10 أبريل، 2024 6:09 م
Search
Close this search box.

“العنف” .. منعطف خطير يدير الحراك العراقي قد يقوده إلى أزمة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

أصبحت السمة الأساسية للتعامل في الانتفاضة العراقية المتبادلة بين المتظاهرين والقوات الأمنية هي العنف بكل أشكاله من خطف وقتل وغيره، ففي آخر تطورات الموقف أغلق محتجون غاضبون من الحكومة في “العراق” طرقًا رئيسة بوسط مدينة “البصرة”، جنوبي البلاد.

كما أغلق المتظاهرون عددًا من الطرق المؤدية إلى حقول “نفط” قريبة، وجسرًا إستراتيجيًا يربط المنطقة بالشمال.

وأفادت تقارير بأن أجهزة الأمن استعملت الرصاص الحي واعتقلت البعض، في محاولتها لرفع الحواجز وفتح الطرق، ولكنها تراجعت عندما تزايد عدد المحتجين.

وبالتزامن مع هذه الأحداث، قتل متظاهر وأصيب العشرات في اشتباكات بين المحتجين وأجهزة الأمن في العاصمة، “بغداد”.

إغلاق طرق حقول النفط..

وأفادت مصادر، اليوم، بأن المحتجين قطعوا الشوارع الرئيسة في مركز مدينة “البصرة”، والطرق المؤدية لميناء “أم قصر” و”الخور” و”معمل أسمدة” ومجمع للتخزين والتصدير ومحطة غاز لإنتاج الكهرباء.

كما أغلقوا عددًا من الطرق المؤدية لحقول “النفط” في قضاء “الزبير”، غربي “البصرة”، وطريق “البصرة-الزبير”، وطريق “أبو الخصيب-الفاو”، وجسر “الكزيزة” الذي يقع عند مدخل محافظة “البصرة” من جهة الشمال، ويربطها بباقي المحافظات، وجسر “خالد” الذي يربط مركز المدينة بقضاء “شط العرب” على الحدود مع “إيران”.

ويواصل محتجون اعتصامًا عند مدخل حقل “مجنون” النفطي، أحد أكبر حقول “النفط” في “العراق”.

إصابة متظاهرين في فض الاعتصام..

كما أصيب 5 متظاهرين، بعد فض التظاهرات خارج ساحة الاعتصام بالقوة؛ في مدينة “النجف”، جنوبي غرب العاصمة العراقية، “بغداد”.

وأغلقت القوات الأمنية العراقية الطرق الخارجية ومنعت دخول الوافدين إلى محافظة “النجف” من غير سكانها.

من جهة أخرى؛ انتشر مسلحون من أصحاب القبعات الزرق من “سرايا السلام”، التابعة لـ”مقتدى الصدر”، في “ساحة الصدرين”، لحماية خيم الاعتصام.

انفجارات غير معلومة الجهة..

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط، وإنما وصل الأمر إلى انفجارات غير معلومة المصدر حتى الآن، حيث أعلنت مصادر طبية وأمنية بـ”العراق” أن ما لا يقل عن ستة أشخاص قتلوا، مساء أمس، في ثلاثة انفجارات شبه متزامنة في أحياء مختلفة من “بغداد”.

وأوضحت المصادر أن ثلاثة أشخاص قُتلوا وأصيب خمسة في حي “الشعب” شمال العاصمة بسبب تفجير دراجة نارية.

وأضافت أن دراجة نارية ثانية انفجرت في حي “البياع”، في الجنوب الغربي، مما أدى إلى مقتل إثنين وإصابة ستة.

وانفجرت عبوة ناسفة بدائية الصنع في حي “البلديات” الشرقي؛ مما تسبب في مقتل شخص وإصابة أربعة.

العنف الدولية تحذر من استخدام العنف..

وبخصوص تطورات الاحتجاجات التي شهدتها محافظة “البصرة”، جنوبي “العراق”، قالت “منظمة العفو الدولية”، أمس الأول، في بيان: “إننا نشعر بقلق عميق إزاء العنف الذي يواجهه المتظاهرون في البصرة، والذي أدى إلى مقتل وجرح العشرات”.

وأضاف البيان: “نستمر في مراقبة التطورات على أرض الواقع ونشعر بالقلق إزاء التجاهل الواضح من قِبل قوات الأمن العراقية تجاه حياة المتظاهرين وحرية التعبير والتجمع”.

مؤشر خطير سيؤدي لانسحاب الشركات الأجنبية..

تعليقًا على المنحى المتخذ في التظاهرات العراقية في الآونة الأخيرة، خاصىة في جنوب “العراق”، قال المحلل السياسي، “محمد الفيصل”، أن: “هناك رد عنف كبير ومتصاعدة للمتظاهرين، والقوات الأمنية فقدت زمام السيطرة على الأحداث، التي تختلف من محافظة لأخرى، والبصرة لا تختلف عما يجري في محافظة ذي قار، لكن مساحة ومنشآت البصرة أكبر، فهي تُعد منفذ للعراق، وبالتالي تشهد الأخيرة حراكًا كبيرًا متمثلًا بإغلاق الطرق، وقد بدأت الاحتجاجات بالإقتراب من حقول النفط، وهذا يُعد مؤشرًا خطيرًا قد يؤدي إلى انسحاب الشركات الأجنبية، وتوقف عمليات تصدير النفط، ما يؤدي إلى أزمة عالمية وارتفاع أسعار النفط وتداعي الاقتصاد العراقي”.

الحراك يتمدد وينعطف بإتجاه العنف..

وأضاف “الفيصل” أن: “الحراك الشعبي العراقي بدأ يتمدد ويأخذ منعطفًا خطيرًا بإتجاه العنف، الذي قد يتبعه أعمال نهب، رغم وجود تظاهرات سلمية حققت ضغطًا كبيرًا على الساسة العراقيين، الذين يحاولون إيجاد منافذ للخروج من هذه الأزمة الكبيرة، والتي قد يذهب معها العراق إلى ميادين خطيرة، فالحلول الترقيعية باتت لا تقنع المتظاهرين، ولغرض إمتصاص غضب المتظاهرين، بدأت الكتل السياسية تقديم قرابين صغيرة للقضاء بتهم الفساد، وبقيت الرؤوس الكبيرة طليقة”.

موضحًا أن: “الأزمة ليست فقط في البصرة، مع أن هذه المحافظة الكبيرة يعاني مواطنيها من مشاكل جمة في الخدمات وسُبل العيش الكريم، والتي تُعد رئة العراق الاقتصادية وما زالت بلا ماء عذب وباقي الخدمات، مثلها مثل باقي المدن العراقية، بسبب الفساد الذي يمارسه أغلب السياسيين العراقيين، لذا يطالب المتظاهرون بتغيير جميع هؤلاء السياسيين، الذين خابت آمال الشعب فيهم، والمحافظات الجنوبية دفعت ثمن أخطاء الطبقة السياسية المنشغلة بالحصول على المغانم والمكاسب الشخصية والحزبية”.

مظاهرات العراق..

واندلعت، في تشرين أول/أكتوبر الماضي، مظاهرات شعبية واسعة النطاق في “بغداد” والعديد من المدن الأخرى، احتجاجًا على انتشار الفساد وتردي الخدمات العامة وغلاء المعيشة.

ويطالب المحتجون بتغيير شامل في نظام الحكم للخلاص من المحاصصة الطائفية.

وبحسب إحصائيات “البنك الدولي”، فإن وحدًا من كل 5 عراقيين يعيش تحت خطر الفقر، كما بلغت معدلات البطالة في البلاد نسبة 25 في المئة.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن عدد من قتلوا، منذ اندلاع الاحتجاجات، تجاوز 300 شخص، بالإضافة إلى إصابة الآلاف.

لكن “وزارة الصحة” العراقية تقول إن عدد القتلى 111 شخصًا من المحتجين وقوات الأمن، دون توضيح دقيق لعدد القتلى في كل جانب أو الفترة الزمنية التي قُتلوا فيها، بحسب وكالة (رويترز) للأنباء.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب