19 أبريل، 2024 8:25 م
Search
Close this search box.

6 ملايين مدمن في إيران .. المخدرات بضاعة متوفرة بأسعار في متناول الأيدي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

في كثير من أحياء العاصمة الإيرانية، “طهران”، ليس غريبًا أن تجد العشرات من الرجال والنساء يفترشون الأرض، في انتظار المساعدات التي يقدمها لهم بعض المتطوعين والمنظمات الإنسانية، في الواقع أن هؤلاء ليسوا أبرياء تمامًا؛ فهم من مدمني المخدرات، يعمل الرجال منهم طوال النهار في جمع القمامة والنساء في التجارة الحرام من أجل جمع القليل من المال يكفي لشراء مواد مخدرة يستهلكونها خلال ساعات الليل، وفي أغلب الأحيان يعيش معهم أبناءهم في ظل تلك الظروف الغامضة، وجميعهم يتخفون خوفًا من أن تطالهم عين الشرطة المدنية رغم أنها ليست بعيدة عنهم.

العم “أكبر” يمد يد العون..

يعمل العم “أكبر”، (47 عامًا)، من أجل مساعدة هؤلاء على التخلص من هذا الوضع، وصرح لصحيفة (لا بانغوارديا) الإسبانية؛ بأنه لا يستهدف إطعامهم وإنما يرغب في إنشاء علاقات قائمة على الثقة المتبادلة ومنحهم الفرصة من أجل الخروج من هذا المكان.

كان العم “أكبر” قد احتفل، منذ عدة أيام، بمرور 14 عامًا على تمكنه من التغلب على الإدمان، وقام بتوزيع الكعك وحصل على تصفيق من الجميع، لقد كانت رحلته طويلة وشاقة حتى وصل إلى بر الأمان، لكنه يفضل عدم التحدث عن تفاصيلها احترامًا لمشاعر أبناءه.

منظمة “محك”..

قرر العم “أكبر”، منذ عدة سنوات، مساعدة كثيرين من المدمنين ومد لهم يد العون، اصطحبته زوجته في أول زيارة له إلى المناطق التي يتجمع فيها المدمنون ليلًا، واستمر عمله على هذا المنوال لمدة 4 أعوام، حتى حصل على تصريح رسمي لإطلاق منظمة “محك” الإنسانية غير الحكومية، منذ 10 أعوام، ثم بعد ذلك أنضم إليه العشرات من المتطوعين؛ والعاملين كثير منهم كانوا مدمنين سابقين، وهدفهم جميعًا هو مساعدة من يرغبون في تغيير الواقع المرير الذي يعيشونه.

“الكريستال المخدر”..

من بين الأشخاص الذين حصلوا على مساعدته، السيدة “لدُن”؛ التي كانت تعمل راقصة باليه مشهورة قبل “الثورة الإسلامية”، وحققت نجاحًا كبيرًا في السينما ثم سقطت في بئر المخدرات، فقدت كل شيء، وعاشت 30 عامًا في الشارع، كانت تتعاطى مادة “ميثافيتامين”، التي تُنتج محليًا وتُعرف باسم “الكريستال المخدر” في “إيران”، بشراهة كبيرة، حتى تآكلت أسنانها.

وتقول “لدُن”، التي التقت بالعم “أكبر” منذ أكثر من 3 أعوام؛ وتمكن من انتشالها من الهلاك، إن: “الحصول على المخدرات في إيران سهلًا للغاية، لا يمكن القول بأنها رخيصة، لكن المدمنون يستطيعون دفع الثمن المطلوب”.

وتمكنت السيدة أخيرًا من الوصول إلى بر الأمان، وباتت لها حياتها الخاصة المستقرة، لكن العم “أكبر” حذرها من أنها من الممكن أن تعود إلى الإدمان إذا لم تكن إرادتها قوية.

وأضافت: “يكمن الاختلاف بين ما يفعله العم أكبر؛ وما تقوم به منظمات إعادة تأهيل أخرى، هو الشعور بالإنتماء الذي يظهره تجاه المدمنين”، وأردفت: “هنا لا أحد يحكم على الآخر، ولا يسمح بعرض أسئلة أكثر من اللازم لتجنب إحراج الآخرين”.

6 ملايين مدمن..

لا توجد بيانات دقيقة حول أعداد المدمنين في “إيران”، لكن من المحتمل أن الرقم يصل إلى 6 ملايين شخص، وأكد “أكبر” أن معدلات الإدمان ترتفع في الفترات التي تشهد ضغطًا اقتصاديًا، مثل التي تحياها البلاد حاليًا.

وأوضح العم “أكبر” أن: “السبب الرئيس لتواجد الناس هنا ليس الفقر، إذ أنه أغلبهم تخلت عنهم عائلاتهم لأسباب تتعلق بالإدمان”، مشيرًا إلى أن المجتمع الإيراني يمثل ضغطًا كبيرًا على أفراده، ويعتبر الإدمان جريمة شنعاء، وأمام هذا الضغط لا تستطيع كثير من العائلات تفسير تصرفات بعض أبناءها، لذا تقوم بإقصاءهم، لهذا السبب فإنه يولي أهمية كبيرة للمراهقين وخاصة الفتيات منهم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب