19 أبريل، 2024 2:41 م
Search
Close this search box.

نشرة المعارضة الإيرانية تكشف .. أسرار التداوي من “الكورونا” بالخرافة الدينية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تزداد الإحصائيات الرسمية عن ضحايا فيروس “كورونا” في “إيران” بشكل سريع، وتتهم المؤسسات العلمية والإعلامية، النظام الإيراني، بإخفاء حقيقة الأعداد. وبينما أعلنت الحكومة الإيرانية أن عدد المصابين بالفيروس، حتى 24 شباط/فبراير الماضي، أقل من 200 حالة، قدر المتخصصون في الأوبئة بمركز (epidemiologist) الكندي؛ أن العدد 18 ألف مصاب.

كذلك تفيد المعلومات المسربة من داخل المستشفيات الإيرانية أن عدد الضحايا يناهز على الأقل خمسة أضعاف الأرقام الرسمية المعلنة. وبحسب تقديرات “منظمة الصحة العالمية”؛ بلغت عدد الحالات الإيرانية المصابة بالفيروس، والتي نجحت في الانتقال إلى دول أخرى، أكثر من 90 ألف مصاب.

وهكذا يتضح أن إخفاء عدد ضحايا “انتفاضة البنزين”، والكذب بشأن أعداد ضحايا “الطائرة الأوكرانية” المنكوبة، ومعدل المشاركة الشعبية الحقيقي في “الانتخابات البرلمانية” الأخيرة؛ إنما يسري كذلك فيما يتعلق بصحة الشعب. بحسب النشرة السياسية الإلكترونية (إيران أمروز).

من أجل انتصار الثورة !

وبموجب التقييمات؛ فقد بدأ انتشار الفيروس في مدينة “قُم”، قبل 3 – 6 أسابيع، وكانت الحكومة الدينية على علم بذلك. لكن مخابرات “الحرس الثوري” حالت دون نشر الخبر؛ لأن التوعية بخطورة الفيروس قد تحد من نسب المشاركة الشعبية في مراسم انتصار “الثورة” و”الانتخابات البرلمانية” الصورية.

وقد أتضح هذا الأمر في درس، آية الله “علي خامنئي”، بعد الانتخابات، حيث قال: “العدو والمعارضون للعملية الانتخابية كانوا يعتزمون الاستفادة من هذه الفرصة، (انتشار فيروس كورونا في إيران)، للحد من المشاركة الشعبية في الانتخابات”.

وقد ساهم إخفاء المعلومات واستفادة شركة “ماهان إيران”، والمكلفة بتقديم خدمات جوية لـ”الحرس الثوري”، في شيوع الفيروس.

العلاج بالخرافة الدينية..

الآن تحتل “إيران” المرتبة الثانية، بعد “الصين”، من حيث انتشار الفيروس. وبخلاف عدم كفاءة النظام الديني في المواجهة ضد هذا المرض المعدي، لعبت الخرافات والتدخل الرجعي من بعض المؤسسات الدينية والملالي في مدينة “قُم” دور مباشر في انتشار الفيروس. وبدلاً من الاستجابة للتوصيات العملية الطبية والمطالبة بإغلاق مراكز التجمع، طلب سادن حرم “قُم”، (بعد أسبوع على أول تقرير وفاة بفيروس كورونا)، إلى الجماهير زيارة ضريح “المعصومة”؛ لأنه، وكما يعتقد، مكان للعلاج والتداوي. وهذا يعني أن على الجماهير القدوم للشفاء من الأمراض الجسمانية والنفسية.

ورغم تشديد المسؤولين بـ”وزارة الصحة” على تقييد التردد على الأماكن المذهبية في “قُم”، أعرب “سيد محمد سعيدي”، إمام الجمعة بالمدينة، عن استيائه ورفضه لتلكم التحذيرات، وقال: “العدو يريد تصوير (قُم) بالمدينة المضطربة والثأر لكل هزائمه”. كذلك وصف موقع (حرم المعصومة) الإخباري، قرار “مجلس تأمين المحافظة”، بشأن تعطيل صلاة الجمعة، بشكل مؤقت: بـ”الخاطيء وغير الإيماني”، وأن القرار ناجم عن الجهل بـ”الهيكل الديني للعام الإسلامي”. كما وصفت إدارة هذه المؤسسة الدينية، فضة الضريح، بـ”المضادة للبكتيريا” !

ومع إنعدام الشروط الأساسية للرعاية الصحية في مواجهة “كورونا”، لم يترفع أي من مراجع التقليد المقربين من الحكومة أو التقليديين من المحافظين؛ عن حظر تواجد الزوار في الحرم والمراكز الدينية، وإنما أكدوا فقط على رعاية الأسس الصحية وتقديم التوصيات الدينية.

على سبيل المثال، في إطار تشديد، آية الله “وحيد خراساني”، على مراعاة الضوابط الصحية؛ طلب إلى مقلديه: “وضع أياديهم يوميًا على قلوبهم وقراءة سورة الحمد سبع مرات، مع المداومة على قراءة آية الكرسي صباحًا ومساءً”.

كذلك فقد طلب، آية الله “مكارم الشيرازي”، إلى المؤمنين، (بخلاف الضوابط الصحية)، قراءة زيارة “عاشوراء” و”حديث الكساء” في مواجهة الفيروس.

بالنهاية؛ لم تُعد تملك الحكومة الدينية، إزاء ارتفاع أعداد الضحايا والمصابين، سوى إبتاع التوصيات العلمية للخبراء، وتعطيل (رغم معارضة أو سكوت بعض المراجع)، “حرم المعصومة” و”صلاة الجمعة” في المدن الكبرى بشكل مؤقت. مع هذا أبدى، آية الله “علم الهدى”، اعتراضه على القرار ووصفه: بـ”غير المبرر”، لأنه يعتقد أن الفيروس قدم من بلاد الكفر ودخل “إيران”. بدورها تقاوم الحكومة فرض الحجر الصحي على المواطن الأساسية للفيروس مثل “قُم”، رغم التحذيرات الطبية.

والحقيقة لم يتسبب 41 عامًا من الحكم الديني سوى في الفساد، والتمييز، لا سيما ضد المرأة، والعزلة السياسية حول العالم، والأزمات الاقتصادية، والقمع السياسي، والأمراض والتلوث وتدمير البيئة. وفرض نظام حكم ديمقراطي غير وراثي، هو أول خطوة في تجاوز جمهورية الجهل والجريمة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب