24 ديسمبر، 2024 3:21 م

2019 .. الهجرة إلى أوروبا تُسجل أدنى مستوى لها منذ 2013 وشرق المتوسط المعبر الأول !

2019 .. الهجرة إلى أوروبا تُسجل أدنى مستوى لها منذ 2013 وشرق المتوسط المعبر الأول !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

كشفت “الوكالة الأوروبية لمراقبة وحماية الحدود الخارجية” أن أعداد المهاجرين غير الشرعيين عبر المسارات الغربية والوسطى، خلال عام 2019 المنتهي، وصلت إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2013، الذي سُجل فيه 107 ألف مهاجر فقط، وخلال العام المنصرم؛ رُصِدَ 139 ألفًا، معظمهم حاولوا دخول الأراضي الأوروبية عبر مسارات شرق المتوسط خلال النصف الثاني من العام.

وأشارت الوكالة إلى أن هناك أسباب عديدة تفسر هذا التراجع؛ بما فيها تغير الأوضاع في دول المقصد ودول الأصل، إذ إتخذت بعض السلطات المحلية إجراءات قوية ضد جماعات المجرمين الذين ينظمون الهجرة غير الشرعية إلى “أوروبا”.

وشهدت الهجرة غير الشرعية إلى “أوروبا”، خلال 2019، تراجعًا بنسبة 6% مقارنة بعام 2018، إذ بلغ عدد من رُصدوا خلاله 150 ألف شخص، كما يمثل هذا العدد تراجعًا بمعدل 92%، مقارنة بالعام 2015، الذي سجل فيه رقمًا قياسيًا من المهاجرين وصل إلى مليون و800 ألف شخص.

ويجب الوضع في الاعتبار أن بيانات الوكالة لا تعبر بالضرورة عن الأرقام الحقيقية للمهاجرين، لأنها تعتمد على أعداد المهاجرين الذين تم اعتراض طريقهم أثناء محاولتهم العبور بطرق غير مشروعة، لذلك من المتوقع أن تكون النسب الحقيقية أضعاف ما تشير إليه الوكالة الأوروبية.

شرق المتوسط المسار الأول للمهاجرين..

سجلت الوكالة وصول 24 ألف مهاجر عبر مسارات غرب البحر المتوسط، أي ما يمثل تراجعًا وصل إلى 58% عن عام 2018، وعبر الطرق الوسطى المؤدية إلى “إيطاليا ومالطا”، والتي تتوازى مع السواحل الليبية الواقعة على الجانب الآخر من البحر، تم رصد 14 ألف مهاجر غير شرعي، أغلبهم كانوا قادمين من “تونس والسودان”.

بينما تحول المسار الشرقي المؤدي إلى “اليونان” إلى الخيار الأول أمام المهاجرين غير الشرعيين، ورصدت الوكالة وصول أكثر من 82 ألف شخص، معظمهم أفغان وسوريين، عبره، أي بزيادة قدرها 46% عن العام الماضي، وأشار البيان إلى أنه خلال النصف الثاني من العام وصلت معدلات الهجرة غير الشرعية عبر شرق المتوسط إلى أعلى مستوى لها منذ اتفاق المهاجرين الذي وقعته “أنقرة” و”بروكسيل”، في آذار/مارس 2016.

وأرجعت المنظمة الأوروبية هذه الزيادة إلى سوء الأوضاع في الدول المصدرة للمهاجرين عبر هذا المسار، موضحة أن عدد المهاجرين الأفغان تضاعف 3 مرات لعدة أسباب من بينها؛ ارتفاع حدة العنف في بعض المناطق بالبلاد.

المهاجرون ورقة في يد أنقرة..

وترى الوكالة أن هذه الزيادة في سيولة المهاجرين لا ترجع إلى التغير في سلوك التعاون بين “بروكسيل” و”أنقرة”، بينما يؤكد خبراء أن أزمة المهاجرين أُقحمت في ظل توتر العلاقات بينهما، خلال الفترة الأخيرة؛ إذ وصل الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، في تشرين أول/أكتوبر الماضي، إلى التلويح بفتح الأبواب إلى “أوروبا” أمام 3.6 مليون مهاجر؛ إذا لم تغير الدول الأوروبية موقفها من عملية “نبع السلام”، التي نفذها في “سوريا” واعترض عليها بعض الدول.

وأرجع الخبير في شؤون الهجرة، “ناندو سيغونا”، سيولة المهاجرين إلى الدول الأوروبية إلى توتر العلاقات مع “تركيا”، مشيرًا إلى أن تمكن هذا العدد الهائل من الأشخاص من المرور عبر الطريق اليوناني يعني أن “أنقرة” لا تقوم بعملها أو أنها تحفزهم على فعل ذلك، خاصة أنهم ينتقلون في مجموعات وكثير منهم ظلوا لفترات طويلة على الأراضي التركية.

وأمام هذا المشهد يطرح سؤالًا؛ هل الاتفاق الذي وقعته “بروكسيل” و”أنقرة”، منذ ما يقرب من 4 أعوام، مُفعل على الأرض، أم أنه بات حبرًا على ورق في ظل توتر العلاقات بين الجانبين ؟

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة