18 ديسمبر، 2024 6:52 ص

دراما رمضان .. كيف استغلتها الحكومات لغسل عقولنا ؟

دراما رمضان .. كيف استغلتها الحكومات لغسل عقولنا ؟

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

إنقضى شهر “رمضان”، وإنتهى معه سباق الدراما الرمضانية، فبين القنوات التليفزيونية تقام منافسة بين مئات الأعمال الدرامية تبدأ لحظة الإنطلاق في الأول من “رمضان”، من كل عام، وتنتهي باستطلاع هلال شهر “شوال”، رصدت صحيفة (الموندو) الإسبانية؛ ظاهرة بدأت منذ سنوات، لكنها انتشرت بشكل لافت خلال هذا العام، إذ أنه في ظل حكومات عربية تقيد الحريات، باتت المسلسلات تخضع لرقابة صارمة، لا من أجل حذف المشاهد الساخنة فقط، وإنما للتأكد من أنه لا يسمح بعرض أي عمل يتخطى الخطوط الحمراء التي وضعتها السلطات على الشاشة الصغيرة، وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن “دراما رمضان” تحولت إلى أداة تخدم مصالح السلطات.

مسلسل “العاصوف” وخطة “بن سلمان”..

استغلت “المملكة العربية السعودية”، الموسم الرمضاني 2019، من أجل تحقيق أهدافها في شيطنة الأصولية وكل من يعارض خطة التجديد والانفتاح، ومن بين أبرز الأعمال التي عُرضت على قنوات (إم. بي. سي)، خلال رمضان الماضي، الموسم الثاني من المسلسل السعودي (العاصوف)، الذي يتحدث عن الأوضاع في المملكة، خلال حقبة السبعينيات من القرن الماضي، ويحكي تفاصيل المجتمع آنذاك، وأضاف “حايك”: “الجيل الجديد يحتاج إلى معرفة ماذا حدث في الماضي، وتأثير هذه الحقبة على العادات والتقاليد، وتغيير أسلوب الحياة وصعود الأصولية”.

أفرد المسلسل، 3 حلقات، لعرض حادثة الإستيلاء على “الحرم المكي”، بقيادة، “جهيمان العتيبي”، أواخر عام 1979، اعتراضًا على تغريب المجتمع السعودي، وهو الحادث الذي مثل بداية المملكة المحافظة المتشددة، وفتح الباب أمام تدهور كبير، إذ منع بث الموسيقى في التلفاز، وأُغلقت صالات السينما، ومحلات بيع شرائط الكاسيت، وتوقفت الصحف عن نشر صور سيدات مع الأخبار.

كان ولي العهد، الأمير “محمد بن سلمان”، قد صرح لقناة (سي. بي. إس) الأميركية، بأن بلاده كانت ضحية للتطرف منذ عام 1979، وأنها تحولت عن الإسلام المعتدل منذ هذا العام، ويراهن ولي العهد على عودة المملكة للإسلام المعتدل المنفتح على العالم وعلى كل الأديان، ويعرض المسلسل، نسخة طبق الأصل من إستراتيجيته، التي تقابل بالرفض من قِبل القطاعات الأكثر تشددًا في البلاد.

وصرح المتحدث باسم مجموعة قنوات (إم. بي. سي)، “مازن حايك”، للصحيفة الإسبانية، بأنه: “لا أحد ينكر قدرة المسلسلات على تذكير الناس بالأحداث التاريخية، خاصة في شهر رمضان”، وأشار “الحايك” إلى أنه: “من الواضح للغاية وجود رسالة سياسية بإظهار كيف تسببت الأصولية في كسر قلب المملكة العربية السعودية، ولست متأكدًا من وجود علاقة مباشرة مع الأحداث الحالية والثورة الاجتماعية الثقافية التي تشهدها البلاد”.

“الفندق” في العراق أُخرج من مضمونه..

أضافت الصحيفة الإسبانية أن هذه الظاهرة عابرة للحدود، ففي “العراق” أيضًا يعرض مسلسل (الفندق)، أول عمل درامي يُنتج في “العراق”، منذ 7 أعوام، أوضاع المجتمع العراقي، وتدور أحداثه في غرف فندق منحط، لكنه ركز بشكل أكبر على الأمور السلبية مثل تجارة الأعضاء والبشر والمخدرات والدعارة، ويُعد نظرة تحدي لشعب في بلد محافظ بات يعاني من الرقابة الحكومية، إذ حذفت عدد من المشاهد الجوهرية التي تحمل رسالة داخل مضمون العمل، وأوضح مؤلف العمل، “حامد المالكي”، أن: “الثقافة وحدها هي ما يمكنها دحر فكر (داعش)”.

مصر تسير على خطى “يوزيف غوبلز”..

في “مصر”، صرح مدير “الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان”، “جمال عيد”، لصحيفة (مدى مصر) المستقلة، بأن: “المسلسلات تحولت لأداة لغسيل المخ على طريقة وزير الدعاية السياسية في عهد هتلر، يوزيف غوبلز”، مشيرًا إلى أن الأعمال المعروضة جميعها جاءت متسقة مع الخطوط الحمراء: مدح جهاز الشرطة والجيش وشيطنة جماعة الإخوان المسلمين والترويج للقيم الأكثر محافظة.

وأضاف: “أولائك الذين يختبئون وراء المسلسلات؛ يسعون إلى تشويه قطاعات المجتمع التي تختلف معهم، لقد توقفت عن متابعتها، من الأفضل إغلاق التلفاز”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة