حسام الشلاه شيخ الخطاطين… ناثر الحروف على قماش الروح

حين تُذكر الحلة، تتسرب من زوايا الذاكرة أسماء قاماتٍ وقفت بصلابة في وجه النسيان، وكتبت وجودها بحبرٍ من إبداع وأصالة. ومن بين هؤلاء، يبرز اسم السيد حسام الشلاه، أو كما يحلو للوسط الثقافي والتربوي أن يلقبه: شيخ الخطاطين، ورائد الحرف العاشق لجماليات المعنى وموسيقى الشكل. ولد السيد حسام في قلب الحلة، محلة الطاق، سنة 1942، … اقرأ المزيد

فلاح الرهيمي حارس الفكرة وناقل الشعلة

في الحلة، تلك المدينة التي تُعانق الفرات وتتنفس من رئة التاريخ، وُلد فلاح أمين الرهيمي عام 1937 (أو كما تقول أوراقه الرسمية عام 1941)، في محلة “التعيس”، حيث كانت البدايات صعبة، والأزقة ضيّقة، لكن الروح واسعة كالأفق، تحمل ما يكفي من الأحلام والأسئلة لتشق طريقها وسط العتمة. ومنذ خطوته الأولى نحو المدارس، كان الطفل الذي … اقرأ المزيد

عباس عبد جاسم نَسّاج المعنى ومهندس النقد الثقافي

في مشهدٍ ثقافيٍّ طالما تلبَّدَ بغيوم التكرار والانغلاق، ظهر عباس عبد جاسم كصوت نقديّ لا يشبه سواه؛ صوتٌ خرج من عمق بغداد، متسلّحًا بشغف لا يهدأ، وعقلٍ دؤوب، وسؤالٍ لا يَكِلّ، ليصبح لاحقًا أحد أبرز مَنْ أعادوا رسم حدود النقد الأدبي والثقافي في العراق والعالم العربي. بدايات من الشريعة إلى مسائلات الخطاب وُلِدَ عباس عبد … اقرأ المزيد

كوكب حمزة مُلحِّن النَّغَم الثائر ورفيق المنفى الطويل

في مدينة القاسم، تلك المدينة الصغيرة الواقعة جنوب محافظة بابل، وُلد كوكب حمزة الأحمد عام 1944. ولم يكن اسمه مجازًا فنيًا أو استعارة شعرية، بل كان مصادفة قدرية كأنما اختارته الموسيقى من بين الأطفال ليكون لها صوتًا وضميرًا. اسمه كان كوكبًا، ومسيرته فعلُ إشراقٍ طويل، شقَّ غيم السياسة، والمنفى، والخذلان، ليبقى حاضرًا في ذاكرة الأغنية … اقرأ المزيد

صادق الطريحي الشاعر الذي مشى إلى اللغة بأجنحة من رؤيا

في مدينة الحلة، تلك التي تكتنز في جدرانها عطر التاريخ وهديل الحنين، وُلِد صادق الطريحي عام 1964، وكأن الأرض هناك كانت تُهيّئ له مقامًا شعريًا منذ خطوته الأولى. تربّى في محلة المهدية، حيث تتعانق الأزقة على دفء القلوب وتتشابك الحكايات مع الدمع والفرح. من هناك، ابتدأ الشاعر رحلته لا بكتاب واحد، بل بقلق المعنى وبحث … اقرأ المزيد

في عيد الصحافة الشيوعية… حين تُقاتل الكلمة

حين تُطوى الأيام وتتقدّم بنا الذاكرة نحو31 تموز1935، ينبعث من رماد الزمن صوتٌ خافتٌ لكنه عنيد، كأنه همسٌ من ورقٍ صُقل بالأمل، ونُقش بالحبر الأحمر… إنه صوت الصحافة الشيوعية في العراق، يعود في ذكراها ليوقظ الضمائر، ويذكّر بأن الكلمة يومًا ما، لم تكن حبرًا على ورق، بل شُعلة في زمن الرماد، وسلاحًا بأيدي البسطاء العزّل. … اقرأ المزيد

الشهيد الذي كتب بالحبر والدم: عبد الجبار وهبي (أبو سعيد)

  في زحمة الذكريات الوطنية التي تنبض بالصدق والعذاب، يطلّ علينا وجه عبد الجبار وهبي (أبو سعيد) كإشراقة تمردٍ لا يخبو، وكسطرٍ عنيدٍ في سفر العراق النضالي، سطرٍ كُتب بالحبر تارة، وبالدم في معظم الأحيان. ولد في البصرة، تلك المدينة التي تشبه قصيدة تكتبها الأنهار وترددها النخيل. في “محلة المشراق” عام 1920، فتح عبد الجبار … اقرأ المزيد

عبد الأمير محيميد… ربيع الشوملي الذي أزهر في فجر الإعدام

في ناحية الشوملي الوادعة، وبين نخيلها الساكن وناسها الطيبين، ولد عبد الأمير محيميد عبيس السعيدي عام 1943، وولد معه حب مبكر للعدالة، ونفور من الظلم، وإيمان لا يتزعزع بكرامة الإنسان. نشأ في بيت تفتحت فيه بوادر الوعي السياسي مبكرًا، فمقهى والده لم تكن مجرد مكان لشرب الشاي، بل ملتقى للأفكار الوطنية والتقدمية، ومنبرًا حرًا للشيوعيين … اقرأ المزيد

المقدم إبراهيم كاظم الموسوي… نبيلُ الحلة ودرعُ الثورة الذي انكسر بصمت

في مدينة الحلة، حيث ينبت الورد على ضفاف الفرات وتفوح من الأزقة رائحة الطيبة والنخوة، وُلد الشهيد المقدم إبراهيم كاظم الموسوي سنة 1924، في بيتٍ عريق النسب، متواضع الحال، مشبع بالقيم والوفاء. لم تكن ولادته حدثًا عابرًا، بل انبثاق نواةٍ لضميرٍ حيٍّ سيحمل على كتفيه همّ وطنه، وينذر حياته من أجل شعبه. أكمل دراسته الأولى … اقرأ المزيد

عبد القادر البستاني أنفاس العراق الحمراء التي لم تُطفأ

في زمنٍ كانت الكلمة فيه تُقايض بالحياة، وكانت المبادئ تُختبر تحت سياط الجلادين، ولد عبد القادر إسماعيل البستاني في باب الشيخ، حياً قديماً يكتنز عبق التمرد، وبين أزقته خطا خطواته الأولى، قبل أن يبدأ رحلته الأشد خطورة: رحلة الانتماء إلى الإنسان، وقضية الوطن. كان أبوه خياطًا بسيطًا، ووكيلًا لبستان آل النقيب، ومن هنا جاء اللقب، … اقرأ المزيد

سعود الناصري… قلمه لم ينكسر، وصوته لم يُخرس حتى وهو يودع الحياة

في هذا الوطن الذي لا يُنصت إلّا لنبض الغياب، ويرى المبدعين أوضح ما يكون بعد رحيلهم، تتكرّر الحكاية ذاتها، وتُكتب بخط اليد المرتجفة ذاتها: لا تذكروا الأحياء إلا حين يغدو صمتهم قبرًا. وكأنما أرواحهم لا تستحق أن تُحتفى بها إلا إذا صارت خبرًا في شريط عاجل أو صفحة رثاء. رحل سعود الناصري، فاستيقظت الأقلام، وتدافعت … اقرأ المزيد

حامد الهيتي الفنان الذي تشظّى في ضوء الإبداع

في مدينة الحلة، وتحديدًا في محلة الأكراد، وُلد عام 1943 رجلٌ لم يكن يرضى بأن يُختصر في صفة واحدة، ولم يقبل أن يُحاصر في شكل من أشكال التعبير. كان اسمه حامد الهيتي، لكن من عرفه عن قرب أدرك أنه أكثر من اسم، وأكثر من رجل. هو نهرٌ من المواهب، تدفقت عبر ضفاف القصة والرسم والشعر … اقرأ المزيد

حامد كعيد الجبوري ذاكرة التراث وصوت الوجدان الشعبي

في مدينة الحلة، حيث تمتزج أطياف التاريخ بعبق الفرات، ولد حامد كعيد الجبوري في محلة الورديّة عام 1952، فكان كما الزهر ينهل من ماء الأرض ويصغي لصدى الذاكرة، لينشأ لاحقًا واحدًا من أبرز من أخلصوا للتراث الشعبي، وكرّسوا حياتهم للكتابة عن وجدان الناس، لا من وراء المكاتب المغلقة، بل من قلب الميدان الشعبي، حيث القصيدة … اقرأ المزيد

طارق حسين شاعر الطفولة والوجدان العراقي.. رحلة بين النقاء والوعي

في مدن العراق وقرى نواحيه، حيث تتداخل الأصوات وتتصارع الألوان، يولد الشعر كنبع عذب ينبعث من أعماق الحياة اليومية، لا يتوقف عن التدفق إلا ليشربه من يشتهي الجمال والكلمة الصادقة. من تلك البقعة الصغيرة في ناحية المدحتية، بزغ نجم شاعر قلّما تجد له مثيلاً في بساطة لغته وصدق وجدانه، هو طارق حسين كاظم خضير ، … اقرأ المزيد

14 تموز: انقلاب تحوّل إلى ثورة… وأحلام انتهت بالخيبة

في كل عام، ومع اقتراب ذكرى الرابع عشر من تموز، يعود السؤال إلى الواجهة: هل كان ما حدث في ذلك اليوم المجيد انقلابًا عسكريًا أم ثورة شعبية؟ سؤال لطالما شغل المهتمين بالشأن العراقي، وتباينت الإجابات عنه تبعًا للمنطلقات الأيديولوجية والانتماءات الفكرية، فجاءت معظم الأحكام مؤطرة بالموقف السياسي لا بالرؤية التحليلية المستقلة. فالفريق الذي تضرر من … اقرأ المزيد

إبراهيم خليل ياسين قلبٌ يخطُّ القصيدة ويحكي الحكاية

في الحلة، حيث تنام الأساطير على ضفاف الفرات، وُلد إبراهيم خليل الهيتي يوم 22 نيسان من عام 1959. هناك، بين بساتين النخيل وأزقة الطفولة، خطا خطواته الأولى في عالم المعرفة، فأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة. غير أن رياح الحياة، بما تحمل من قسوة، حالت دون أن يبلغ مدارج التعليم العليا، فاستعاض عن ذلك بأن حمل قلمه … اقرأ المزيد

شمران الياسري…راوي السخرية الحزينة وصوت الفلاحين

ليس من السهل أن تتحدث عن شمران الياسري، أو “أبو كاطع”، دون أن ترتجف نبرتك بين حنينٍ وألم، أو أن ينعقد قلبك بين ضحكةٍ ساخرة ودمعةٍ مختنقة. فهذا الرجل، القادم من بلدة “محيرجة” جنوب الكوت، لم يكن مجرد قاص أو صحافي، بل كان ظاهرة ثقافية وسياسية، تمشي على قدمين وتُسمع صداها في الريف والمدن، في … اقرأ المزيد

في ذكرى انتفاضة معسكر الرشيد حسن سريع… أيقونة نضالية لا تتكرر

في 3 تموز من عام 1963، دوّت في أروقة معسكر الرشيد ببغداد محاولة تمرّد مسلح غير مسبوقة في تاريخ العراق الحديث، قادها العريف الشيوعي حسن سريع، لتسجّل واحدة من أندر لحظات البطولة والفداء التي خرجت من صلب الجيش ومن قلب الطبقة الكادحة. لم تكن هذه الانتفاضة انقلابًا بالمعنى العسكري المتعارف عليه، بل كانت فعلًا ثوريًا … اقرأ المزيد