وكالات- كتابات:
أعرب مسؤولون أميركيون عن تفاؤلهم بأن وقف إطلاق النار بين (حزب الله) والاحتلال الإسرائيلي قد يدخل حيز التنفيذ خلال الساعات المقبلة.
وقالت القناة (13) الإسرائيلية؛ إنه بعد أن أصدر الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، والرئيس الفرنسي؛ “إيمانويل ماكرون”، بيانًا دعيا فيه إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بين “إسرائيل” و(حزب الله) من أجل التوصل إلى تسوية سياسية، توقع المسؤولون الأميركيون أن: “يتحقق ذلك في غضون ساعات”.
وجاء في بيان “بايدن وماكرون”: “إن تبادل إطلاق النار؛ منذ 07 تشرين أول/أكتوبر، وخاصة خلال الأسبوعين الماضيين، يُهدد بنزاع أوسع نطاقًا، ويلحق الضرر بالمدنيين. لقد عملنا معًا في الأيام الأخيرة في دعوة مشتركة من أجل وقف مؤقت لإطلاق النار، بدعم من الولايات المتحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر. وندعو إلى دعم واسع النطاق ودعم فوري من حكومات إسرائيل وقطر ولبنان”.
وبحسّب مسؤولين كبار في “الولايات المتحدة”، نقلت صحيفة (واشنطن بوست)؛ عن تفاصيل الصفقة، فإنه من غير المتوقع أن يعود سكان الشمال الذين تم إجلاؤهم بسبب نيران (حزب الله)، إلى منازلهم في إطار الاتفاق المؤقت: “حتى هناك ضمانات واضحة بأنهم سيتمكنون من العودة بأمان”، الأمر الذي سيؤدي إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق كامل بين الطرفين.
وبحسّب التقرير؛ فإن: “الإدارة الأميركية تتوقع أن تقبل إسرائيل ولبنان بالاتفاق خلال الساعات المقبلة”.
وقالت إدارة “بايدن” إنها تُركز على فصل المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في “لبنان” عن اتفاق وقف إطلاق النار مع (حماس)؛ الذي: “لا يزال في طريق مسّدود”.
والتوقع الأميركي هو أنه في حال موافقة المسؤولين في البلاد على الصفقة، فإنهم سيتمكنون من الضغط على (حزب الله) للتوقيع على الاتفاق. وبعد ذلك، سيصل وزير الخارجية الفرنسي؛ “ستيفان سغورنات”، إلى “بيروت” في الأيام المقبلة لمواصلة العمل على الصفقة المقترحة.
أيدتها 12 دولة ومنظمة..
دعا بيان مشترك؛ صدر فجر الخميس 26 أيلول/سبتمبر 2024، عن (12) دولة ومنظمة، بينها: “الولايات المتحدة وفرنسا”، إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بين “إسرائيل” و(حزب الله) اللبناني، وذلك لإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية.
لم ينص البيان على أن وقف إطلاق النار يشمل “قطاع غزة”، رُغم تشديد أمين عام (حزب الله)؛ السيد “حسن نصر الله”، في أكثر من مناسبة، على أن وقف إطلاق النار مع “إسرائيل” مرهون بوقف الأخيرة حربها على القطاع المستمرة منذ قرابة العام.
تفاصيل المبادرة الدولية بشأن “لبنان”..
وقال البيان المشترك إن: “الوضع بين لبنان وإسرائيل؛ منذ 08 تشرين أول/أكتوبر 2023، لا يُحتمل، ويُمثل خطرًا غير مقبول لتصعيد إقليمي أوسع”، معتبرًا أن استمرار هذا الوضع: “ليس في مصلحة أحد، سواء شعب إسرائيل أو شعب لبنان”.
وأكد البيان أن: “الوقت حان للتوصل إلى تسوية دبلوماسية تُمكن المدنيين على جانبي الحدود (الإسرائيلية-اللبنانية) من العودة إلى منازلهم بأمان”، مستدركًا: “لكن لا يمكن أن تنجح الدبلوماسية وسط تصعيد هذا الصراع”.
لذا دعت الدول والمنظمات الموقّعة على البيان إلى: “وقف إطلاق نار فوري لمدة (21) يومًا على طول الحدود (اللبنانية-الإسرائيلية) لتوفير مساحة للدبلوماسية من أجل التوصل إلى تسوية دبلوماسية تتماشى مع القرار (1701) من مجلس الأمن، وتنفيذ القرار (2735) بشأن وقف إطلاق النار في غزة”.
وتابعت: “ندعو جميع الأطراف، بما في ذلك حكومتا إسرائيل ولبنان، إلى دعم وقف إطلاق النار المؤقت فورًا وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم (1701)”.
وأكدت على استعدادها بعد ذلك: لـ”دعم جميع الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل خلال هذه الفترة، مع البناء على الجهود التي بُذلت خلال الأشهر الماضية، لإنهاء هذه الأزمة بشكل كامل”.
قرارات “مجلس الأمن” التي تستند عليها المبادرة..
ويدعو قرار “مجلس الأمن الدولي”؛ رقم (1701)، الصادر في 11 آب/أغسطس 2006، إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين “لبنان” و”إسرائيل”، وإنشاء منطقة خالية من السلام والمسلحين بين “الخط الأزرق”؛ (الفاصل بين لبنان وإسرائيل) و”نهر الليطاني”؛ في جنوب “لبنان”، باستثناء القوات التابعة للجيش اللبناني وقوات (يونيفيل) الأممية.
فيما تبنّى “مجلس الأمن”؛ في 10 حزيران/يونيو الماضي، مشروع قرار أميركي برقم (2735)، يدعم التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في “غزة”، ويتضمن صفقة لتبادل الأسرى، وضمان وصول مساعدات إنسانية كافية ومستدامة إلى جميع أنحاء القطاع.
البيان المشترك صُدر عن كل من: “الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وأستراليا وكندا واليابان وقطر والسعودية والإمارات والاتحاد الأوروبي”.
ويأتي في اليوم الرابع من العدوان الإسرائيلي: “الأعنف والأوسع والأكثر كثافة”، على “لبنان”، منذ بدء المواجهات مع (حزب الله) قبل قرابة العام.
“لبنان” يرحب بالمبادرة..
وفي أول رد فعل؛ رحب رئيس الحكومة اللبنانية؛ “نجيب ميقاتي”، بنداء وقف إطلاق النار المؤقت الوارد في البيان المشترك، وفق ما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، الخميس.
لكن “ميقاتي”، وفق الوكالة، قال إن: “العبرة تبقى في التطبيق عبر التزام إسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية”.
يأتي ذلك فيما لم يُصدر رد فعل رسمي بالخصوص من (حزب الله) أو الجانب الإسرائيلي حتى الساعة: (05:00 ت. غ).
لكن “نصر الله”؛ سبق أن أكد في آخر خطاب له، يوم 19 أيلول/سبتمبر الجاري، على أن: “جبهة لبنان لن تتوقف قبل توقف الحرب على غزة”.
رفض إسرائيلي..
من جانبه؛ أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق؛ “نفتالي بينيت”، رفضه لوقف إطلاق نار مؤقت مع (حزب الله).
وقال “بينيت”؛ عبر منصة (إكس): “العالم الآن يدفع باتجاه وقف إطلاق النار مع (حزب الله)، لكن الأمور لا تسّير بهذه الطريقة”.
وأضاف: “إسرائيل يجب أن تزيل تهديد (حزب الله) لعائلاتنا”، وفق قوله.
وتابع: “إذا أراد (حزب الله) وقف النار، فعليه إلقاء السلاح، ونزع سلاحه، والابتعاد (15 كم) عن الحدود”.
البيان الدولي المشترك جاء بعد دقائق من بيان مشترك آخر للرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، ونظيره الفرنسي؛ “إيمانويل ماكرون”، اعتبرا فيه أن: “الوقت حان للتوصل إلى تسوية على الحدود (الإسرائيلية-اللبنانية) توفر الأمان والسلامة اللازمين لتمكين المدنيين من العودة إلى منازلهم”.
وأشار الرئيسان إلى أنهما: “عملا معًا في الأيام الأخيرة على دعوة مشتركة لوقف إطلاق نار مؤقت بين إسرائيل و(حزب الله) لإعطاء الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقيق النجاح، وتجنب المزيد من التصعيد عبر الحدود”.
يُذكر أن جهود التواصل إلى اتفاق ينُهي الحرب على “غزة” تعرقلت جراء تمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، بشروط لإبقاء قوات إسرائيلية في مناطق بـ”غزة”، بينها معبر (رفح) ومحور (فيلادلفيا)؛ الفاصل بين القطاع و”مصر”.
ومنذ صباح الإثنين الماضي؛ يُشن الجيش الإسرائيلي: “أعنف وأوسع” هجوم على “لبنان”، منذ بدء المواجهات مع (حزب الله) قبل نحو عام، وأسفر عن: (636) شهيدًا، بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى: (2505) جريحًا، ونحو: (390) ألف نازح.
في المقابل، يستمر دوي صفارات الإنذار في “إسرائيل”، إثر إطلاق (حزب الله) مئات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات ومقر (الموساد)؛ بـ”تل أبيب”، وسط تعتيم صارم على الخسائر البشرية والمادية، حسّب مراقبين.