حينَ يَصمُتُ العقلُ… تَتَكلَّمُ التَّفاهةُ

تتصدرُ المواقع ومنصات التواصل وبكثرة، هذه الأيام ظواهر صوتية من قبل مَنابرِ التواصلِ التي تَغرقُ في ضجيجِ التّفاهةِ، الذي بات الأعلى صدىً وانتشارًا. لكن، مَن الذي فَسحَ لها المجالَ لِتتصدّرَ؟ هو غياب النخب، وعقلاء القوم أيّها الحاملونَ لوهجِ الفكرِ وسُموِّ المعنى، ليس من الرُّشدِ أن نُوَبِّخَ الواقعَ ونحنُ غائبونَ عن ساحَتِهِ. فاصدَعوا بالصوتِ الهادفِ، واجهروا … اقرأ المزيد

لفظة ” زَلَمَة” بين المَيْسِر والرجولة

في طيّات الخطاب اليومي في العراق بلاد الشام، تتسلّل لفظة “زَلَمَة” إلى ألسنة الناس لتعبّر عن “الرجل”، فيقال: “زلمة كبير”، “زلمة محترم”، وهي تعبيرات تنبض بدلالات القوّة والنضج والهيبة الاجتماعية. لكنّ هذا الحضور اللافت للفظة يدفعنا للتساؤل: هل “زلمة” لفظة عربية فصيحة؟ بمراجعة المعاجم العربية المعتبرة، لا نجد لهذه اللفظة — بصيغتها الشائعة — ما … اقرأ المزيد

المثقف بين الموضوعية والشتات

في عصرنا، أطلّ علينا ما يمكن وصفه بـ”المثقف المزيف”، الذي بوجوده تفشّى التردّد وأصبح الخوف من مواجهة الفكر السائد هاجسًا. حتى حين يتعارض هذا الفكر مع المبادئ والقناعات، نجد البعض يلزمون الصمت حفاظًا على صورة “المثقف المقبول”. هذا النموذج لا يقتصر على ضعف الجرأة، بل يعتمد على رؤية مشوّهة تعرّف المثقف بأنه المنفتح على كل … اقرأ المزيد

الإنسان ومدارج التهذيب

ليس الإنسان كغيره من الكائنات، يُولد مكتمل الهيئة والسلوك، بل يُولد على هيئة النقص لا الكمال، متعطّشًا إلى إنسانيته كما يتعطّش الظمآن إلى الماء الزلال. فحيوانات الأرض تأتي إلى العالم محمّلة بجبلّتها الكاملة، أما الإنسان فمشروعٌ مفتوح، لا يستوي إلا بالتربية الرشيدة في كنف الأسرة، والسعي الدؤوب لترميم ذاته يوماً بعد يوم، على طريق الاستقامة. … اقرأ المزيد

العقل الراجح أم القلب النادم؟

كم من مرةٍ اتخذنا قراراً بعد طول ترويٍ وعمق تأمل، ثم ما لبثنا أن بدأنا نجلد أنفسنا بصمتٍ عميق؟ “يا ليتني لم أُقدم…” “لو اخترت الخيار الآخر لكان خيرًا لي…” “كم كنتُ متسرعًا…” هكذا يتسلل الندم كالضيف الثقيل، يمتص من راحة النفس جرعةً بعد جرعة. لكن، تمهّل… هل العيب في القرار ذاته؟ أم في زاوية … اقرأ المزيد

الذكاء الصناعي ومصباح علاء الدين

في أعماق التراث الشعبي، يقف مصباح علاء الدين كرمز للأمنيات المستحيلة والتحقيق الفوري للأحلام. وفي عصرنا الحديث، يحاول الذكاء الصناعي أن يكون ذلك المصباح السحري، مقدماً حلولاً مبتكرة ومساعدات فائقة السرعة، لكنه – على عكس الجني – لا يعمل بالسحر، بل بالمعرفة والخوارزميات. لكن الفرق بين المصباح القديم والمصباح الحديث يكمن في جوهر القوى التي … اقرأ المزيد

الكتب التي تزين الرفوف وتبتعد عن القراءة

من عجائب هذا الزمان أن رفوف البيوت ازدحمت بالكتب،بينما غابت القراءة عن العقول! نبتاع الكتاب بشغف، نلتقط صورة لغلافه، نتباهى باقتباساته، ثم نتركه وحيدًا ينام تحت طبقات الغبار، وكأن اقترابه من أيدينا قد أغنانا عن مساسه بعقولنا! ما الذي يحدث حقًا؟ ولماذا يستهوي البعض اقتناء المعرفة دون الغوص في أعماقها؟ يقول المتخصصون في علم النفس، … اقرأ المزيد

