30 ألف يورو مقابل “تفويت المباراة” .. اتهامات مستمرة لبرشلونة

30 ألف يورو مقابل “تفويت المباراة” .. اتهامات مستمرة لبرشلونة

فريق البطولات.. نادي نجوم العالم.. “برشلونة” أحد أهم أندية عشاق الساحرة المستديرة، ليس فقط في إسبانيا بل في أغلب بقاع الدنيا، لكن بين وقت وآخر تخرج الشائعات التي تتهمه بأنه أحياناً يدفع أموالاً مقابل الحصول على فوز سهل في بعض المباريات، فهل لذلك أن يحدث من النادي الكاتالوني؟!

فوز استعراضي

برشلونة الحائز على 80 بطولة محلية ودولية من أفضل بطولات العالم، والذي تأسس في نهاية العام 1899، بعمر كروي يبلغ الـ118 عاماً، وجد نفسه متهماً في الرابع من نيسان/أبريل 2017 بدفع رشاوى مالية لإحدى فرق كرة القدم الإسبانية بدوري الدرجة الثالثة؛ مقابل الحصول على فوز استعراضي سهل!

معتقلون وتحقيقات مستمرة

الأمر لم يكن اتهاماً على صفحات الجرائد أو وسائل الإعلام، أو حتى مواقع التواصل الاجتماعي، إذ فوجئت جماهير كرة القدم الإسبانية وعشاق ومتابعو الفريق الكاتالوني باعتقال الشرطة الإسبانية لمدير نادي “إلدينسي” لكرة القدم بدوري الدرجة الثالثة “نوبيلي كابواني” ومعه مدرب الفريق الإيطالي “فيليبو دي بييرو” – الذي انضم لتدريب النادي في كانون ثان/يناير عام 2017 – واثنين من اللاعبين على خلفية تحقيقات تتعلق بـ”شبهة تلاعب”، بعد أن لقي فريقه هزيمة ثقيلة أمام الفريق الثاني لبرشلونة بنتيجة 12هدف دون رد!

المطلوب لـ”بيع المباراة”

في القضية تفاصيل.. إذ كشف مدافع فريق الدرجة الثالثة “إيمانويل ميندي” في مقابلة إذاعية أجراها مع إذاعة “كادينا سير” الإسبانية، أن مساعد المدرب “فران رويز” تحدث معه في الفندق بالفعل قبل المباراة بشأن حدوث تلاعب في أثناء المباراة مع برشلونة، كما سأله عن رغبته إذا ما كان يفضل المشاركة في هذا التلاعب “بيع المباراة”، وعن رقم المبلغ المالي الذي يريده لتفويت الأهداف واللاعبين!

اللاعب في أثناء حديثه للإذاعة برأ مساعد المدرب وقال إنه أخبره بإمكانية المشاركة كون المدرب الجديد إيطالي لا يجيد الإسبانية وبالتالي لم يحدثه هو في “تفويت المباراة”، وهو ما أكده “رويز” بنفسه لذات المحطة الإذاعية، لكنه قال إن مهمته كانت فقط نقل التعليمات من المدرب “دي بييرو”، مؤكداً على أن الأوامر تصدر من أعلى: “من المدرب ولم أكن أعرف ماذا أفعل”، مشيراً إلى أنه لم يقل شيئاً على مقاعد البدلاء ولم يجر أي تبديل ولم يرسل أي لاعب للإحماء، بل كشف أنه فور علمه بذلك قرر الاستقالة فوراً من النادي الذي يضحي بسمعته مقابل آلاف اليوروهات!

كل شيء سيخرج إلى النور!

بداية كشف التلاعب و”بيع المباراة”، كانت من قبل المهاجم الموريتاني “شيخ سعد”، الذي فاجأ متابعي شبكات التواصل الاجتماعي بتغريدة له عبر موقع “تويتر” عقب المباراة في الثاني من نيسان/أبريل 2017، قال فيها نصاً إن ” 12- صفر.. ليست نتيجة واقعية وكل شئ سيخرج إلى النور لاحقاً”، وهو ما تحقق بالفعل وتحولت القضية من مواقع التواصل إلى تحقيقات تجريها السلطات المختصة.

المفاجأة فيما ذكره المهاجم الموريتاني، فهو كان ضمن المستبدلين باللقاء، ولفت في تصريحات للإذاعة الإسبانية أنه اكتشف الخطة والكارثة من زميله “ميندي”، فقد تم إبلاغه بأن كل لاعب سيحصل على 30 ألف يورو مقابل التلاعب في نتيجة المباراة وتسهيل مهمة برشلونة في التهديف بكثافة!

هبوط واستمرار بالبطولة

الهزيمة التي تلقاها الفريق المتهم بتلقي الرشوى هي أكبر هزيمة في الدرجة الثالثة منذ عام 1992، إذ فاز فريق “اكستريمادورا” على بورتوينسي بالنتيجة نفسها في آيار/مايو 1992، وبهذه النتيجة تأكد هبوط “إلدينسي” قبل 6 لقاءات متبقية في البطولة، وقرر النادي عدم خوض أي مباريات أخرى هذا الموسم، وقطع صلاته بمجموعة من المستثمرين الإيطاليين، على خلفية تداعيات الفضيحة المالية، لكن رئيس النادي “ديفيد أغيلار” كان له رأي آخر، مؤكداً على أن “إلدينسي” ملتزم بخوض بقية مبارياته هذا الموسم.. بالتأكيد الرجل يخشى أن تقع على ناديه أية عقوبات.

إنريكي يبرئ فريقه

على الجهة الأخرى، علق مدرب الفريق الأول لبرشلونة “لويس إنريكي” على الواقعة بقوله إنه موقف حرج للغاية لكنه يخص إلدينسي فقط وليس للفريق الثاني لبرشلونة أي صلة بالأمر، ملمحاً إلى أن هناك من يبتز برشلونة والتحقيقات ستكشف المتورطين.

إن حديث إنريكي يبين أن هناك من دفع أموالاً لإلصاق التهمة ببطل إسبانيا لمحاولة التشويش عليه وفرض عقوبات تؤثر في مساره الكروي.. لكن من له مصلحة في دفع 30 ألف يورو لكل لاعب بالفريق للإيقاع بالبارسا؟

كَثُر الحديث

لكن يبقى السؤال.. ماذا لو كان أحدهم تورط بالفعل من إدارة نادي برشلونة أو من داعميه الماليين لتحقيق فوز معنوي مطلوب للفريق الكاتالوني في هذه المرحلة؟.. وهل يفتح التحقيق في هذه القضية الملف الذي طالما كثر الحديث عنه واتُهم فيه برشلونة بتقديم هدايا ورشاوى مالية للحكام في مبارياته المختلفة، أم يُرجع اتحاد الكرة الإسباني الأمر – كالعادة – إلى أنه مجرد أخطاء تحكيمية؟

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة