بغداد – كتابات
يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية استغلت حاجة العراق إلى الطاقة القادمة من إيران، فراحت تقايض بغداد على استمرار ضخ الغاز والكهرباء للعراق مقابل صلاحيات واسعة تتيح لها انتشارا عسكريا شمال العراق كشف عنه للمرة الأولى أمس الخميس، فضلا عن تسويق أقماحها بكميات ضخمة لبغداد.
إذ يبدو أن المقابل هو ما كشفت عنه وكالات أنباء عالمية، يتعلق بتمديد واشنطن مهلة السماح للعراق باستيراد الطاقة الكهربائية من إيران، لمدة 90 يوما، ما يتيح لبغداد تجاوز العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي، والتي تحذر بشدة من التعامل مع إيران.
اللافت أن التمديد للعراق جاء في أثناء مشاركة وفد عراقي حكومي في التفاوض في واشنطن على تمديد فترة الإعفاء من العقوبات ضد إيران، لتمنح الولايات المتحدة العراق مهلة 90 يوما، في ثاني مهلة يحصل عليها العراق منذ الـ 5 من تشرين الثاني / نوفمبر 2018 والتي بلغت مدتها 45 يوما بعد فرض العقوبات على إيران.
وبهذا التمديد يسمح لبغداد بالاستمرار في شراء مشتقات الطاقة الإيرانية من الكهرباء والغاز.
لكن على الجانب الآخر، فإن هذا التمديد لم يتحقق إلا بعد ما أعلنت بغداد التعاقد مع السفارة الأمريكية لديها على شراء 250 ألف طن من القمح الأمريكي، فضلا عن السماح لشركات أمريكية كبرى للاستثمار في العراق دون الإفصاح عن نوع الاستثمارات وفي أي مناطق، وبالتزامن مع ذلك ضمنت الولايات المتحدة تواجدا أمريكيا ممتدا ومكثفا بشمال العراق بقواعد عسكرية جديدة تتضمن أسلحة متطورة.
هي خطوة تعلم واشنطن جيدا مدى احتياج العراق لها، إذ تستورد بغداد ما يصل إلى 28 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي من طهران للمصانع في أنحاء العراق، فضلا عن شراء 1300 ميغاواط من الكهرباء الإيرانية، نتيجة عدم نجاح الحكومات العراقية المتعاقبة في إنشاء محطات كهرباء قادرة على مد المحافظات بالكهرباء.
