتقدير لهم ، ببغداد مثلما يهتموا بهندامهم واناقتهم! ، حيث ذكر أحد أعضائها البارزين! في لقاء على أحد الفضائيات ، مفتخرا بأنه يذهب للحلاق صباحا ليرتب نفسه قبل ان يذهب للدوام في الأمانة! ، فلماذا لا تعملوا على جعل بغداد أنيقة جميلة وتعتنوا بها كما تعتنون بأنفسكم؟!. أخيرا نقول: انه ومع الأسف ، أن أمانة بغداد ستنتصر في النهاية! وستحّول المطعم التركي الى مجمع صحي ،شاءت أم أبت واعترضت لجنة الاستثمار والتنمية النيابية! ، لأن هذه هي لغة العصر الذي نعيشه في ظل الاحتلال! . ولله الأمر من قبل ومن بعد.

أحدث المقالات

أحدث المقالات