من المعروف ان الابداع لا يتفجر في الانسان الا في حالتين اما ان تكون البيئة المحيطة بالانسان بيئة سليمه وفي اعلى درجات التهيئه كما نرى في كوريا اليوم اذ تحتل المركز الاول في العالم في عدد براءات الاختراع لما توفره الدوله للطالب من بيئة تربوية واخلاقية وصحيه وامنية سليمه تساعده على تفجير ابداعاته الكامنه , اما الحاله الثانية التي تفجر الابداع في الانسان هي ان يعيش في حاله بؤس وفقر وشظف العيش لان الانسان من شدة يأسه قد تتفجر بداخله طاقه خلاقه عظيمه .
ولو تأملنا التاريخ لوجدنا ان غالبيه العظماء كان سبب ابداعهم هو نشؤهم في بيئه بائسة فقيرة مفككه فثاروا عليها وقلبوا واقعهم , في عراقنا العظيم سابقا نرى البؤس اليوم في كل مكان ولا اريد ان اعيد وازيد في وصف واقعنا البائس والعارف لا يعرف فالكل يعرف ما نمر به والذي لا يختلف كثيرا عن حال اغلب البلدان العربيه فهي بائسة هي الاخرى مثلنا ولو دققنا اكثر لوجدنا ان اغلب البلدان الاسلامية عربيه كانت ام غير عربيه تعاني وضعا مشابها لما نعانيه انها نظرية المؤامرة لا شك فيها حيكت وما زالت تحاك وستظل تحاك على امه لا اله الا الله .
الابداع الذي رأيته يتفجر من رحم البؤس في عراقنا كان واضحا وانا اشاهد برنامج (The voice) كان الملفت للانتباه ان اعداد المتقدمين العراقيين للمشاركة في البرنامج يفوق وبفارق كبير جدا باقي المتقدمين من البلدان العربيه والملفت ايضا تهافت المدربين في البرنامج على المتقدمين العراقيين والاعجاب بهم اشد درجات الاعجاب والملفت ايضا ان المشاركين العراقيين واثناء التصويت يكتسحون التصويت وهذا ملفت جدا لان العراقيين رغم بؤسهم يصوتون وبكثافه للمشاركين العراقيين في البرنامج والملفت ايضا ان المشاركين العراقيين لم ينسوا الوطن فاغلب اغانيهم كانت عن الوطن .
السؤال هنا الم يكن هناك مجال اخر ممكن ان يبدع به العراقيين في ظل ما نعانيه من بؤس وشقاء ؟ اين المبدعين العراقيين في مجال السياسة الوطنية؟ اين المبدعين العراقيين في مجال الاقتصاد ؟ اين المبدعين العراقيين في مجال حقوق الانسان ؟ اين المبدعين العراقيين في مجال لم شمل الوطن المشتت ؟ اين المبدعين العراقيين في مجال تحقيق المصالحة الوطنية الحقيقة ؟ اين المبدعين العراقيين في مجال ؤد الفتن ؟ اين ؟ و اين ؟ و اين ؟
اترك الاجابه للمستقبل وان شاء الله يكون المستقبل القريب لنرى مبدعين عراقيين في ما ذكرته اعلاه من مجالات وغيرها .