7 مارس، 2024 2:27 م
Search
Close this search box.

20 ألف في “طهران” وحدها .. “عمالة الأطفال” قنبلة تهدد المجتمع الإيراني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – أبرار رمضان بهجت :

يتعرض الأطفال العاملين، وفقًا للمؤشرات الدولية، لأضرار بدنية ونفسية واجتماعية وأخلاقية بالغة، هذا بخلاف الحرمان من التعليم.

ويمكن تصنيف هؤلاء الأطفال، في الدول المختلفة، وفق عاملين: الأول: نوع العمل. والثاني: السن المناسب لذلكم العمل. وهو يُحدد تبعًا للأعراض الجانبية على صحة ونمو الطفل.

وعليه؛ ووفقًا لقرار “الأمم المتحدة” رقم 138؛ الخاص بالسن الأدنى للمهن المختلفة، فإذا كان عمر الطفل دون المنصوص عليه يُسمى “طفل عامل”. ويقدر عدد من خبراء الاقتصاد عمالة الأطفال في “إيران” بنحو 3 – 7 مليون طفل. وهذا الرقم يعادل، في “طهران” فقط، حوالي 20 ألف طفل.

مع هذا لا توجد إحصائيات دقيقة، نظرًا لأن معظم هؤلاء الأطفال لا يملك هوية مسجلة. وقد أعلن مسؤول بـ”وزارة التضامن الاجتماعي” وجود حوالي 8500 طفل شوارع في “إيران”، خلال النصف الأول من العام الفارسي الماضي.

وتزداد يوميًا إحصائيات عمالة الأطفال في “إيران”؛ تحت وطأة الضغوط الاقتصادية، وبخاصة طبقة محدودي الدخل. ويعمل نصف هؤلاء الأطفال عادة بالشوارع بينما النصف الآخر داخل ورش العمل. ويواجه هؤلاء تبعات ومخاطر كبيرة.

وفيما يلي تناقش “عزيزتي زهرا”، بصحيفة (كيهان) اللندنية المعارضة، المشاكل التي يعانيها الأطفال العاملون وتعاطي “الجمهورية الإيرانية” مع هذه المشكلة.

العوامل المسببة للظاهرة..

وتتكاتف عوامل عدة أبرزها؛ قصور المؤسسات الاجتماعية المعنية، مثل “الأسرة” و”المدرسة” و”الفقر” و”الهجرة الداخلية” و”العشوائيات” و”التلوث” و”تغيير أسلوب الحياة قبل وبعد الهجرة”، وأخيرًا “إنعدام رقابة المؤسسات المسؤولة”، في انتشار ظاهرة أطفال الشوارع، (ومعظم الأطفال العاملون بالشارع)، باعتبارها أكبر مشكلات الحضر.

ويواجه الأطفال العاملون مشاكل اجتماعية كثيرة. وأول دوافع إقبال هؤلاء الأطفال على عمل الشوارع، هو الفقر المدقع، حيث يمثل هؤلاء الأطفال نوعًا ما مصدر دخل. هذا العمل الذي يسلب هؤلاء الأطفال حقوقهم الاجتماعية، ويتسبب في حرمانهم من التعليم.

ويوجد في “طهران” وحدها، حوالي 327 ألف طفل متخلف عن التعليم. من ثم فالحرمان من التعليم والسخرة والعبودية هو نصيب عدد لا يُحصى من الأطفال العاملون في “إيران”. وبدلاً من الدارسة وإمتلاك مستقبل مضيء، يعمل الأطفال في المرحلة العمرية، 7 – 18 عامًا، في الورش والشوارع، ولم يعد للمستقبل بالنسبة لهم أي معنى، ويقودهم الجهل نحو الإجرام، والإدمان والمستقبل الغامض في السجون أو أماكن أسوأ.

وقد فشلت، حتى الآن، مساعي “الجمهورية الإيرانية” في جمع هؤلاء الأطفال وإجبارهم على الدارسة، بسبب اضطرارهم للعمل تحت وطأة الفقر أو الإدمان الأسري.

ولقد فرضت الأوضاع الاقتصادية الكارثية الكثير من الضغوط على كل طبقات المجتمع، ويواجه محدودي الداخل أوضاع مؤسفة، كما الأسر التي تجبر أطفالها على العمل. فلم يعد لديهم القدرة على توفير الطعام اليومي.

مخاطر يتعرض لها أطفال الشوارع العاملين..

يتعرض أطفال الشوارع لخطر كبير، لأنهم يعملون في الغالب بالشوارع، حيث لا رقابة ولا عناية. ويلجأ الأطفال إلى العمل بغية تخليص الأسرة من الفقر الاقتصادي، وبعضهم يباع كالسلعة بين عصابات المافيا.

وعادةً مع يكون هؤلاء الأطفال ضحية الاستغلال والإعتداء الجنسي، وقد تعرض 90% من هؤلاء الأطفال لإعتداءات جنسية، ويقعون فريسة للخداع والإعتداء الجنسي من جانب المارة والمدمنين، وأحيانًا موظفي البلدية.

وقد ينتهي الأمر أحيانًا بوفاة الطفل، أو الحمل المبكر للفتيات، وكذلك فإن نسبة 4 – 5% من هؤلاء الأطفال مصابون بمرض نقص المناعة، (الإيدز).

وهم يعانون من جهة أخرى، سلسلة من الاضطرابات النفسية كالاكتئاب والقلق والشعور بالخوف والذنب، وكذلك العجز الجنسي على المدى القريب والبعيد. إذ يتعرض هؤلاء الأطفال، بسبب التشرد، لاستغلال العصابات الإجرامية على اختلاف أنواعها؛ مثل عصابات تهريب المخدرات وتجارة الأعضاء.

واستغلالهم في تهريب المخدرات؛ قد يؤدي إلى إدمانهم المخدرات. ولا توجد إحصائيات دقيقة للأطفال العامين المدمنين على المخدرات. وفي كثير من الحالات يختفي هؤلاء الأطفال ويتم تهريب أعضاءهم الجسدية، ثم تظهر بعد فترة جثثهم دون كلية أو عين أو أجزاء أخرى من البدن.

والأطفال العاملون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض، بل إن نسبة 80% منهم، مصابون بأمراض معدية مثل “الفيروس الكبدي” أو نقص فيتامين (B) أو “الإيدز”، بسبب ملامسة الإمبولات الموجودة داخل حاويات القمامة. هذا بخلاف السموم الهضمية، مثل “السامونيلا” جراء إنعدام التغذية المناسبة. كذا يعانون نقص فيتامين (د)، وبالتالي يصابون بهشاشة العظام بسبب عدم شرب كميات كافية من منتجات الألبان.

عجز الدولة..

أخيرًا؛ لا تمثل كل تلك المخاطر سوى جزءً صغيرًا من مشكلات عمالة الأطفال في “إيران”. وما تزال “الجمهورية الإيرانية”، حتى الآن، عاجزة إزاء هذه الظاهرة.

والسبب الرئيس وراء تنامي أعداد الأطفال العاملون في “إيران”؛ هو عمليات تهريب الأطفال أو الهجرات الأفغانية والباكستانية, وقد اختبر النظام كل السبل العنيفة بغرض جمع وتنظيم هذه العملية، مثل القبض على هؤلاء الأطفال ونقلهم إلى مخيمات خاصة، وقد باءت جميعها بالفشل.

ومعظم هؤلاء الأطفال إيرانيون، بعكس ما تتدعي “الجمهورية الإيرانية”.

ويقضي هؤلاء الأطفال معظم أوقاتهم في المناطق التي نشأوا بها. وهم يصارعون باستمرار مشاكل اجتماعيه عميقة مثل التهريب والإدمان وبيع الأعضاء. وهؤلاء الأطفال هم في المرتبة الأولى ضحايا الفقر الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

وعليه؛ فالتعاطي مع هذه الظاهرة بأساليب اجتماعية وثقافية؛ كفيل بحل مشكلة الزيادة المطردة في تفاقم ظاهرة عمالة الأطفال.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب