خاص : ترجمة – بوسي محمد :
احتل فيلم (Spider-Man: Far From Home) صدارة شباك الإيرادات، ليتفوق بذلك على فيلم (علاء الدين)؛ الذي تأرجح للمرتبة الثانية، ونجح فيلم الأكشن والإثارة في الحصول على تقييمات عالية عبر موقع (rotten tomatoes)؛ وصلت إلى 92%، كما حصد على 8.2 عبر موقع الـ (IMDB).
ويعتبر فيلم (Spider-Man: Far From Home) رقم 23 في عالم “مارفل” السينمائي؛ والأول بعد فيلم (avengers endgame)، وفصل النهاية للواحد وعشرون فيلمًا ممن سبقوه، لذا وضع عليه الجمهور آمال كبيرة، وحمله النقاد عددًا من المهام والمسؤوليات أبرزها تعريف طبيعة ونمط الأفلام والمراحل القادمة، وفتح بعض الأبواب للخطوط والحبكات التي يمكن استخدامها في الأفلام القادمة، وإن كان هذا أهداف ثانوية.
أحداث الفيلم..
الفيلم ينتمي لنوعية الأكشن والأبطال الخارقين؛ ومن إنتاح شركة “مارفل”، من بطولة: “توم هولاند” و”ماريسا تومي” و”مايكل كيتون” و”يعقوب باتالون” و”زنديا” و”غيك غيلنهال”، بالإضافة إلى ظهور مميز للنجم الكبير، “صامويل غاكسون”، والفيلم من إخراج، “جون واتس”، وتأليف، “ستيف ديتكو” و”ستان لى”.
ودارت أحداث الجزء الأخير من السلسلة الشهيرة؛ بعد أحداث (Captain America: Civil War)، وعودة “بيتر باركر” إلى روتينه اليومي الطبيعي ودراسته في مدرسته الثانوية، منصرفًا بالأفكار التي تثبت لنفسه أنه أكثر من مجرد “الرجل العنكبوت”، ولكن عندما يظهر “النسر” كعدو جديد، سيصبح كل شيء مهم لدى “بيتر”، وسرعان ما يخوض العديد من المغامرات بصحبة الرجل الحديدي.
إن مفتاح نداء الفيلم الجديد، بصرف النظر عن حقيقة أن “توم هولاند”، الذي يجسد شخصية “الرجل العنكبوت” يتصرف بثقة أكبر ويثق في دور البطولة، هو أن الفيلم بأكمله مزيف بعض الشيء، وأعني بذلك بطريقة إيجابية للغاية. هناك تطور جيد، وهو أمر أساس تمامًا وملموس، لكن ما يكمن في ذلك هو أنه يمكّن “بعيدًا عن المنزل” من اللعب مع مسألة ما يهم في فيلم خارق، حسبما أوردت مجلة (فارايتي) الأميركية.
“بيتر”، البالغ من العمر 16 عامًا، على وشك الشروع في رحلة صيفية إلى أوروبا – رحلة تعليمية من خلال العديد من المواقع الكلاسيكية، التي يتطلع إليها في الغالب باعتبارها فرصة لجذب قلب “إم. جي”، التي تجسدها “زيندايا”؛ كفتاة حادة وصعبة للغاية، ومن المعروف عنها إنها لن تعطي قلبها لأي شخص بسهولة، أو ربما لأي شخص على الإطلاق.
في “فينيسيا”، يواجه “بيتر” وأصدقائه بالمدرسة الثانوية، ما تم عرضه كأشرار فظيعة في الفيلم: سلسلة من مخلوقات “FX”، التي تعرف باسم العناصر الأولية، والتي تأتي من عالم آخر، أو من عناصر (أو شيء ما)، وتتخذ شكل وحش مائي مصنوع بالكامل من موجات متهالكة تتصاعد من القنوات الخضراء للمدينة وتدمر كل شيء من حولهم.
أما “كوينتين بيك”، الذي يلعبه “غيك غيلنهال”، كمقاتل شرير “نسر” يرتدي خوذة تشبه وعاء سمك (أو ربما كرة ثلجية) مملوءة بالغاز.
