26 مصاب بالفيروس .. التظاهرات العراقية بين وباء “الفساد” ووباء “كورونا” !

26 مصاب بالفيروس .. التظاهرات العراقية بين وباء “الفساد” ووباء “كورونا” !

خاص : كتبت – هانم التمساح :

لا يُعتبر فيروس “كورونا”، الذي أرعب العالم، مصدر إزعاج للعراقيين إذا ما قورن بفيروس آخر منتشر في البلاد، منذ 2003، دمر حياة الآلاف وشردهم وقتلهم بالجوع والرصاص.. هذا الفيروس هو “فيروس الفساد”، الذي تفشى كـ”السرطان” في الجسد العراقي، صحيح أن هناك من المتظاهرين من أبدى تخوفه من انتشار الفيروس بينهم، لكن آخرون اعتبروا أنه ليس أخطر من الموت الذي يلاحقهم بشكل يومي في ساحات التظاهر في عموم “العراق”.

وأعلنت “وزارة الصحة” العراقية، أن عدد الحالات المصابة بفيروس “كورونا”، في “العراق”، وصل إلى 26 حالة، نصفهم بالعاصمة، “بغداد”.

الحكومات الفاسدة أخطر من “كورونا” !

يقول أحد المتظاهرين: “أعرف بشكل جيد أن فيروس كورونا خطر على حياتنا، ولقد رأينا الرصاص ومختلف أساليب القتل ولم نتراجع. هو ليس أخطر من الحكومة ومليشياتها، ولهذا لم أفكر بالعودة إلى المنزل. تركي لساحة الاحتجاج سيُضعف من زخم الثورة التي أمضيت شهورًا في ساحاتها؛ وأنا أطالب بحقي”.

ويتابع آخر: “لن يوقفنا كورونا، فما مرَّ علينا خلال الأشهر الخمس الماضية أسوأ بكثير من أي فيروس. حقًا لا أعتبر هذا الفيروس تهديدًا جديًا مثل تهديد الأحزاب، التي سرقتنا وقتلتنا منذ عام 2003، على حياتنا”.

ومنذ اندلاع التظاهرات، قُتل ما لا يقل عن 600 شخص وجُرح أكثر من 25 ألفًا آخرين، على أيدي قوات مكافحة الشغب العراقية وحملات منظمة من قِبل جماعات مسلحة مرتبطة بـ”إيران”.

وردًا على تحذيرات “وزارة الصحة” ومنع التجمعات البشرية، يقول أحد الشباب: “لو كانت صحتنا تُهم الحكومة فعليًا، لما قتلونا في ساحات التظاهر. أنا أعتقد أن الحكومة فرحت بدخول الفيروس. كانت تظن أنه سيضعف الحراك الشعبي، ولكنهم مخطئون تمامًا”.

ويتابع: “تحاول الحكومة دائمًا استغلال الأزمات المستجدة لإطفاء نار الثورة، ولكنها لم تنجح بذلك أبدًا”.

وكانت الحكومة العراقية قد أصدرت عدة قرارات للوقاية من المرض؛ كان من بينها عدم التجمع في الساحات العامة والمقاهي ودور السينما ودور العبادة.

هاشتاغ “#الكمامة_موعيب”..

ونشر نشطاء رسائل توعية ضد الفيروس، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحثو المتظاهرين على إرتداء الكمامة للوقاية من الإصابة بفيروس “كورونا”، وأطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وسم (#الكمامة_موعيب)، واستجاب العراقيون معه وزاد إقبال المواطنين على شراء الكمامات من الصيدليات.

ولكن للأسف ارتفع سعر الكمامات في الصيدليات الطبية الأهلية؛ بعد أن أعلنت السلطات الصحية تسجيل أول إصابة بالفيروس.

طواريء بوزارة الصحة..

وقال المتحدث باسم الوزارة، الدكتور “سيف البدر”، في تصريح خاص لقناة (السومرية نيوز) الفضائية، مساء أمس الإثنين، إن: “عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا، في العراق، بلغت 26 حالة؛ بينها 13 في العاصمة بغداد”، لافتًا إلى وجود 4 حالات بـ”السليمانية”؛ و5 حالات في “كركوك”؛ و2 في “النجف”؛ وحالة واحدة لكل من محافظتي “ميسان” و”بابل”.

وكانت “الصحة العراقية”، قد أعلنت تسجيل 5 إصابات جديدة بـ”كورونا”، والإجمالي 26، مشيرًا أن مديرية الصحة العامة بمحافظة “أربيل”، عاصمة “إقليم كُردستان العراق”، حجزت أكثر من 1000 مشتبه بإصابتهم بفيروس “كورونا” المستجد، وقال مدير الصحة، “دلوفان محمد”، الإثنين: “إنه تم حجز 1095 شخصًا ضمن الحدود الإدارية لمحافظة أربيل، إذ سيمكثون فى الحجر الصحي لمدة 14 يومًا”، موضحًا أن بعضًا من المشتبه بإصابتهم بالفيروس ستنتهي مدة حجرهم، الخميس المقبل.

وأضاف: “أنه تم تحديد أماكن خاصة في المستشفيات لعزل أية حالة يُشتبه بها، ومن ثم يتم نقلها إلى المراكز الخاصة لإخضاعهم للرقابة الصحية والعلاج”، مشيرًا إلى تهيئة 12 مركزًا للحجز في “أربيل”.

السياسيون استغلو الوباء لتخويف المتظاهرين !

ودعت “الصحة العراقية”، المواطنين، إلى تجنب الأماكن المزدحمة، وتقليل حدة الاحتجاجات، خوفًا من تفشي المرض القاتل.

وفي 25 شباط/فبراير المنصرم، نشر زعيم (التيار الصدري)، “مقتدى الصدر”، تغريدة على (تويتر) يدعو فيها المتظاهرين إلى التوقف عن التظاهر؛ قائلاً: “دعوت لمظاهرات مليونية واعتصامات ضد المحاصصة، واليوم أنهاكم عنها من أجل صحتكم وحياتكم؛ فهي عندي أهم من أي شيء”.

هذه التغريدة فسرّها المتظاهرون على أنها محاولة يريد “الصدر” من خلالها استغلال وجود حالات إصابة فيروس “كورونا” لإعطاء رئيس الوزراء المكلف، “محمد توفيق علاوي”، فرصة لتشكيل حكومته.

وكان “الصدر” قد سحب أنصاره من أصحاب “القبعات الزرقاء”، من ساحات التظاهرات المناوئة للسلطة، بعدما كان يدعمها، وانقلب على المتظاهرين بعد تكليف رئيس الوزراء الحالي، القريب منه، ثم عاد مرة أخرى ودعا أنصاره للعودة إلى الساحات، ما أثار ذعر المتظاهرين من محاولته السيطرة عليها لإخراجهم منها.

كورونا” يُشعل مزيد من الغضب ضد “إيران”..

تفشي المرض جاء في وقت كان فيه العراقيون يتظاهرون بالفعل ضد التدخل الإيراني في بلادهم، وجاء ظهور الفيروس ووصوله إلى “العراق”، عبر “إيران”، ليفاقم هذا الغضب ضدها.

وبعدما سجَّل “العراق” أول إصابة بـ”الكورونا”، في 24 شباط/فبراير الماضي، لمواطن إيراني دخل “العراق” قبل قرار منع دخول الإيرانيين إلى البلاد، طالب العراقيون بإغلاق المنافذ الحدودية وإيقاف الرحلات الجوية.

وسجلت “الصحة” حالتي إصابة جديدتين بفيروس “كورونا” لشخصين زارا “إيران” في الآونة الأخيرة، وتم رصد حالة الإصابة الأولى، يوم الثلاثاء الماضي، وكانت لطالب إيراني أعيد إلى بلاده بعد ذلك، وجميع حالات الإصابة الأخرى لعراقيين زاروا “إيران” مؤخرًا.

واعتصم متظاهرون أمام “مطار النجف”، في اليوم نفسه، لمنع السفر من وإلى الدول التي سجلت الإصابة، سيما “إيران”. وفي محافظة “البصرة”، تظاهر المواطنون على الطريق المؤدي إلى “منفذ الشلامجة”، الرابط مع “إيران”، خشية دخول مسافرين قد يكونوا حاملين للفيروس إلى “العراق”.

وبسبب هذا الانتشار للفيروس، أعلنت الحكومة فرض حظر على التجمعات في الأماكن العامة مثل دور السينما والمقاهي والنوادي الاجتماعية لمدة عشرة أيام، ومنع دخول المسافرين من “الكويت والبحرين”، بالإضافة إلى حظر السفر من أو إلى تسع دول.

كما أعلنت إغلاق المدارس والجامعات في “العراق”، لمدة أسبوع، كإجراء إحترازي لمواجهة تفشي المرض.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة