7 مارس، 2024 4:01 م
Search
Close this search box.

24 ساعة وتقرع طبول الحرب .. القوات الإيرانية والتركية والعراقية تُحاصر كردستان والطيران يوقف رحلاته !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص – كتابات :

مفاوضات أم حرب تلك التي سيتجه إليها الطرفان؛ بعد أن بات يقيناً نبأ الاستقلال بأكثر من 92% من المصوتين لصالح انفصال “إقليم كردستان” عن العراق.

فكيف تتلقى القيادة في “إقليم كردستان” القرارات التي أقرها مجلس النواب، الأربعاء 27 من أيلول/سبتمبر 2017، والتي يفترض أن تنفذها حكومة بغداد، وأُلزم رئيس الوزراء بتنفيذها ؟

قررات جائرة تطال مواطنين عراقيين !

“الحزب الديمقراطي الحر” في أربيل يقول إنه تلقى قرارات البرلمان العراقي بالأسف، بل وأعرب عن تخوفه من أن تطال تلك القرارت الكرد، باعتبارهم لازالوا حتى وقت قرارات البرلمان مواطنين عراقيين.

هي إذاً في عرف الأكراد قرارات جائرة وغير صائبة؛ وعلى بغداد أن تعود إلى رشدها واعتبار هذه القرارات مثل القرارات البعثية في عهد النظام “الصدامي”، ووفق ما يقول المسؤولون في الحزب ليس من مصلحة أحد هذه القرارت، وليس لها زمان أو مكان، وأنه لا مكان لقرارات تهدد خيارات الشعوب.

الإقليم لازال يحتفظ بحلو الحديث واستيعاب التهديدات !

ما هي إذاً خيارات الإقليم أمام قرارات من هذا النوع ؟.. يتسائل المتابعون.. فإيران وتركيا هددوا بإغلاق وتحديد العبور في المنافذ التجارية بين البلدين، بل ذهب الرئيس التركي إلى التلويح والتهديد بقطع أي سبل لتصدير نفط كردستان عبر أراضي بلاده إذا ما قرر الإقليم الاستقلال، وهو قرار إذا نُفذ سيجلب معه المتاعب إلى تركيا !

الإقليم يتعامل بذكاء مع مطالبه، إذ يصر المسؤولون هناك على تصدير سمعة طيبة لسياسييهم بادعاء أن الحوار هو لغتهم، وأن السبيل الأفضل هو الدخول في مفاوضات مع الحكومة العراقية لحل المشكلات العالقة.. السبل السلمية والمدنية هي الطريق للحل.. هكذا يعلن الإقليم موقفه أمام الإعلام !

لا جريمة في شعب أدلى بصوته وعبر عن حقه في تقرير مصيره..

يرون أن اختيارهم التفاوض قانوني ودستوري، حسب المواثيق والأعراف الدولية، وأنه لا جريمة في شعب أدلى بصوته وعبر عن رأيه.. فلماذا تسعى بغداد وتركيا إلى جر أربيل إلى مثل هكذا مشكلات !

أما فيما يتعلق بالمناطق المتنازع عليها، فقد ألزم مجلس النواب رئيس الوزراء “حيدر العبادي” بنشر قوات أمنية في تلك المناطق لاستعادة حقول النفط التي تخضع، كما يرون، إلى سلطة الإقليم وسلطة بعض الأحزاب النافذة في الإقليم.

أربيل تحتفظ بحق الرد إذا ما قررت بغداد طرد قواتها من مناطق النفط !

يبقى السؤال: كيف سيتعامل الإقليم مع نشر قوات أمنية عسكرية في المناطق المتنازع عليها لحماية المواطنين ؟.. لكن الرد الكردي يرى أن المواطنين سالمون وأدلوا بأصواتهم في الاستفتاء دون أي عقبات، سواء كانوا كرداً أو عرباً أو تركماناً، وأن قوات “البشمركة” تحفظ أمنهم، وبالتالي لا حاجة لدخول أي قوات عراقية لتلك المناطق !

لكن كيف التصرف أو ردة الفعل إذا ما دخلت قوات وطنية عراقية أو اتحادية إلى هذه المناطق ؟.. يبدو أن لدى أربيل الإجابة لكنها ترفض استباق الأمور.. فقط يكتفي المسؤولون هناك بالقول إن لكل حادث حديث، وهي نبرة تخفي وراءها استعداداً لتصعيد التوترات على الأرض !

لا عودة إلى الحوار.. استقلال كردي ترفضه بغداد.. وإصرار اتحادي لا تلتفت إليه أربيل..

