من أعرض عن العظة في مصائب غيره، أُلبس ثوب البلاء نفسه، ليكون هو العبرة لغيره. فمن لم يتوقف عند أنين الآخرين، سيأتي يومٌ يصبح فيه أنينه صدىً يتردد في آذانهم.
النصيحة حين تُقدَّم بدافع الحب والخير، قد لا تُستشعر قيمتها في لحظتها، لكنها تظل جوهرة لا تقدّر بثمن، إذ قد تنقذك من الوقوع في هاوية، أو تحذرك من الانزلاق في طريق الفشل. وقد تأتي النصيحة على هيئة قصة حقيقية تحمل العظة والعبرة، أو إرشاد من جهة مختصة، أو تعليمات تربوية.
لكن، أمام هذا الكم الهائل من المعلومات والتحذيرات والقصص المؤلمة، يبقى السؤال: لماذا تتكرر المآسي؟ ولماذا نسمع عن شبابٍ في عزّ حياتهم تُقيدهم السموم، وتخنق أحلامهم، وتنهي حياتهم؟ أين الخطأ؟ وأين التقصير؟
هنا نستعيد حكمة الأجداد التي خبرناها في طفولتنا: التفاحة الصالحة تفسد إذا جاورت تفاحة فاسدة في الصندوق نفسه.
فالبيئة المحيطة لها أثر عميق في تشكيل الوعي، واختيار الرفقة أحد أهم عناصر النجاة. الصديق الحقيقي هو من يدفعك للأعلى، لا من يجرّك للأسفل. أما صديق السوء فهو رفيق الشر، كالنار التي تحرق ولا تُبقي، فلا تثق بمن يقدم لك السم مغلفًا بشعارات الرجولة أو القوة أو التجربة، فهذا عدو لا يريد لك الخير.
قال رسول الله ﷺ: “إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير”.
ولقد صدق المتنبي حين قال:
“ومن العداوة ما ينالك نفعه، ومن الصداقة ما يضر ويؤلم”