خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
في جلسة “البرلمان الإيراني” بتاريخ 15 آب/أغسطس الجاري، أقدم ثلاثة من نواب المحافظات الشمالية على الاعتصام أمام الهيئة الرئاسية، بدعوى إيصال صوت اعتراض المزارعين في: “مازندران، وجيلان، وجلستان”؛ بحسب تقرير أعدته صحيفة (جمله) الإيرانية.
النواب لا يملكون إجابات الفلاحين..
يقول “رحمة الله نوروزي”؛ النائب البرلماني، تعليقًا على هذه الخطوة: “نحن نواب: جيلان، ومازندران، وجلستان، نشعر بالخجل أمام أبناء محافظاتنا، لأن محصول الأرز فسّد؛ ونحن لا نملك إجابات للفلاحين”.
وعلق على ورادات “الأرز” غير المنضبطة وأضاف: “أصدر السيد رئيس الجمهورية قرارًا بتخصيص مبلغ: 2500 مليار؛ بغرض شراء الأرز، وكذلك أكد السيد (نيكبخت) في أولى جولاته بالمحافظات، في حين ما يزال المزارعون عاجزون عن بيع محصول الأرز”.
ووجه خطابه إلى رئيس البرلمان؛ وقال: “نتوقع منكم باعتبارك مهوم بالمزارعين؛ الفصل في هذا الموضوع”.
وتعليقًا على الواردات الحكومية العشوائية من محصول “الشاي”؛ أضاف: “نسّبة: 50% من واردات الشاي العشوائية كانت لصالح شركة واحدة فقط. وشّدد على ضرورة توضيح دوافع استيراد الأرز والرد على مطالب مزارعي القمح”.
لغز شركة “الطبيعة” !
جدير بالذكر أن التليفزيون يعرض حاليًا دعاية شركة (الطبيعة)؛ والتي تدعي امتلاكها “أرز هاشمي” الأكثر شيوعًا في “مازندران” بأسعار أرخص من العام الماضي، الأمر الذي أثار شكوكنا، لا سيما مع تضاعف التضخم وفق المصادر الرسّمية، والأسوأ أن تكلفة المدخلات الزراعية من الأسّمدة وأجور العمالة وخلافة قد ازداد بشكلٍ ملحوظ، وبالتالي كيف تدعي هذه الشركة امتلاك “أرز مازندران” بسعر أقل من العام الماضي ؟.. ومن المسؤول في حال لا قدر الله جرى خلط هذا النوع من الأرز الأكثر شيوعًا؛ بأصناف أخرى غير جيدة ؟.. أضف إلى ذلك أن الشركة بتلك الخطوة قد خانت المنتج والمستهلك على السواء، والأسوأ أنها ألحقت بالاقتصاد الوطني وحياة فئات كبيرة من العاملين في هذا المجال بأضرار بالغة.
وإذا كان نواب البرلمان يتحدثون عن مافيا استيراد “الأرز”، فإن يمكن مشاهدة أثر هذه المافيا في دعاية شركة (الطبيعة) التي تدعي بيع “أرز هاشمي” للمستهلك بسعر أرخص من العام السابق، في حين تضاعفت أسعار جميع السلع وكذلك سعر الدولار وأجور العمال بمقدار عدة مئات في المئة.
وفي هذا الصّدد يقول “عسجري توكلي”؛ عضو الهيئة الرئاسية لغرفة تعاون الزراعة والصناعة والتجارة بمحافظة “مازندران”: “أكد حضرة المرشد أن الزراعة محور الاستقلال، وكذلك صرح مؤسس الثورة الفقيد: ويل ليوم يغفل فيه المسؤولون عن المزارعين؛ حيث سيكون العذاب الإلهي بانتظارهم”.
وأضاف منتقدًا شركة (الطبيعة): “لم يسّبق في هذا البلد بيع منتج بسعر أقل من العام الذي سبقه، ولكن نحن حاليًا نتابع على شاشات التليفزيون وبعض الوسائل الإعلامية الرسّمية، الدعاية بحرية لـ (أرز هاشمي) بسعر أرخص من العام السابق، والسؤال الذي يُحير الرأي العام: كيف يمكن حدوث ذلك ؟.. كل المدخلات الزراعية التي تقدمها الحكومة للمزارعين مثل الأسمدة الكيماوية، وأنواع السموم القاتلة للحشرات وحتى أجور العمال، قد تضاعفت بمقدار عشرات مرات خلال الموسم الزراعي الحالي مقارنة بصيف 2022م، وفي ظل هذه الأوضاع كيف يمكن بيع (أرز هاشمي) بأسعار أقل من العام الماضي ؟.. هل هذا الأرز الذي تروج له شركة (الطبيعة) في الفضاء الإعلامي المحلي، هو بالفعل أرز مازندران أو الشمال بشكلٍ عام ؟.. نحن نُريد من الخبراء فحص حقيقة ادعاءات شركة (الطبيعة). وأنا أقدر موقف واعتراض نواب جيلان، ومازندران، وجلستان”.
وطلب “توكلي” إلى الحكومة، منح ترخيص استيراد الأزر لـ”منظمة تعاون الريف”، بحسّب الحاجة، وعدم منح الترخيص للمافيا ذات الرؤوس السّبعة للاستيراد بالدرجة التي جعلت بعض الشركات تخلط “أرز هاشمي” بأنواع أخرى مسّتوردة متبقية من الأعوام السابقة، وبيع هذا الخليط على أنه “أرز هاشمي” وتحقيق مكاسّب هائلة.
حاليًا يتكلف المزارع مبلغ: 90 ألف تومان لقاء إنتاج كيلو أرز واحد، فكيف يتسّنى للشركات شراء الكيلو من المزارعين بمبلغ: 55 ألف تومان ؟!.. أتوقع من نواب المحافظات الثلاث وكذلك مندوبي “مكتب الإرشاد” في الشمال، الدفاع عن حق المنتجين وذلك لاستمرار الأمن الغذائي للدولة.