28 مارس، 2024 6:29 م
Search
Close this search box.

30 يومًا لبدء محادثات سلام .. السر وراء التناول الأميركي لملف “اليمن” الدامي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

تحاول “الولايات المتحدة الأميركية” الضغط من أجل وقف عاجل لإطلاق النار في “اليمن”، الذي تسببت الحرب الأهلية الدائرة فيه إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث دعا وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان إلى وقف لإطلاق النار في “اليمن” وبدء محادثات سلام خلال 30 يومًا، فيما لم يرد رد فعل حتى الآن من التحالف بقيادة السعودية أو “الحوثيين” أو الحكومة اليمنية.

وزير الدفاع، “جيم ماتيس”، قال إن “الولايات المتحدة” ترغب في أن تجتمع أطراف الصراع على طاولة التفاوض، تحت مظلة “الأمم المتحدة”.

وأضاف، متحدثًا في “معهد السلام” في “واشنطن”، الثلاثاء 30 تشرين أول/أكتوبر 2018، إن “الولايات المتحدة” ترقب الصراع في اليمن “لمدة كافية”، لافتًا إلى أنه “يجب علينا التحرك صوب جهود السلام، ولا يمكننا أن نقول إننا سنفعل ذلك مستقبلاً. يجب علينا أن نفعل ذلك في الأيام الثلاثين المقبلة”.

وشدد “ماتيس” على ضرورة التقاء جميع الأطراف مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة، “مارتن غريفيث”، في “السويد”، في تشرين ثان/نوفمبر 2018، وأن “يتوصلوا إلى حل”.

وقف جميع الأعمال القتالية وبدء المفاوضات..

من جانبه؛ حث وزير الخارجية، “مايك بومبيو”، على وقف جميع الأعمال القتالية وبدء مفاوضات لإنهاء الحرب المستمرة منذ أعوام.

وفي تصريح منفصل؛ دعا “بومبيو”، الحوثيين، لوضع حد لهجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار على “السعودية” و”الإمارات”، ودعا دول التحالف لوقف الهجمات على المناطق المأهولة في “اليمن”.

وأضاف: “حان وقت إنهاء هذا الصراع، واستبدلال الصراع بالتسوية والسماح لليمنين بالتداوي عن طريق السلام والإعمار”.

آثار الحرب على اليمن..

ويواجه “اليمن” أزمة إنسانية متنامية مع استمرار القتال بين حكومة “عبدربه منصور هادي”، المعترف بها دوليًا والمدعومة من تحالف تقوده “السعودية”، و”الحوثيين” المدعومين من “إيران”.

وكانت محادثات السلام، التي تجري تحت رعاية “الأمم المتحدة”، قد إنهارت في أيلول/سبتمبر الماضي.

يقول خبراء حقوق الإنسان؛ إن “قوات التحالف” بقيادة “السعودية” قد تكون إرتكبت جرائم حرب في “اليمن”، وتقول المنظمات الإنسانية إن الحصار الجزئي المفروض على البلاد أدى إلى وقوف نحو 14 مليون شخص على حافة المجاعة.

وأسفرت الحرب، حتى أغسطس/آب 2018، عن مقتل 6592 شخصًا وإصابة 10470 آخرين، وجاءت غالبية هذه الإصابات نتيجة الغارات الجوية التي قام بها “التحالف” بقيادة “السعودية”، وذلك حسب “مكتب الأمم المتحّدة لحقوق الإنسان”.

وتشهد “اليمن” دمارًا كبيرًا بسبب الصراع الذي تفاقم في أوائل 2015، عندما سيطر “الحوثيون” على مناطق كبيرة من غربي البلاد؛ وأجبروا الرئيس، “عبدربه منصور هادي”، على الفرار من البلاد.

وشعرت “السعودية” و”الإمارات” وسبع دول عربية أخرى بالقلق إزاء صعود “الحوثيين”، الذين ينظرون إليهم على أنهم موالون لـ”إيران” ويخوضون حربًا بالوكالة نيابة عنها، مما أدى إلى تدخل هذه الدول لإعادة الحكومة الشرعية في البلاد. وتلقى “التحالف” بقيادة “السعودية” دعمًا لوجيستيًا من “الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا”.

وكانت إدارة “ترامب” قد أعلنت من قبل عن دعمها لجهود وساطة “غريفيث”، الذي دعا إلى حل سياسي للصراع، تمشيًا مع قرار مجلس الأمن رقم (2216)، الذي يطالب بانسحاب “الحوثيين” من جميع المناطق التي سيطروا عليها، وأن يتخلوا عن سلاحهم الثقيل. ورفض “الحوثيون” المطالب.

لن نقبل المشاريع الخارجية ولا نثق في واشنطن..

ردًا على المهلة الأميركية؛ قال عضو المكتب السياسي لحركة “أنصار الله”، “محمد البخيتي”: إن الحركة لن تقبل أية مشاريع خارجية، أو تواجد لقوات عسكرية أجنبية في اليمن، سواءًا كانت سعودية أو إماراتية أو أميركية، “لأننا نعتبرها قوات احتلال وسندحرها”.

مؤكدًا أن الحركة تصر على وقف شامل للحرب، ولكن إذا أصرت “السعودية” و”الإمارات” على مواصلة الحرب، فأنهم يجب أن يقاتلوا بشرف، وأن يتجنبوا إستهداف المناطق السكانية.

وشدد القيادي اليمني على أن الحركة “لا تثق بأية دعوة أميركية، إلا إذا تأكد ذلك من خلال سلوكيات التحالف في الحرب، من خلال التوقف عن إستهداف المدنيين”.

ترحيب بريطاني..

فيما رحب وزير الخارجية البريطاني، “غيرمي هانت”، بالدعوة الأميركية كاتبًا في تغريدة له أنه: “يجب  علي جميع الأطراف أن تستمع إلى الدعوة الهامة من الولايات المتحدة للتهدئة في اليمن، ويجب أن ندعم التوصل لحل دبلوماسي للأزمة”.

وقالت المتحدثة باسم “لجنة الغوث الدولية”، وهي مؤسسة خيرية تعمل في “اليمن”، إن وقف إطلاق النار ومحادثات السلام؛ يجب أن تحدث في أقرب فرصة ممكنة حتى يمكن توصيل المعونات إلى الأمس حاجة لها.

دعوة سويدية لإستضافة المحادثات..

وبدورها؛ أعلنت وزيرة خارجية السويد، “مارغوت فالستروم”، إن بلادها مستعدة لإستضافة محادثات بين الأطراف المتنازعة في “اليمن”، موضحة: أن “السويد يمكن أن يكون مكانًا لمبعوث الأمم المتحدة لجمع كافة الأطراف المتشاركة في هذا الصراع، سواء الحكومة اليمنية، أو التحالف بقيادة السعودية أو الحوثيين”.

وأضافت: أن “السويد سعيدة بمثل تلك الإستضافة، لكن ليس لدينا أي شيء محدد بعد”.

واستطردت: “نؤيد دائمًا مبعوث الأمم المتحدة، (مارتن غريفيث)، سواء في الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي”.

وأشارت “فالستروم” إلى أن الحرب الدائرة في اليمن “أكبر أزمة إنسانية تمر في العالم حاليًا”.

مفاوضات جديدة في غضون شهر..

في سياق متصل؛ أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، “مارتن غريفيث”، الأربعاء 31 تشرين أول/أكتوبر 2018، أنه سيعمل على عقد مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع في ذلك البلد في غضون شهر.

قائلاً، في بيان نشر على حسابه على موقع (تويتر)؛ “ما زلنا ملتزمين بجمع الأطراف اليمنية حول طاولة المفاوضات في غضون شهر، كون الحوار هو الطريق الوحيد للوصول إلى اتفاق شامل”.

اهتمام جديد بالنزاع في اليمن..

حول أهمية الخطوة الأميركية؛ يقول “جيمس لانديل”، المراسل الدبلوماسي لـ (بي. بي. سي)، إنه على مدى شهور لم تقل إدارة “ترامب” إلا القليل بشأن النزاع الدامي في “اليمن”، وتركت زمام الأمور في يد حلفائها السعوديين. ولكن تعليقات “ماتيس” و”بومبيو” تظهر أن “الولايات المتحدة” الآن تبدي اهتمامًا بالنزاع في “اليمن” لم تبده منذ أمد.

ويضيف “لانديل” إن “الولايات المتحدة” و”بريطانيا”، حتى الآن، لم تطالبا بصورة رسمية بوقف إطلاق النار عن طريق “الأمم المتحدة”، ولكن يبدو أن الأمر تغير الآن.

انتخابات التجديد النصفي وتحسين صورة “بن سلمان”..

كما يشير دبلوماسيون إلى أن الضغوط المتزايدة من “الكونغرس” الأميركي لإتخاذ إجراء قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس. وقد تكون “الولايات المتحدة” أيضًا تأمل في استخدام ردة الفعل ضد “السعودية” بشأن مقتل “خاشقجي” للضغط على “الرياض” في محاولة لإنهاء الصراع.

وأشار آخرون إلى احتمال أن تكون تسوية سعودية بشان “اليمن”؛ جزءً من تحسين صورة ولي العهد السعودي، “محمد بن سلمان”، بعد مقتل “خاشقجي”.

طهران لن تكون سعيدة بالانسحاب..

وعن كيفية الرد الإيراني؛ يقول “لانديل” أن بعض الدبلوماسيين أشاروا إلى أن “طهران” لن تكون سعيدة بالانسحاب من “اليمن”، وإلى أن تدخلها هناك كان إغتنامًا للفرصة، وليس للمصلحة الإستراتيجية، وأن لديها أولويات أكبر في مناطق أخرى. ولكن من غير الواضح ما إذا كانت “إيران” على استعداد لمساعدة “الولايات المتحدة”، في الوقت الذي تعيد فيه فرض العقوبات على الاقتصاد الإيراني بعد الانسحاب من “الاتفاق النووي”.

ولهذه الأسباب يُعد التحرك الأميركي مهمًا، ولكن ما زال الطريق طويلاً قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء الأزمة بصورة كاملة.

الضغط على إيران يقطع طريق الدعم على “الحوثيين”..

من جانبه؛ قال رئيس “مركز القرن العربي للدراسات” بالرياض، “سعد بن عمر”، حول المهلة التي أعطتها “أميركا” لأطراف الصراع في “اليمن”، للجلوس على طاولة المفاوضات “إن الولايات المتحدة تعلم أنه بالضغط على إيران – مستغلة أقصى نقاط ضعفها – تقطع الكثير من الدعم الإيراني للحوثيين لتظهر جديتهم في الجلوس على طاولة المفاوضات، التي تدعو إليها دول التحالف منذ بداية الأزمة”.

وعن طرف الأزمة الآخر؛ وهو الحكومة الشرعية اليمنية، أشار “بن عمر” إلى أنه قابل أيضًا للضغط من قِبل دول “التحالف” للسعى خلف الحل السياسي للأزمة.

وعبر “بن عمر” عن إعتقاده بأن هناك ضغوطًا شعبية من الداخل الأميركي، على الإدارة الأميركية، بالتدخل سياسيًا لإنقاذ الشعب اليمني، وهو ما دفع “أميركا” لإعطاء هذه المهلة، من باب مصلحتها الخاصة، حسب قوله.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب