23 ديسمبر، 2024 8:21 ص

The Opportunistic – عادل عبد المهدي خارج تغطية المرجعية

The Opportunistic – عادل عبد المهدي خارج تغطية المرجعية

تعيش في اجسام الكائنات الحية ، مايكروبات ضعفية ، تختبيء في اجزاء من الجسم لاتصلها دفاعات الجسم ، لكن أذا ما ضعف الجسم لسبب ما ، فانها تنتهز هذا الضعف ، وتقوم بغزوه مسببة له علة قد تعرضه للموت . Opportunistic تعني الانتهازية ، فهذه الجراثيم عاشت على الجسم لكنها في ضعفه تهاجمه ، ولو اسقطنا هذا التعريف على بعض سياسينا ، والذين اعتاشوا على العملية السياسية وكانوا جزء منها ، وتغذوا على سحت كعكتها ، لكنهم بين الفينة والاخرى ، يخرجون علينا بعدم رضاهم عن العملية السياسية ويوجهون لها نقدا لاذعا يصل لحد التبري منها ، هذا اذا فاتتهم المناصب ، لكنهم اذا ماعادوا لها ، أنبروا للدفاع عن العملية السياسية وما انجزته للشعب العراقي المبتلى. النموذج رئيس الوزراء الحالي ، عادل عبد المهدي ، دخل العملية السياسية من بدايتها مع دبابات الاحتلال الامريكي ، وتبوء مناصب سيادية ، مرات عديدة ، وتمرغ بنعيم الرواتب والامتيازات الهائلة ، هو يقبل المنصب اولا ، وبعد ان يحلب أمتيازته ، يسارع للاستقالة فالامتيازات باقية .
نعرف جميعا ، بأن عادل عبد المهدي ، كان شيوعيا ، عندما كان للشيوعيين السطوة في الشارع في الخمسينيات ، ومع نكستهم سارع لينضم لمناوئيهم من البعثيين والقوميين ، حتى يقال أنه انضم للحرس القومي ، ومع صعود التيارات الاسلامية ، الشيعية على وجه التحديد ، وتصاعد المد الثوري القادم من ايران ، فكانت فرصته في الرجوع مرة اخرى للانضمام للقوة السياسية المرجحة لاستلام السلطة في العراق ، فالتحق بالمجلس الاسلامي الاعلى .
رشح عدة مرات كرئيس للوزراء ، بعد 2005 ، لكنه لم يكسب الرهان ، لانه كان يغطي ايديلوجيته الاسلامية ، ببعض الحداثة ، ليس لفكر يتبناه ، لكنه يريد مسك العصا من المنتصف مغازلة لحلفاءه المصيريين الاكراد المتحزبين ، وهذا ما ابعده عن كتل الاسلام السياسي ،المفارقة ، ان الكتل التي وقفت بوجه استيزاره بداية ، هي نفسها التي سلمته العهده الان ، وهو يعرف سلفا انه لن يستطيع الافلات من سطوتها ، ولن يكون في موقعه الحالي الا خيال مآتة ، واما ماكتبه من شروط لاستيزاره و مايدعيه من خطوط حمراء لن يستطيع أي رئيس وزراء قادم العمل معها فلم تكن الا بروبوكندة للترويج لنفسه ، وقد نجح فقد وهنت العملية السياسية ، وبان زيف حاملي رايتها ووصلوا بها لحافة الهاوية التي يعقبها سقوط متوقع ومرعب لهم ، فلا مناص امامهم من الاستعانة ” بصديق ” ، وهذا الصديق ، يعرفوه تماما لن يخرج عن طوعهم بتاتا ، وشبع مثلهم من سحت السلطة ، والشرط الاساس ، غض الطرف عن الفساد وتسكينه ، لتبييض سرقات من سبقوه ، وهذه من صفاته الشائعة ، فهو ليس برجل مواجهه ، ومن جماعة عفا الله عما سلف .
الرأي العام الفسيبوكي ، يسجل على عبد المهدي ، مصافحته لكونداليزا رايس بكلتا يديه ، بينما يضع يديه خلف ظهرة ويمتنع مع المراءة العراقية ، وهذا ماحدث مع الدكتورة الفنانة شذى سالم ، ومع الاعلامية المتألقة في العراقية “نور ” ، الفسبوكيين ، يسجلون عليه استلامه للمنافع الاحتماعية عندما كان نائب رئيس الجمهورية وقدرها ” مليون دولار شهريا ” ومنح نفسه حق التصثرف بها ، مع ان مثل هذا المبلغ يكفي لبناء مدرسة او مركز صحي كل شهر ، لكنه وبطبيعته لايستطيع الرفض ، فقد يتسبب ذلك باحراج من يستلمون هذه المخصصات مثله ، كرئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية ، وقد يزعلون عليه ، لذلك استلم هذه المخصصات اما كيف صرفت ، فعلمها عند ربي .
لكن هذه المسيرة ال (Opportunistic) ، وضحت تماما ، عندما انفصل عمار الحكيم عن المجلس الاعلى ليشكل تيار الحكمة ، وعادل القيادي المخضرم في المجلس الاعلى ، اتخذ الحياد ولم يلتحق باي منهما ، ولم يبدي رأي اطلاقا بهذا الانقسام الخطير في المجلس الاعلى رغم مركزه فيه لانه يريد الجميع اب يرضوا عنه ، هناك مثل يقول بداية الفشل أن تحاول أرضاء الجميع .
الفيسبوكيين ، نشروا صورا عن عادل عبد المهدي ، وهو بالدشداشة السوداء في المناسبات العاشورية ، تارة يوزع ” لفات ، ثوابات وثانية امام شيش الكص وبيده السكين ، وثالثة يجلس بكل تقية وايمان مع مجموعة من المعممين ، وهو اسلوب ترويج رخيص ، تحت عنوان صورني وانا مادري .
من يكون بهذه المواصفات ، لايتطابق مع التوصيفات التي اعلنت عنها مرجعية النجف والتي يجب أن يحوز عليها رئيس الوزراء المنقذ للعراق ، حازم، شجاع ، قوي ، يضرب الفساد بيد من حديد ، فعبد المهدي بمساره الحياتي وككريزما ، خارج تلك المواصفات .