كلا الطرفين يؤكد ويعلنها إلى الملأ بأنه لا عودة إلى أي مراحل الحوارات السابقة، فالعبادي يقول إن أي حوار قادم مع أربيل سيبدأ من الصفر، ويرد عليه الكرد بأنهم أيضاً سيبدأ عهداً جديداً بحوار يتماشى مع هكذا مرحلة بواقع جديد عبر فيها الكرد عن رأيهم بالاستقلال بغالبية كبيرة.

ورداً على بغداد بأنه لا حوار إلا بإلغاء نتائج الاستفتاء على الانفصال، تعلن أربيل بأنه ليس في وسع أحد كائناً من كان إلغاء نتيجة أقرها الشعب الكردي بتهافته على لجان الاقتراع، وأنه لا أحد يملك خداعهم وإلغاء أصواتهم وحقهم في تقرير مصيرهم.

واقع هش قد يستيقظ العراقيون على آخر عكس توقعاتهم.. والجميع يبحث عن مصلحته!

أما بغداد فترى أن أربيل لا تمتلك أي وسائل ضغط، بدءاً بوجود دعم دولي للعراق لم يسبق له مثيل يؤكد على وحدته – هكذا تعتقد بغداد، فهل يستيقظ العراقيون على واقع جديد مغاير لما يقولون ؟!

في الوقت عينه يدرك مسؤولون في بغداد بأن أحداً لا يقف معها من أجل “سواد عيون العراقيين”، بل كل له مصالحه.. فأميركا لها مصلحتها وترغب في الحصول على دعم نفطي، وإيران وتركيا كذلك، يتخوفان من امتداد التهديدات الكردية إلى أراضيهم؛ وتركيا لن تهدأ إلا إذا أوقفت الدولة الكردية المزعومة خوفاً من مطالبة 20 مليون كردي لديها بتقرير مصيرهم والانفصال عن تركيا، وإيران كذلك لديها أكثر من 8 ملايين كردي يحلمون بالانفصال !

منصات التواصل تهتم بالانفصال والاحتفالات تتواصل..

السجالات لم تغادر مواقع “السوشيال ميديا”، إذ لا يزال التفاعل مستمراً مع استفتاء كردستان وقرار الانفصال، وتصاعد الهاشتاغ (كردستان العراق)، مع الإعلان عن نتيجة الاستفتاء، وبعدها لم يهدأ الشارع الكردي إذ ذهب الأكراد إلى احتفالات عمت الشوارع والميادين الرئيسة حاملين أعلام الدولة المنتظرة، راقصين “الدبكة” معبرين عن سعادتهم بقرب تحقيق أملهم في قيام دولتهم غير عابئين بأي تهديدات من بغداد أو خارج العراق، مرددين أغاني وشعارات قومية.

تسليم المطارات والمعابر والحدود.. لا سلام في مثل هكذا مطالبات !

الأمور الآن، وإن بدت هادئة، لكنها لن تستمر كذلك طويلاً؛ إذ يفصلنا نحو 24 ساعة على انتهاء المهلة التي حددها “العبادي” للإقليم لتسليم الحدود والمعابر البرية والمنافذ والمطارات في “إقليم كردستان”، بحلول السادسة من مساء الجمعة 29 من أيلول/سبتمبر 2017، وهو مطلب تعلم بغداد وأربيل أن أحداً لن ينفذه.

مصر ولبنان وتركيا يقطعون الرحلات الجوية والمناورات العسكرية تحاصر الإقليم..

فبغداد هددت بقطع الرحلات الجوية إلى الإقليم، ودعمتها في ذلك “مصر ولبنان وتركيا”، بعد أن طلب الطيران العراقي من الشركات الأجنبية وقف أي رحلات إلى “أربيل”، وفوض البرلمان “العبادي” نشر قوات للسيطرة على حقول النفط بالإقليم، وهو أيضاً مطلب لن يمر مرور الكرام، إذ سارعت حكومة الإقليم برفض مهلة تسليم المطارات، ما يؤكد على أن ثمة مواجهة في الأفق القريب، ربما تفقد العراق سيطرته على مناطق أخرى على أرض الواقع !

إذاً إيران بدأت بالفعل مناورات عسكرية ضخمة بالذخيرة الحية على حدود الإقليم، فضلاً عن طلب تركيا من مواطنيها مغادرة شمال العراق على الفور وهددت كذلك بغلق الحود البرية مع الإقليم، فضلاً عن وصول القوات العراقية إلى تركيا لإجراء ما قيل إنه مناورات عسكرية على حدود إقليم كردستان.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب