11 أبريل، 2024 3:29 م
Search
Close this search box.

20 ألف طفل داعشي أجنبي بالعراق قنبلة موقوتة .. ضحايا أم جناة ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – هانم التمساح :

سواء كانوا جناة أم ضحايا؛ فإنهم يشكلون خطرًا محدقًا وعبء ينوء به المجتمع العراقي.. “أطفال الدواعش”؛ الذين ولدوا بـ”العراق” أو قدموا إليه، منهم من قُتل أو حبس ذويهم وتركوهم بين مدرسة العنف  في “العراق”؛ ليصبحوا في النهاية إما نواة لمتطرفين جدد أو عبء اقتصادي على دولة تواجه تحديات لتوفير حياة كريمه لأبنائها.. لذا كان قرار ترحيلهم لبلادهم هو الحل المنطقي لهذه الأزمة.

ملف شائك وتساؤلات عديدة لا تنتهي حول ملف “أطفال داعش”، فمن أين يأتي هؤلاء الأطفال ؟.. هل يتم تهريبهم من بلادهم إلى ساحات القتال ؟.. أم يولدوا لأمهات أجانب داخل معسكرات الإرهابيين ؟..

وبعيدًا عن هذا كله، فما هو مصير الأطفال بعد إلقاء القبض عليهم داخل الدولتين العراقية والسورية ؟.. وكيف يتم التعامل مع هؤلاء الذين توافق بلدانهم على استعادتهم ؟.. وهذا هو ما يحاول التقرير التالي توضيحه بالتفاصيل والأرقام..

الأطفال الأكثر ضعفًا..

يُعد آلاف من “أطفال داعش”، المقاتلين الأجانب الذين يعيشون في المخيمات ومراكز الإحتجاز أو دور الأيتام في “سوريا” و”العراق” وأماكن أخرى، هم من بين أكثر الأطفال ضعفًا في العالم. وقال بيان صادر عن، “هنريتا فور”، المدير التنفيذي لـ (اليونيسيف): “إنهم يعيشون في ظروف مروعة وسط تهديدات مستمرة لصحتهم وسلامتهم ورفاهيتهم”.

العراق يُرحل 573 طفلًا من أصل 20 ألف..

وأعلن “العراق”، أمس الأول الثلاثاء، أنه تم ترحيل 64 طفلًا من تنظيم (داعش)؛ يحملون الجنسيّة الأوزبكيّة بالتعاون مع “منظمة الأمم المتحدة للطفولة”، (اليونيسيف).

وأوضح بيان لـ”وزارة الخارجية” العراقية؛ أن: “ممثلين عن وزارة الخارجيّة ومجلس القضاء الأعلى ووزارة العدل والأجهزة الأمنيّة؛ بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة، (اليونيسيف)، ومنظمة بوابة العدالة؛ شاركوا في ترحيل 64 طفلاً يعودون لآباء من تنظيم (داعش) من الجنسيّة الأوزبكيّة وسلمتهم إلى الجهات الرسمية الأوزبكيّة”.

وأوضح البيان أنه: “سبق أن سلّمت الحكومة العراقية أطفالاً يعودون لآباء من تنظيم (داعش) في وقت سابق، وبإنجاز عمليّة الترحيل هذه يكون عدد أطفال الدواعش المُرحّلين من العراق 537 طفلاً”.

ودعت “الخارجيّة العراقية”، جميع الدول التي لديها رعايا مُنضمّون إلى تنظيم (داعش) الإرهابيّ من الأطفال المُودَعين لدى “دائرة الإصلاح العراقيّة” وكذا الأحداث الذين إنتهت مُدّة محكوميتهم؛ أن تُنسّق مع “العراق” عن طريق القنوات الدبلوماسيّة لأجل تسليمهم لبلدانهم.

وكان “العراق” قد سبق وسلم، “تركيا”، 188 من أطفال (داعش). و33 طفلًا إلى “روسيا”، في وقت سابق من العام الجاري، كما تسلمت “ألمانيا” عددًا من أبناء رعاياها المنضمون لـ (داعش).

موصومون ترفضهم بلدانهم !

وقال بيان المنظمة الأممية: “إن رفض هؤلاء الأطفال مضاعف أكثر من غيرهم، فهم موصومون من مجتمعاتهم وتتجنبتهم حكوماتهم؛ وهم يواجهون تحديات قانونية ولوجيستية وسياسية هائلة في الوصول إلى الخدمات الأساسية أو العودة إلى بلدانهم الأصلية”.

ووفقًا لـ (اليونيسيف)؛ فإن معظم الأطفال الأجانب، البالغ عددهم 29000 عالق في المخيمات، تقل أعمارهم عن 12 عامًا، وحوالي 20.000 من “العراق”، بينما أكثر من 9000 من حوالي 60 دولة أخرى.

