خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
في الذكرى الأربعين لإقتحام “السفارة الأميركية”، في “طهران”، وإحتجاز موظفيها ودبلوماسييها، نشر موقع (ميدا) العبري مقالًا للكاتب، “مايكل روبين”، الباحث في معهد “أميركان إنتربرايز”، تناول فيه أخطاء الإدارات الأميركية في التعامل مع النظام الديني الإيراني.
وأكد “روبين” أن الرئيس الأسبق، “غيمي كارتر”، قد أساء التعامل مع أزمة السفارة؛ وكان سببًا في تشدد المواقف الإيرانية تجاه “الولايات المتحدة”.
إنتهاك للأعراف الدبلوماسية..
يقول “روبين”: بينما تمارس حاليًا “السفارة الإيرانية” نشاطها في “واشنطن” بكل حرية وأمان، فإن المبنى الذي كان يضم “السفارة الأميركية”، في “طهران”، يُستخدم الآن مقرًا لقيادة “فيلق القدس” ومركزًا لتدريب ميليشيات “الحرس الثوري”.
ولا يوجد أي مسؤول إيراني – سواء من التيار المتشدد أو حتى ممن يوصف بالتيار المعتدل – قد إعتذر عن خطف الرهائن الأميركيين. بل على العكس فإن جميع المسؤولين الإيرانيين لا يزالوا يبررون إقتحام مبنى “السفارة الأميركية”، فيما يُعد إنتهاكًا صارخًا للأعراف الدبلوماسية.
إخفاق إدارة “كارتر”..
يرى “روبين” أنه كان في استطاعة “الولايات المتحدة” إطلاق سراح الرهائن الأميركيين في أسرع وقت، لولا تقصير إدارة الرئيس، “كارتر”، وسوء تقدير الموقف من جانب مستشاره لشؤون الأمن القومي.
لكن الخطأ الأكبر الذي إرتكبه “كارتر” تمثل في أنه رفض إمكانية استخدام القوة العسكرية لإطلاق سراح الرهائن، الأمر الذي جعل القيادة الدينية في “طهران” تفرض مزيدًا من الشروط على “واشنطن” مثل ضرورة إعادة شاه إيران الهارب، وإعادة كل أرصدته وممتلكاته.
كما رفضت “طهران” أية وساطة للحوار مع المسؤولين الأميركيين. وأشار “روبين” إلى أن إحتجاز الرهان استمر 444 يومًا بسبب إخفاق إدارة “كارتر”.
“أوباما” يواصل نهج المصالحة..
وبعد مرور قرابة أربعة عقود على تلك الأزمة؛ إذا بإدارة بالرئيس الأميركي السابق، “باراك أوباما”، ووزير خارجيته، “جون كيري”، يفشلان مرة أخرى في التعامل مع النظام الإيراني؛ عندما قررا مواصلة نهج المصالحة من خلال إبرام “الاتفاقية النووية” مع “إيران”. وتناسى الرئيس، “أوباما”، أن “طهران” لا تريد السلم أو المصالحة، وإنما تريد إهانة “الولايات المتحدة”.
بداية الأزمة..
جدير بالذكر؛ أن أزمة الرهائن الأميركيين قد اندلعت بين “إيران” و”الولايات المتحدة”، عندما أقتحمت مجموعة من الطلاب الإسلاميين في “إيران”، “السفارة الأميركية”، بها دعمًا لـ”الثورة الإيرانية” وأحتجزوا 52 أميركيًا من موظفي السفارة ودبلوماسييها كرهائن لمدة 444 يومًا، من 4 تشرين ثان/نوفمبر 1979 حتى 20 كانون ثان/يناير 1981.
عملة إنقاذ فاشلة !
وبعد فشل محاولات “الولايات المتحدة” للتفاوض على إطلاق سراح الرهائن؛ قررت الإدارة الأميركية شن عملية عسكرية لإنقاذهم، في 24 من نيسان/إبريل عام 1980، ولكنها فشلت وأدت إلى تدمير طائرتين ومقتل ثمانية جنود أميركيين وإيراني واحد.
وإنتهت الأزمة بالتوقيع على “اتفاقية الجزائر”، في “الجزائر”، يوم 19 كانون ثان/يناير 1981. وأُفرج عن الرهائن رسميًا في اليوم التالي، بعد دقائق معدودة من أداء الرئيس الأميركي الجديد، “رونالد ريغان”، اليمين.
حادثة محورية..
وتُعتبر أزمة الرهائن الأميركيين حادثة محورية في تاريخ العلاقات بين “إيران” و”الولايات المتحدة”، فيما يرى بعض المحللين السياسيين أن الأزمة كانت سببًا في هزيمة الرئيس الأميركي، “غيمي كارتر”، في الانتخابات الرئاسية. بينما أدت تلك الأزمة إلى تعزيز مكانة الزعيم، “الخميني”، لدى الشعب الإيراني، لكنها تسببت في الوقت نفسه في فرض عقوبات اقتصادية أميركية على “إيران”.
ويطلق الإيرانيون حاليًا على مقر “السفارة الأميركية” في “طهران”؛ التي شهدت الواقعة “وكر الجاسوسية”، وحولته السلطات إلى متحف للزائرين، حاولت أن توثق بداخله وسائل التدخلات الأميركية في قرارات الشاه الإيراني، آنذاك، الذي لُقب بـ”شرطي الخليج”.