بلغ عدد ضحايا اعمال العنف في العراق خلال شهر ايار/مايو الحالي اكثر من 500 شخص وفق حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس، في وقت قتل 16 شخصا الثلاثاء في اعمال عنف جديدة في انحاء البلاد.
ووفقا للحصيلة التي تستند الى مصادر امنية وعسكرية وطبية، قتل 519 شخصا واصيب اكثر من الف و300 بجروح جراء اعمال عنف في عموم العراق على مدار هذا الشهر.
وشهد العراق خلال الاسابيع الماضية ارتفاعا في معدلات العنف، وبات ايار/مايو الشهر الثاني على التوالي الذي يقتل فيه اكثر من 400 شخص منذ فترة طويلة، بحسب حصيلة فرانس برس.
ويتزامن هذا التصاعد في معدلات العنف مع ازدياد الاستياء لدى السنة في البلاد والاحتجاجات المتواصلة ضد حكومة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي منذ نهاية العام الماضي.
ويرى المحللون ان سياسة الحكومة التي همشت العرب السنة اضافة الى رفضها تقديم تنازلات للمتظاهرين منحت الجماعات المسلحة الزمان والمكان المناسبين للتحرك في البلاد.
وقد ندد ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر في بيان اليوم بموجة العنف الدامي التي تضرب البلاد، وطالب الزعماء العراقيين بالقيام بكل ما هو ممكن لحماية المدنيين العراقيين و”وقف المذبحة”.
واضاف “ان من مسؤولية السياسيين التحرك فورا وبدء حوار يهدف إلى اخراج الازمة السياسية من الطريق المسدود الذي وصلت إليه، والا يجعلوا خلافاتهم السياسية فرصة يستغلها الارهابيون”.
كما اصدرت السفارة الاميركية في بغداد بيانا دانت فيه “بشكل حازم” موجة الانفجارات التي ضربت بغداد امس الاثنين حيث قتل 55 شخصا على الاقل واصيب حوالى 187 بجروح في سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة.
ودفعت اعمال العنف هذه المالكي الى الاعلان قبل اسبوع عن تغييرات في قيادات العمليات وقادة الفرق العسكرية. وفي هذا الاطار، اعلنت الحكومة اليوم في بيان عن اجراءات جديدة، تشمل “دعم الاجهزة الأمنية لملاحقة المحرضين والمنفذين للاعمال الارهابية والتحذير من استغلال الظروف”.
وشدد البيان على “ملاحقة كل أنواع الميليشيات والضرب بقوة على كل من يخرج على النظام العام”، محذرا “وسائل الإعلام المحرضة على الفتنة الطائفية من خطورة هذا النهج على الصالح العام، وتنفيذ اجراءات صارمة بحقها في حال تماديها”.
ودعا البيان “القوى السياسية لعقد لقاء مشترك لمناقشة التطورات وتحملها لمسؤولياتها”، مؤكدا على ”وحدة موقف مجلس الوزراء ضد الإرهاب واي اخلال بالامن”.
كما قال رئيس الوزراء نوري المالكي في مؤتمر صحافي عقب الجلسة الحكومية ان التفجيرات في العراق تهدف لاعادة العراق الى “مربع الاقتتال الطائفي”.
واضاف ان “المنظمات الارهابية المتطرفة اليوم جهدها منصب على اثارة هذه المشكلة من جديد وهي مشكلة خطيرة”.
وقتل اليوم 16 شخصا بينهم تسعة من عناصر الامن في هجمات متفرقة. وقال مصدر في وزارة الداخلية ومصدر طبي رسمي ان خمسة اشخاص قتلوا واصيب 26 بجروح اثر انفجار عبوة ناسفة داخل حافلة ركاب في مدينة الصدر في شرق بغداد.
وقتل عنصران من قوات الصحوة واصيب اخران بجروح في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش لهم قرب تكريت (160 كلم شمال بغداد) بينما قتل اربعة اشخاص بينهم شرطيان واصيب ثمانية في هجوم انتحاري بشاحنة مفخخة في الطارمية (45 كلم شمال بغداد).
وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد)، قتل المقدم فارس الراشدي، معاون مدير استخبارات شرطة نينوى، فيما أصيب ثلاثة ضباط آخرين بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في ناحية حمام العليل جنوب المدينة.
وفي وقت لاحق، قتل ضابط برتبة نقيب وثلاثة من عناصر الشرطة جراء اشتباكات وقعت بينهم وبين مسلحين مجهولين في منطقة 17 تموز غربي الموصل، وفقا للملازم ملازم اول في الشرطة قاسم اللهيبي.