يبدو أن “كوينتين” ليس كما يبدو، لكن هذا تطور روتيني. التطور الحقيقي هو تلك الحقيقة، في فيلم (Spider-Man: far from home)، ليس كما يبدو. “بيتر”، الذي يحاول إخفاء حقيقة أنه “الرجل العنكبوت” من خلال إرتداء نسخة “النينغا السوداء”.
نهاية غير متوقعة.. وآمال مترقبة..
ووفقًا لمجلة (فارايتي) الأميركية، يحتوي الفيلم على جميع العناصر التي بإمكانها أن تجذب المشاهد حتى النهاية؛ والمتمثلة في الأداء التمثيلي لـ”توم هولاند”، والإيقاع السريع، والتقديم الباهر للشخصيات، ومشاهد الكوميديا والإشارات العديدة بين الماضي والحاضر والمستقبل، وتطور العلاقة بين “بيتر” و”إنجي آم”، بالإضافة إلى المؤثرات البصرية والسمعية إلى جانب الخطوط الدرامية الممتعة.
ظهرت كائنات “سكرول”، لأول مرة، في فيلم (كابتن مارفل)، ومنه اكتشف الجمهور قدرة هذه الكائنات على التنكر في أي شخصية ترغب، وفي فيلم (سبايدرمان: بعيدًا عن الوطن) تنكرت بعضها في هيئة “نيك فيوري”، (صامويل إل غاكسون)، مؤسس فريق “شيلد” للأبطال الخارقين. قد يتعذر فهم كثير من تفاصيل فيلم (سبايدرمان: بعيدًا عن الوطن)، في حال عدم مشاهدة فيلم (كابتن مارفل)، إذ ترتبط كثير من أحداث الفيلمين.
يظهر “نيك فيوري” في كوكب آخر في الفضاء، خلال أحداث فيلم (سبايدرمان)، دون إيضاح أي تفاصيل، وهو ما يرجح احتمالية ذهابه في مهمة خاصة لمساعدة البطلة الخارقة “كابتن مارفل”.
بعد إنهيار مؤسسة “شيلد” للأبطال الخارقين، من المرجح أن يؤسس “نيك فيوري” وكالة جديدة للأبطال الخارقين من أجل حماية العالم.
حملت نهاية الفيلم مفاجآت عديدة تتمثل في بوفاة الشرير، “ميستريو”، وتحول “سبايدر مان” إلى مجرم مطلوب من السلطات، بعد أن نجح في إقصاء “ميستريو” وإنقاذ أصدقائه في كشف هويته الحقيقية. وهو ما يجعلنا نستشرف جزء جديد يحاول فيه بيتر/ سبايدر مان تبرئه نفسه من التهم الموجهه إليه.
“غاك غيلينهال” أداء إرتجالي..
هناك خلل منطقي في الفيلم؛ مضمّن في الفرضية، (هل يتم التدمير الفعلي ؟.. وإذا كان الأمر كذلك، كيف ؟)، يتحول أداء “غيلينهال”، الذي يجسد دور الشرير، “ميستيروس”، الذي يبدأ قليلاً من الضحك، إلى قطعة هجاء، فكثيرًا ما كان يخرج عن النص في بعض المشاهد حتى يكون أدائه أقلال للمصداقية. وعلى الرغم من أن “هولاند”، في قمه جاذبيته، لا يزال يقترب بشكل غير مريح في بعض الأحيان إلى اقتراح المجيء الثاني لـ”باتريك ديمبسي”، فإنه يلعب دور “بيتر”، باعتباره غريزيًا، ولكن بطل متردد، تتحول شكوكه حول قدرته على الإرتقاء إلى مستوى الدور الذي اختاره “نيك فيوري”، (صموئيل إل. غاكسون)، له إلى صراع داخلي حقيقي – إنه ممزق بين النظر إلى نفسه على أنه الصبي وهو ينمو أسرع بكثير.
وحول أين يقع فيلم (بعيدًا عن الوطن) على مقياس أفلام (الرجل العنكبوت) ؟ قالت (فارايتي) أن “هولاند” الصبي البارع، والرومانسي والناجح – هو على قيد الحياة من الداخل بطريقة “أندرو غارفيلد بيتر” الذي قام ببطولة فيلم (الرجل العنكبوت) المذهل، عام 2012، ويقترب، من حيث الروح، من أفلام “توبي ماغوير” الجيدة.