4 مارس، 2024 8:54 ص
Search
Close this search box.

“Peterloo” .. دراما تاريخية غنية بالمشاعر !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

بعد (مستر تيرنر)؛ الذي عرض في عام 2014، يعود المخرج البريطاني المخضرم، “مايك لي”، للمنافسة على شباك الإيرادات بفيلم (بيترلو-Peterloo)، الذي ينافس على جائزة “الأسد الذهبي” ضمن فعاليات الدورة الـ 75 من “مهرجان فينسيا السينمائي”، التي بدأت أولى فعالياته، الأربعاء الماضي، ومن المقرر أن يستمر حتى 8 أيلول/سبتمبر الجاري.

اختار “مايك لي”، هذا العام، مذبحة “بيترلو” لتكون محور اهتمامه في الفيلم، الذي يدور حول مذبحة نشأت عن قيام قوات الشرطة البريطانية، سنة 1819، بالتصدي لمظاهرة سلمية في مدينة “مانشستر” سقط نتيجتها عدد كبير من القتلى والجرحى. وبهذا يكون ابتعد “لي” عن مألوفه من الأعمال الاجتماعية ذات التكلفة المحدودة أو حتى تلك التاريخية التي اتسمت بشغله على الأفراد، وليس على الأحداث كما حاله في (مستر تيرنر).

يجلب “مايك لي” البساطة الساحقة والشدة إلى هذه الملحمة التاريخية، التي تبدأ بالخطابة وتنتهي بالعنف.

الفيلم يتناول حقبة تاريخية هامة في حياة البريطانيين، حيثُ يمتلك الفيلم جدية لا يمكن المساومة عليها.

الصدفة أم القدر ؟

لا تعرف الصدفة أم القدر؛ هو الذي وقف بجانب “لي”، فلأول مرة منذ نشأة “مهرجان فينسيا السينمائي”، الذي دائمًا ما ينطلق من “لندن”، أن تقام فعاليات دورته هذا العام في “مانشستر”، وهو الأمر الذي يصب في مصلحة الفيلم، لأنه سيجعل المشاهدين متعايشين مع أجواء الفيلم نظرًا لقصته التي تدور حول مذبحة أقيمت في نفس المكان.

تم اختيار الفيلم ليتم عرضه في قسم المسابقة الرئيس في “مهرجان البندقية السينمائي الدولي” الخامس والسبعين. سيستلم الفيلم عرضه الأول في “المملكة المتحدة”، في 17 تشرين أول/أكتوبر 2018، في مهرجان “BFI London Film” في “مانشستر”.

ومن المقرر أن يتم إصداره في “المملكة المتحدة”، في 2 تشرين ثان/نوفمبر 2018، من قبل “Entertainment One”، وفي “الولايات المتحدة”، في 9 تشرين ثان/نوفمبر 2018، من قبل “Amazon Studios”.

ما هي مذبحة “بيترلو”..

في 16 آب/أغسطس 1819، ذلك التاريخ الأسود أقيمت تظاهرية سلمية مؤيدة للديمقراطية، إذ تجمع حشد من حوالي 60.000 شخص من “مانشستر” والبلدات المحيطة بها، في ميدان “سانت بيتر فيلدز” للمطالبة بالإصلاح البرلماني وتمديد حقوق التصويت. كان الاجتماع سلميًا، ولكن في محاولة لإلقاء القبض على أحد قادة الاجتماع، أصيبت ميليشيات الحكومة المسلحة بالهلع وصوبت أسلحتها نحو المتظاهرين، وقتل ما يصل إلى 15 شخصًا وإصابة 700 آخرين. وكان الأثر الفوري للمذبحة حملة قمع للإصلاح، حيث خشيت السلطات من أن البلد تتجه نحو التمرد المسلح. ومع ذلك، أدت الاحتجاجات إلى تأسيس “مانشستر غارديان” ولعبت دورًا مهمًا في تمرير قانون الإصلاحات الكبرى بعد 13 عامًا.

بيترلو”.. لا تلقى اهتمامًا في كتب التاريخ..

استنكر المخرج، “مايك لي”، تجاهل المسؤولين و”وزارة التعليم” لمذبحة هامة مثل “بيترلو”. مؤكدًا على أن “بيترلو” لا يتم تدريسها بما فيه الكفاية في المدارس.

وأشار إلى أنه يجب أن تلقى المذبحة اهتمامًا من جانب الوزارات أكثر من ذلك، حتى تتمكن الأجيال الجديدة من معرفتها.

يخلق “لي” قماشًا ضخمًا ومكتظًا، ومظلمًا داكنًا في المشاهد الافتتاحية، ثم ملونًا بحيوية لتسلسل الحشود المثيرة والوحشية. لا تسود قصة واحدة أو شخصية واحدة، ولا حتى الخطيب والمثير المحرض، “هنري هنت”، الذي لعب دوره برقة “روري كينير”، الذي جاء من “لندن” إلى “مانشستر”، مع بعض التنازلات.

تلعب “ماكسين بيك”، دور “نيللي”، والدة “جوزيف”، الذي يلعب دوره “ديفيد مورست”، وهو جندي شاب أصيب باضطراب الإجهاد اللاحق للصدمة، ثم عاد إلى عائلته في النهاية، وهو يجد مصيرًا مروّعًا في “بيترلو”.

“كارل جونسون” يلعب دور وزير الداخلية المشاكس والمتعجرف، اللورد “سيدموث”، الذي يرأس شبكة تحفز البارانويا من الجواسيس والاستفزازيين.

نجح “لي”، بخبرته السينمائية الكبيرة ورؤيته الفنية، أن يجعل المشاهد يتعايش أجواء المذبحة والقتال لدرجة تجعلهم يتأثرون بما حدث.

في مشاهد خارج “مانشستر”، يجتمع المتظاهرون في “سادلورث مور” لممارسة أعمال الحفر والتنقيب – وهي مهمة للحفاظ على النظام الجيد. هناك شيء غريب يتحرك حول هؤلاء الرجال والنساء، الذين تحولت حياتهم وتطورت بشكل كامل بواسطة التكنولوجيا الجديدة، مع هذا الفيلم الذكي الغني والعاطفي، خاض فيلم “مايك لي” حركة ذكية رائعة في ساحة المعركة السياسية التاريخية.

طاقم العمل:

David Bamber، Alastair Mackenzie as John Byng، James Dangerfield، Eileen Davies، Liam Gerrard، Bronwyn James، Rory Kinnear as Henry Hunt، Nico Mirallegro، Maxine Peake، Pearce Quigley، Tim McInnerny، Philip Jackson، John Paul Hurley as John Thacker Saxton، Harry Peter Bradley.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب