أكدت حملة “حشد” مقتل وسبي واغتصاب نحو 4000 امرأة من قبل تنظيم “داعش” والجماعات الإرهابية منذ حزيران (يوميو) العام الماضي ودعت الى ضرورة اعداد برامج لتأهيل النساء المغتصبات.
وقال احمد الشمري المتحدث الرسمي بأسم الحملة الشعبية الوطنية لإدراج تفجيرات العراق على لائحة جرائم الإبادة الجماعية في تصريح صحافي الاحد لبمناسبة يوم المرأة العالمي إن “الاشهر الاخيرة شهدت حدوث انتهاكات فظيعة وبشعة للغاية ضد المرأة العراقية تتمثل بعمليات القتل والاغتصاب والسبي واليع حيث تعرضت نحو 4000 امرأة الى القتل والاغتصاب والسبي وابشع جرائم الإبادة الجماعية” . واوضح أن “النساء الايزيديات والمسيحيات كان لهن النصيب الاكبر من هذه الجرائم والممارسات”.
وأضاف المتحدث ان “الجماعات الإرهابية التي فرضت سيطرتها على اجزاء واسعة من مدن شمال العراق عمدت الى تصوير بعض عمليات الاغتصاب على قرص مدمج وارسال نسخ الى ذوي النساء” .. لكمه اشار الى أنه “لا يوجد حصر لاعداد النساء المغتصبات نتيجة عدم ابلاغ ذويهن عن تلك الحالات”.
ودعا المتحدث بأسم الحملة “الأمم المتحدة والحكومة العراقية والمنظمات المعنية الى انشاء واعداد برامج خاصة لتأهيل هذه النساء والعمل على دمجهن في المجتمع” .. محذرا من أن “التهاون في ذلك سيعقد من الوضع اكثر ويساهم بخلق ازمات اجتماعية كثيرة”.
وكانت منظمة العفو الدولية يوكشفت اواخر العام الماضي أن تنظيم “داعش” دأب منذ شهر آب (أغسطس) الماضي على اختطاف واغتصاب وارتكاب أشكال من العنف الجنسي ضد النساء والفتيات الأيزيديات في العراق. وقالت كبيرة مستشاري الأزمات بالمنظمة دوناتيلا روفيرا أن “المئات من النساء والفتيات الأيزيديات تحطمت حياتهن بسبب فظائع العنف والاستعباد الجنسي أثناء احتجازهن لدى تنظيم “داعش” .. حيث تحدثت مع أكثر من 40 سيدة وفتاة كن محتجزات في السابق لدى التنظيم. وقامت منظمة العفو بتوثيق قصص النساء في تقرير جديد نشر تحت عنوان “الهروب من الجحيم: التعذيب والعبودية الجنسية في أسر الدولة الإسلامية في العراق”.
وقالت روفيرا إن “العديد ممن وقعن ضحايا عمليات الاستعباد الجنسي هن في واقع الأمر من الأطفال تتراوح أعمارهن بين 14 و15 عاماً بل وحتى أصغر من ذلك”.. وأضافت أن “مسلحي داعش يستخدمون الاغتصاب كسلاح” واصفةً الأمر بأنه يُعد “جريمة حرب وجرائم ضد الإنسانية.”
والنساء والفتيات هن من بين آلاف الأيزيديين الذي ينتمون إلى منطقة سنجار في شمال غرب العراق والذين استهدفوا من قبل مقاتلي داعش “الذي أصروا على إبادة الأقليات العرقية والدينية في المنطقة” بحسب منظمة العفو الدولية.
وحاليا تعمل منظمة الأمم المتحدة لشؤون المرأة مع المجتمعات المحلية الأيزيدية في محافظة دهوك بأقليم كردستان العراق الشمالي لدعم ومساعدة النساء الأيزيديات اللائي تمكن من الهرب من قبضة عناصر تنظيم “داعش” بعد اختطافهن في آب الماضي.
وقالت السفيرة السابقة للمنظمة في العراق فرانسيس غاي إن هؤلاء النسوة مررن بحالات صعبة للغاية وجئن من مجتمعات مغلقة ومحافظة .. وشددت على أن أفضل ما يمكن أن تقوم به منظمة الأمم المتحدة للمرأة هو العمل مع المجتمعات الأيزيدية لمساعدتها كمرحلة أولية. وأضافت أن المنظمة تعمل حاليا على إعانة النازحات في مختلف أنحاء العراق على إقامة المشاريع المدرة للدخل.
واشارت غاي إلى نقص الأطباء النفسيين من الطائفة الأيزيدية .. وقالت إن الدعم النفسي الموجود لا يفي بالغرض وأكدت ضرورة منح النساء اللواتي تمكن من الفرار من تنظيم داعش فرصة اكتساب الدخل وتعلم المهارات واستغربت ارتفاع عدد الفتيات الأيزيديات اللائي لا يذهبن إلى المدارس.
وقدرت كلفة إعادة تأهيل 350 امرأة أيزيدية تمكن من الهرب من داعش مؤخرا بنحو 400 ألف دولار من خلال البرامج المدرة للدخل والبرامج التعليمية .. وأوضحت أن الأمر سيتطلب المزيد إذا ما تمت مساعدة 4000 امرأة . وأما في ما يتعلق بالتنسيق بين المنظمة الدولية ومجلس الأمن لإنقاذ أكثر هؤلاء الأيزيديات المختطفات فقد أكدت أن المدراء التنفيذيين في منظمة الأمم المتحدة عرضوا طروحاتهم أمام مجلس الأمن عندما كان العراق موضوع النقاش قبل أسابيع وأكدوا ضرورة عدم نسيانهن وشددوا على ضرورة العمل مع القوات العراقية المحلية على الأرض للمساعدة في إنقاذهن.