تدعو (اليونيسف) الآن، الدول الأعضاء في “الأمم المتحدة”؛ أن يأخذوا أطفالهم في “سوريا” ومنعهم من أن يصبحوا عديمي الجنسية و”دعم عودة آمنة وكريمة وطوعية وإعادة الإندماج في بلدانهم الأصلية”.

وكان آلاف من الروس قد توجهوا إلى “سوريا” و”العراق”، في السنوات الأخيرة، للإنضمام إلى صفوف المتطرفين، بحسب تقديرات أجهزة الأمن الروسية، وقد أصطحب لبعضهم عائلات.

وصدرت، في الأشهر الأخيرة؛ في “العراق”، أحكام بالإعدام بحق أكثر من 300 شخص، بينهم نحو مئة أجنبي، كما حكُم على آخرين بالمؤبد بتهمة الإنتماء إلى (داعش).

وقال مسؤول بمكتب الرئيس الفرنسي، الجمعة، إن نحو 700 مواطن، بالغ ثلثهم نساء، ونحو 500 طفل، موجودون في مناطق خاضعة لتنظيم (داعش) في “العراق” و”سوريا”.

ونقلت (رويترز)، عن المسؤول الفرنسي، قوله إن نصف الأطفال ولدوا بالبلدين، وأن ألفي مواطن فرنسي ومقيم ذهبوا إلى “سوريا” و”العراق”، ولقي 200 إلى 300 حتفهم.

وتعاني “فرنسا”، شأنها شأن دول أوروبية أخرى، من كيفية التعامل مع العائدين من “سوريا” و”العراق”.

وقال وزير الداخلية الفرنسي، “غيرار كولوم”، في آب/أغسطس 2019، إن 271 متشددًا عادوا للبلاد ويخضعون للتحقيق.

عوائل “داعش”..

وتحتجز السلطات العراقية نحو 1400 من زوجات وأبناء مقاتلين يُشتبه بإنتمائهم إلى (داعش) في مخيم،  بعدما طردت القوات العراقية التنظيم من واحد من آخر معاقله الرئيسة في “العراق”.

كما سلم مسلحون أكراد بشمال شرقي “سوريا”، خمسة أطفال أيتام، من عائلات تابعة لتنظيم (داعش) الإرهابي للسلطات النرويغية.

وصرح المتحدث باسم “حزب الاتحاد الديمقراطي”، “كمال عاكف”، في بيان أوردته قناة (روسيا اليوم) الإخبارية، بأنه بناءً على طلب من “النرويغ”، تم تسليم خمسة أطفال من عائلات تنظيم (داعش) الإرهابي إلى وفد من “وزارة الخارجية النرويغية” في بلدة “عين عيسى”.

وأضاف أن العملية تمت وفق وثيقة تسليم رسمية وقعها الجانبان، لإخراج هؤلاء الأطفال من بيئة الشدة والتطرف إلى أجواء صحية يتم فيها إعادة تأهيلهم ودمجهم فى مجتمعاتهم. ومن جانبها، أوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية النرويغية، “إنغريد إيكير”، أن السلطات النرويغية تحاول منذ فترة طويلة التوصل إلى حل فيما يتعلق بقضية الأطفال.

يُذكر أن مخيمات شمال شرق “سوريا”، تضم 12 ألف أجنبي، أربعة آلاف سيدة وثمانية آلاف طفل من عائلات متطرفين أجانب، يقيمون في أقسام مخصصة لهم وتخضع لمراقبة أمنية مشددة، وكانت آخر عملية تسليم جرت، الأسبوع الماضي، إذ استعادت “أوزبكستان”، 148 طفلًا وامرأة، من عائلات عناصر تنظيم (داعش).

قنبلة موقوتة..

ويُعد أطفال (داعش) هم القنبلة الموقوتة التي تهدد أمن واستقرار العالم؛ والمجتمع الأوروبي بشكل خاص، وذلك لإنتماء أعداد كبيرة منهم لأبناء القارة الأوروبية، والذين خلفهم تنظيم (داعش) وراءه في أراضي المعارك بـ”سوريا” و”العراق” بعد هزائمه المتكررة أمام الجيوش النظامية للبلدين، وقد هدد “إردوغان”، المنتقدين لعملية “نبع السلام”، بإرسال الآلاف الدواعش إلى “أوروبا”، ومع ارتفاع أعداد أبناء المقاتلين في صفوف التنظيم الإرهابي، وغيرهم من الأطفال المجندين من قِبل الإرهابيين، تتزايد حالة القلق منهم والحيرة في مصيرهم وما يجب فعله معهم.

