8 أبريل، 2024 8:19 ص
Search
Close this search box.

2020 .. أسباب إحياء تنظيم “داعش” في سوريا والعراق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

كانت عودة تنظيم (داعش) التدريجية للمناطق الصحراوية السورية، أحد أكبر مفاجآت عام 2020م؛ بالنسبة للشرق الأوسط، في حين قيل إنه سوف تنعدم أخبار (داعش) مدة عقد على الأقل بسقوط قواعد التنظيم الإرهابي “شرق الفرات” و”دير الزور”.

لكن أتضح بمرور الوقت؛ خطأ هذه التوقعات. ومازال التنظيم يسطر على قطاع كبير من المناطق الصحراوية الواقعة تحت سيطرة التحالف الأميركي والميليشيات الكُردية، بل إنه قام عمليًا بترميم شبكاته القديمة وأغار على بعض مواقع العدو.

وقبل فترة؛ نشرت فضائية (BBC) تقريرًا مثيرًا للجدل عن هذه المناطق، وفيه: “تدعي الميليشيات الكُردية امتلاك القوات والتجهيزات للسيطرة الكاملة على كل المناطق الصحرواية. من جهة أخرى، ترفض القوات الأميركية، الموجودة بالأساس داخل المناطق النفطية السورية، مسؤولية المحافظة على تأمين المناطق الصحرواية. وعليه يمكن القول: لقد تهيأت الأجواء لاستئناف نشاط تنظيم (داعش) الإرهابي، منذ نهاية العام 2019م”.

والطريف طبقًا للتقرير؛ يوفر (داعش) التأمين المالي المطلوب عن طريق عدد من “الشبكات المالية غير القانونية”، في الدول الخليجية، وكذلك “جمع الزكاة” من السكان المحليين. بحسب صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.

أسباب رئيسة..

بدورها تطرقت صحيفة (العربي الجديد)؛ في تقرير لها، للحديث عن الأسباب الرئيسة وراء عودة تنظيم (داعش) في “سوريا”، وهي: “أزمة كورونا” و”حرب النفوذ”.

وأكد التقرير: أنه “تركت أزمة (كورونا) تأثير فوق المتوقع على قدرات الحكومات والقوات العسكرية. من جهة أخرى، فإن تركيز القوات العسكرية في سوريا على مناطق إدلب والجولان ساهم، بعد 5 سنوات، في نشر فلول (داعش) أجواء أمنية غير مسبوقة تمهد للعودة إلى المناطق الصحرواية في دير الزور وشرق الفرات، وهب مناطق لا يميل أي طرف للسيطرة عليها. في غضون ذلك، وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد يمتد نفوذ (داعش) حتى حماة وحلب وبعض أجزاء الرقة خلال العام 2021م”.

ولو نريد أن نفهم أبعاد أنشطة (داعش) الجديدة، في “سوريا”، بشكل أفضل، فسيكون علينا إلقاء نظرة على عمليات هذه الجماعة الإرهابية، خلال العام المنصرم.

وطبقًا لإحصائيات “المرصد السوري”، قبل أسبوع، نفذ تنظيم (داعش)، خلال العام الماضي؛ أكثر من 480 عملية إرهابية تشمل نصب الأكمنة، وزرع القنابل، والاغتيالات المباشرة، ومعظمها في مناطق “دير الزور والحسكة والرقة وجنوب منبج شرق الفرات”.

واشنطن تعوق تقدم الجيش السوري !

وقد أودت تلكم العمليات بحياة 300 عسكري تقريبًا، (من القوات الكُردية والجيش السوري)، فضلًا عن 86 مدنيًا. وأحد أهم هذه العمليات الناجحة تفخيخ مسار رتل عسكري روسي ووفاة الجنرال “ويادژيسلاو غلاديخ”.

وفي حوار إلى فضائية (المادييم)؛ أعربت “بثينة شعبان”، مستشار الرئاسة السورية، عن قلقها إزاء الوضع وقالت: “تعوق الولايات المتحدة تقدم الجيش السوري تجاه شرق الفرات، ولا تقوم من جهة أخرى بأي خطوات مؤثرة من شأنها الحيلولة دون عودة تنظيم (داعش) مجددًا. علمًا أن استمرار الوضع الراهن في المناطق الصحراوية يقوي احتمالات استئناف (داعش) للعمليات الإرهابية في جميع المحافظات السورية”.

في حين أن فوز “جو بايدن”، بالانتخابات الرئاسية الأميركية؛ يقوض آفاق الانسحاب الأميركي من الأراضي السورية قريبًا. كما تُجدر الإشارة إلى أن مخاطر عودة تنظيم (داعش) لا تقتصر على المناطق الصحراوية النائية، وإنما تشمل النسيج البشري للفصائل المعارضة لـ”الأسد”.

انتصار العراق على “داعش”..

بخلاف الوضع على الأراضي السورية، فقد نجحت مجموعة القوات الأمنية العراقية، وتشمل القوات المسلحة العراقية و(الحشد الشعبي) ومنظمات مكافحة الإرهاب بالتعون مع التحالف ضد (داعش)، من توجيه ضربات موجعة، خلال العام الماضي، لهيكل (داعش) التنظيمي والميداني، تشمل بحسب وكالة الأنباء العراقية، إستراتيجية عراقية جامعة لاستعادة الأمن ومكافحة الإرهاب، وتقوية شبكة المخابرات في المناطق النائية، وتأهيل القوات للاشتباك باستمرار، والاستفادة من الحملات الجوية.

والواضح أن وجود (الحشد الشعبي) قد لعب دورًا بالغ الأهمية في نجاح إستراتيجية الحيلولة دون تكرار الوضع السوري على الأراضي العراقية.

لقد سيطر تنظيم (داعش) الإرهابي، في العام 2014م، على نحو 40% من الأراضي السورية والعراقية، وأعلن الخلافة المزعومة على المناطق الصحراوية بالأساس. ورغم تحرير معظم هذه المناطق؛ بمرور الوقت وتشكيل التحالفات العسكرية، لكن ماتزال ظلال عودة التنظيم تمثل تهديدًا دائمًا للحكومات السورية والعراقية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب