شهد العراق اليوم الخميس مزيدا من اعمال العنف الدامية حيث قتل 25 شخصا في هجمات متفرقة، بينهم 12 قضوا في تفجير انتحاري استهدف حسينية في كركوك كانت تستقبل مجلس عزاء عن ارواح ضحايا تفجيرات امس الاربعاء.
في هذا الوقت، اعتبر رئيس الوزراء نوري المالكي ان عمليات القتل اليومية التي حصدت منذ بداية ايار/مايو الحالي نحو 190 قتيلا هي نتيجة “الحقد الطائفي”، محملا حزب البعث المنحل مسؤوليتها.
وقال مصدر رفيع المستوى في الشرطة لوكالة فرانس برس ان “انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا حاول مساء اليوم دخول حسينية الزهراء في حي السكك في جنوب مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد) لكن الشرطة منعته”. واضاف ان “الانتحاري فجر حينها نفسه عند المدخل الرئيسي بين عناصر الشرطة والخارجين من الحسينية ما ادى الى مقتل 12 شخصا”.
واكد مدير صحة محافظة كركوك المتنازع عليها صديق عمر رسول لفرانس برس ان 12 جثة تعود لاشخاص قضوا في الهجوم توزعت على مستشفيين وعلى الطب العدلي، مشيرا الى اصابة 40 بجروح خمسة منهم في حالة خطرة.
وذكر المصدر في الشرطة ان الانتحاري كان يستهدف مجلس عزاء يقام في الحسينية عن ارواح ضحايا تفجيرات الاربعاء في كركوك التي استخدمت فيها سيارتان مفخختان وعبوة ناسفة واسفرت عن مقتل عشرة اشخاص واصابة العشرات بجروح.
وقبيل وقوع الهجوم في كركوك، قتل 13 شخصا على الاقل واصيب 38 بجروح في انفجار سيارات مفخخة في بغداد وهجومين استهدفا الجيش والشرطة في الموصل، وفقا لمصادر امنية وطبية.
وقال مصدر في وزارة الداخلية لفرانس برس ان سيارة مفخخة انفجرت في سوق مريدي الشعبي وسط مدينة الصدر في شرق بغداد صباح اليوم، ما اسفر عن مقتل ستة اشخاص على الاقل وجرح 17 اخرين.
وفي وقت لاحق، انفجرت سيارة مفخخة في منطقة الكمالية شرق بغداد ايضا ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص واصابة تسعة بجروح.
كما اقتحم مسلحون مجهولون معرضا للسيارات في منطقة البياع في جنوب غرب بغداد وقاموا بقتل صاحب المعرض محمود عبيد المساري شقيق النائب السني احمد المساري، بحسب المصدر في وزارة الداخلية.
وقتل ايضا شخص واصيب اربعة بجروح بانفجار سيارة مفخخة في منطقة شكوك في شمال بغداد.
وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد)، انفجرت سيارة مفخخة يقودها انتحاري مستهدفة نقطة تفتيش للجيش في حي سومر في جنوب شرق الموصل، ما ادى الى مقتل جنديين اثنين واصابة ثلاثة آخرين بجروح، بحسب الملازم اول في الجيش خلدون الدليمي.
وفي وقت لاحق، انفجرت سيارة مفخخة ثانية على دورية للشرطة في منطقة الفيصلية شرق الموصل ما ادى الى اصابة اثنين من عناصر الدورية بجروح، وفقا للملازم اول في الشرطة اسلام الجبوري.
وجاءت هذه الهجمات غداة مقتل 34 في سلسلة هجمات استهدفت اسواقا شعبية في انحاء متفرقة من العراق بينها تفجيرات متزامنة معظمها بسيارات مفخخة في بغداد قضى فيها 21 شخصا واصيب 58 بجروح.
في هذا الوقت، قال رئيس الحكومة نوري المالكي في كلمة القاها خلال مؤتمر حول المقابر الجماعية في بغداد ان “ما يسيل من دم هو نتيجة الحقد الطائفي”، مضيفا ان “هذه الجرائم هي نتيجة طبيعية للعقلية الطائفية”.
وحمل المالكي الشخصية الشيعية النافذة الذي يحكم البلاد منذ 2006، حزب البعث المنحل مسؤولية اعمال العنف المتواصلة منذ سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين في العام 2003.
وقال ان “الذين دفنوا الناس جماعات واحياء هم الذين يقتلونهم اليوم بالسيارات المفخخة في الاسواق والمساجد والشوارع، هم ذاتهم وزاد عليهم المتواطئون من الارهابيين والقتلة و(تنظيم) القاعدة”.
وتابع “هذا الحزب (البعث) حزب لعين، حزب نازي، درس كل الجرائم التي ارتكبها الطغاة ونفذها في العراق، والمؤلم انه لا يزال يحظى بالحماية ويحظى بمن يدافعون عنه”.