أرقام وإحصائيات متتالية تُصدر عن دراسات وتحقيقات بحثية وإعلامية عالمية حول تغير أعداد هؤلاء الأطفال ومصيرهم عقب وصول قوات الأمن في “سوريا” و”العراق” إليهم، أو عندما يتم ترحيلهم إلى بلدانهم، ولكن الأزمة لم تنته حتى الآن وما زالت التخوفات قائمة لدى الدول من هؤلاء الأطفال الذين تربوا وتشبعوا بتدريبات وعقيدة العنف التي تلقوها في معسكرات تنظيم (داعش).

القضاء العراقي يحاكم “أطفال داعش” إبتداء من 9 أعوام..

واللافت للنظر في هذا الملف، أن بعض الأشخاص الذين أعيدوا إلى أوطانهم وهم بالغين، (بلغوا سن الرشد)، بعد أن قضوا عقوبات بالسجن في “العراق”، حيث يمكن اعتبار الأطفال، حتى سن التاسعة، مسؤولين قانونًا عن الجرائم، ويحاكم مئات من الأطفال الأكبر سنًا باتهامات تتراوح بين دخول “العراق” بشكل غير مشروع والقتال فى صفوف (داعش)، وأدين بالفعل حوالي 185 طفلًا، أعمارهم بين 9 أعوام و18 عامًا، وصدرت عليهم أحكام بالسجن في مراكز الأحداث، في “بغداد”، لفترات تتراوح بين بضعة أشهر و15 عامًا، ويُعتقد أن ما لا يقل عن 1100 طفل من مقاتلي (داعش) موجودون في نظام المحاكم العراقي، ويظل حسم مصير هؤلاء الأطفال متوقفًا على النظام القضائي العراقي، فيما يبقى الصغار منهم مع أمهاتهم في السجن.

ويحاكم “العراق” آلافًا من المشتبه بأنهم مقاتلو (داعش)، وبينهم مئات الأجانب، لكن القضية معقدة من الناحية القانونية وتثير إشكالات على الصعيد السياسي، خاصة فى ظل رفض عدد من الدول استقبالهم حتى الآن.

جواسيس وزارعي قنابل ومقاتلين..

يستخدم (داعش) الأطفال، كشافين وجواسيس وطهاة وزارعين للقنابل؛ وأحيانًا كمقاتلين ومفجرين انتحاريين، كما أظهرت أشرطة الفيديو الدعائية، الأطفال الصغار، يقومون بقطع رأس وإطلاق النار على السجناء، كما أن البعض منهم تلقوا سنوات من تلقين (داعش)، وفي حالة الصبية الأكبر سنًا، يكونوا قد تلقوا تدريبات عسكرية.

وفى هذا الصدد؛ يقول “بيتر نيومان”، مدير المركز الدولي لدراسة التطرف في جامعة “كينغز كوليدغ”، في “لندن”: “إنهم ضحايا الوضع لأنهم خالفوا إرادتهم، لكن هذا لا يعني أنهم في بعض الحالات يكونوا على الأقل خطر”، مشيرًا إلى أنه يوجد ما لا يقل عن 13000 من أتباع (داعش) الأجانب محتجزين في “سوريا”، بما في ذلك 12000 امرأة وطفل، هذا بالإضافة إلى ما يقدر بنحو 31000 امرأة وطفل عراقي محتجزين في “سوريا”، فيما يحتجز 1400 آخرين في “العراق”.

يهربون مع أهلهم لأرض المعركة ويولدوا في معسكرات التنظيم..

ووفقًا للروايات التي تتناقلها وكالات الأنباء العالمية، من داخل الأراضي العراقية والسورية، يتضح لنا أن هؤلاء الأطفال الأجانب يلتحقوا لمعسكرات الإرهابيين في حالتين فقط، الأولى أن يكونوا قد هربوا مع أمهاتهم دون علم الآباء أو العكس أو مع كلا الوالدين إلى أرض المعركة، والذين جندوا بدورهم – أي الآباء والأمهات – عن طريق الأصدقاء خلال رحلاتهم إلى دول مجاورة مثل “تركيا”، أو من تم تجنيدهم داخل بلدانهم عن طريق الأصدقاء أيضًا أو من خلال عناصر التنظيم عبر “الإنترنت”، وبالتالي التحق معهم أبناء لصفوف التنظيم، أما الحالة الثانية، فتتمثل في ولادة الأطفال داخل معسكرات التنظيم وذلك بعد زواج السيدات الأوروبيات الملتحقات بصفوف (داعش) من مقاتليه.