حديقةُ العقول وظلمُ القالبِ الواحد

من الظلم الذي يمارسه بعض المربين اختزال العبقريةُ في دفتر علامات، ويُقاس التفرّدُ بسرعة الإجابة لا بعمقِ السؤال، ويُقصى من لا يحفظ كمن لا يفهم. ذلك هو الظلمُ الخفيُّ الذي يستوطن كثيرًا من البيوتِ والمدارس. وفي لحظة من لحظات التطور ، انبعثت نظريةٌ نقضت المألوف، وحرّرت التربية من سطوة القوالب: “الذكاءات المتعددة”، تلك التي همست … اقرأ المزيد

كيف نُدرك النعمة في حياتنا؟

تنهض من غفوة الليل على نسيم صباحٍ جديد، تفتح عينيك في هدوء، تتحرّك بلا ألم، تمدّ يدك إلى طعامك، وتكمل يومك كما لو أن الكون بأسره يمضي بك في سلام. كل شيء يبدو طبيعياً، لكنه ليس عادياً، إنه استثنائي، وإن تنكّر له الشعور. فأين الامتنان؟ لماذا لا ينطق القلب بشكرٍ عميق؟ لأننا، ببساطة، ألفنا النعمة … اقرأ المزيد

ذاكرة الطفولة وسرعة الأيام

هل لاحظت أن الطفولة مضت طويلة، والسنة الدراسية كانت تبدو وكأنها دهر؟ ثم فجأة، وبمرور السنوات مرت كأنها أيام فما الذي تغيّر؟! علماء النفس لهم تفسير طريف ومحزن في الوقت نفسه: في الصغر، كل شيء جديد: أول مرة نذهب للمدرسة، أول صداقات، أول طائرة، أول سفرة ! وكل جديد يُسجّل في الدماغ بوضوح، فيصير الزمن … اقرأ المزيد

ألوان البشر بين الضرورة والطبع

يمتلك البشر قدرة عجيبة على التلون في حياتهم، كما تفعل الكائنات في الطبيعة، إلا أن اختلافهم يكمن في الغاية. فبينما تتلون الحيوانات مدفوعةً بغريزة البقاء، يغيّر الإنسان ألوانه حتى في أوقات الرخاء والرفاهية، لا بدافع الحاجة، بل بحكم الطبع الذي يجعل التقلّب جزءًا من معالم شخصيته. ففي عالم البشر، لا يرتبط التلوّن بالمخاطر، بل يتحوّل … اقرأ المزيد

النُسخ المتطابقة لاتصنع أُمة

في زوايا كثيرة من مجتمعاتنا، يُختزل النجاح في أن يطابق الابن قوالب توقعات والديه، فمن ارتدى معطف الطب، أو حمل أداة الهندسة، عُدّ من الناجحين، ومن مال قلبه نحو الأدب، أو اختار التعليم، أو خاض دروب العمل الحر، رُمي بنظرات الشك، وكأنّ روحه لم تلامس مراتب الإنجاز. لكن، أيّ ميزانٍ هذا؟ ليس من هدي الإسلام، … اقرأ المزيد

الذكاء الاصطناعي وتحدي الاختيار الجامعي

في لحظةٍ فارقة من عمر الإنسان، يقف الشاب أو الشابة على أعتاب الدراسة الجامعية، حائرًا بين دروبٍ كثيرة تُفضي إلى مصائر متباينة. ولطالما كان سؤال التخصّص سؤالًا شخصيًّا بالدرجة الأولى: هل أختار ما أحب؟ أم ما يُدرّ عليَّ دخلًا؟ أم ما يطلبه السوق؟ لكن ما كان سؤالًا بثلاثة أوجه، أضحى اليوم سؤالًا بأربعة، بعدما دخل … اقرأ المزيد

الإعلام بين الميوعة والابتذال

الإعلام، هذا السلاح الذي يحمل بين طياته القوة والتأثير، لم يعد مجرد وسيلة لنقل الأخبار أو تبادل المعلومات، بل أصبح أداةً توجه العقول، وتصوغ الثقافات، وترسم ملامح المجتمع. وبينما يُفترض أن يكون الإعلام منبرًا للوعي والتنوير، بات في كثيرٍ من الأحيان أسيرًا للميوعة والابتذال، يستهلك القيم بدل أن يغرسها، وينشر السطحية بدل أن يعمق الفهم. … اقرأ المزيد