قتل 52 شخصا واصيب العشرات بجروح في سلسلة هجمات في انحاء متفرقة من العراق الاحد، بينها انفجار تسع سيارات مفخخة في بغداد، ليرتفع الى نحو 650 عدد قتلى العنف منذ بداية تشرين الاول/اكتوبر الحالي.
وتشكل موجة الهجمات هذه حلقة جديدة في مسلسل العنف اليومي المتصاعد منذ نيسان/ابريل حين قتل 50 شخصا في اقتحام اعتصام سني مناهض لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي (شيعي) قرب كركوك (240 كلم شمال بغداد).
وانفجرت صباحا باوقات متزامنة تسع سيارات مفخخة في بغداد مستهدفة اسواقا في البلديات (شرق) والشعب (شرق) والمشتل (شرق) والحرية (شمال) وسبع البور (شمال) وابو تشير (جنوب) والبياع (جنوب) والنهروان (جنوب شرق).
واكدت مصادر امنية وطبية مقتل 33 شخصا واصابة نحو 90 بجروح في هذه الهجمات، التي وقع اكبرها في الشعب وابو تشير والبياع حيث قتل خمسة اشخاص على الاقل في كل من الهجمات الثلاث في هذه المناطق.
من جانبها، اعلنت وزارة الداخلية في بيان رسمي مقتل ستة اشخاص فقط واصابة اكثر من خمسين بجروح جراء هجمات في بغداد.
وغطت سحب من الدخان الاسود سماء بعض المناطق في بغداد عقب موجة التفجيرات التي وقعت في ساعة الذروة الصباحية في اول ايام الاسبوع، بحسب ما افاد مراسل فرانس برس، فيما كانت سيارات الاسعاف تجوب شوارع العاصمة.
وفي وقت لاحق، قتل ثلاثة اشخاص على الاقل بينهم امرأة واصيب سبعة بينهم ثلاث نساء بانفجار عبوة ناسفة عند سوق في منطقة الطارمية الى الشمال من بغداد، وفقا لمصادر امنية وطبية.
وبعد ساعات قليلة من هجمات بغداد صباحا، قتل 14 شخصا بينهم ثلاثة جنود واصيب اكثر من ثلاثين آخرين بجروح في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف تجمعا لعسكريين قرب مصرف في الموصل شمال العراق، بحسب ما افادت مصادر عسكرية وطبية.
واوضحت المصادر ان الانتحاري فجر السيارة التي كان يقودها في منطقة الفيصلية في شرق الموصل (350 كلم شمال بغداد) مستهدفا عسكريين كانوا ينتظرون استلام رواتبهم امام احد المصارف.
وتشهد محافظة نينوى ومركزها الموصل اعمال عنف متصاعدة منذ اسابيع، تشمل خصوصا الهجمات الانتحارية التي تستهدف الجيش والشرطة.
كما قتل جنديان في شرق الموصل بهجوم مسلح استهدف سيارتهما، وقتلت امراة واصيب ثمانية بجروح في انفجار سيارة مفخخة استهدفت نقطة تفتيش للجيش في شرق الموصل ايضا.
وفي بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)، قتل مسلحون مدنيين في هجوم مسلح، وفقا لمقدم في الشرطة ومصدر طبي.
ولم تعلن الجهات الحكومية رد فعل حول هجمات اليوم باستثناء رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي (سني) الذي استنكر موجة العنف في بيان رسمي. وجاء في البيان “ندين باشد العبارات التفجيرات الاجرامية البشعة التي طالت اهلنا”، مطالبا “الاجهزة الامنية بتقديم مبررات لهذه الخروقات المتكررة”.
ومنذ بداية شهر تشرين الاول/اكتوبر الحالي، قتل نحو 650 شخصا، بحسب حصيلة اعدتها فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وعسكرية وطبية، فيما قتل اكثر من 5350 شخصا منذ بداية العام 2013.
وتطرح هذه الهجمات التي تعتمد الاسلوب نفسه وتستهدف الاماكن ذاتها مزيدا من الاسئلة على القوات الامنية وعديدها اكثر من 800 الف شرطي وجندي، ولكنها عاجزة عن وضع حد لتصاعد العنف.
ولم تتبن اي جهة بعد هجمات اليوم، علما ان تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” التابع لتنظيم القاعدة عادة ما يتبنى في اوقات لاحقة مثل هذه الهجمات.