وتوضح مصادر؛ وصول بعض الأطفال إلى (داعش)، بصحبة أسرهم، حيث أعلنت “وزارة الخارجية الألمانية”، بأنها استعادت عددًا من أطفال مقاتلي تنظيم (داعش) الإرهابي المحتجزين في “العراق” بتهم تتعلق بالإرهاب، وقال مصدر في “الخارجية الألمانية” – حينها – إن عمليات الإعادة، التي شملت بضعة أطفال فقط، نفذت بموافقة الوالدين، فيما يقيم الأطفال العائدون مع أقاربهم في “ألمانيا” حاليًا.

وأشار التقرير إلى أنه من بين أول من هبط في “ألمانيا”؛ ثلاثة أطفال، وصلوا مع والدتهم، البالغة من العمر 31 عامًا، إلى مطار “شتوتغارت”، حسبما ذكر محامي العائلة، والذي قال إن السلطات وضعت المرأة على الفور قيد الاعتقال، وبحسب تقارير، فإن الأم كانت قد نقلت الأطفال إلى “سوريا” خلافًا لإرادة والدهم، في عام 2015، واعتبرت السلطات الألمانية أنها باتت تشكل تهديدًا، منذ عام 2017، ويأتي هذا وسط تقديرات لـ”وزارة الداخلية الألمانية”، بأن نحو 1000 شخص غادروا “ألمانيا” للإنضمام إلى الجماعات الإرهابية في “سوريا” و”العراق”، بعد عام 2013، مؤكدًة أن حوالي ثلث هؤلاء الأفراد عادوا بالفعل إلى “ألمانيا”، وقد تمت محاكمتهم أو خضعوا لبرامج إعادة التأهيل.

مصير العائدون إلى بلدانهم..

الأهم في هذا الملف الشائك؛ هو مصير هؤلاء الأطفال وأمهاتهم الراغبين في العودة لبلدانهم، خاصة بعدما ألغت بعض الدول، مثل “بريطانيا” و”أستراليا”، جنسيات مواطنيها الذين يُشتبه في إنضمامهم إلى (داعش) في الخارج، وتخلوا عنهم وأطفالهم فعليًا إلى أجل غير مسمى دون تهمة وبدون احتمال إنعدام الجنسية، وقال وزير الداخلية البريطاني، “ساغيد غاويد”، إن “بريطانيا” وحدها ألغت جوازات سفر أكثر من 150 شخصًا، وذلك وفقًا لتقرير (نيويورك تايمز).

وفي هذا الصدد، يزعم الخبراء أن إحضار أعضاء (داعش) إلى بلادهم لمحاكمتهم أو مراقبتهم هو أكثر ذكاءً وأكثر أمنًا وأكثر إنسانية فى معظم البلدان من تركهم عالقين في الصحراء، وذلك بعدما أبدى عدد كبير منهم أسفهم وندمهم على الإنضمام للتنظيم الإرهابي، فعلى سبيل المثال قالت “كيمبرلي غوين بولمان”، البالغة من العمر 46 سنة – وهي مواطنة أميركية كندية مزدوجة إنضمت إلى تنظيم (داعش)، في عام 2015 – “ليس لدي كلمات عن مدى الأسف الذي أشعر به”.

وبالفعل كانت الإجراءات المتبعة تجاه النساء والأطفال العائدين من صفوف (داعش)، هي إتجاه العديد من الدول لفصل الأطفال عن الآباء المتطرفين ووضعهم مع أقاربهم أو في دور الحضانة أو بالتبني، ورغم أن هذا النهج قد يكون أسرع طريقة لإنقاذ الأطفال الأبرياء، إلا أنه يعني أيضًا تمزيقهم عن أمهاتهم، الذين يرفض الكثير منهم الانفصال عنهم.

إعادة تأهيل ومراقبة للعائدين..

وتتم المعاملة مع العائدين من صفوف (داعش)، في دول “الاتحاد الأوروبي”، بحسب التحقيق الجنائي وتقييم المخاطر، كما يتم توفير برامج إعادة تأهيل وإعادة إندماج سواء داخل السجون أو خارجها، ومن بين الإجراءات المتبعة فرض قيود على الحركة، بل وسحب جواز السفر أو رفض إصداره.

وذكر التقرير أن دول “الاتحاد الأوروبي”، تتبنى سياسة “كل حالة لها خصوصيتها”؛ بالنسبة للأطفال العائدين وأغلبهم ولد في “العراق” و”سوريا”، بعد عام 2012، ففي “بريطانيا”، أغلب العائدين إلى “بريطانيا” يواجهون تحقيقات أمنية مباشرة لمعرفة ما مروا به وتحديد حجم الخطر الذي يمثلونه وإمكانية إعادة الاستقرار الآمن لهم، وفي حالة عدم إرتكاب جريمة يتم وضعهم في برامج مكافحة التشدد والتي تتضمن مراقبة مكثفة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب