18 أبريل، 2024 4:28 م
Search
Close this search box.

حاخام إسرائيلي يدعو الله من أجل أهالي سوريا

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

في حديث مطول لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أكد الحاخام نتان لوبيز كردوزو, على انه “لا بد لليهودي المتدين أن يحزن لآلام الآخرين من الديانات الأخرى, ممن يتعرضون للجرائم والإبتلاءات, حتى لو كانوا من عبدة الأوثان”.

يضيف “كردوزو” قائلا: “كيف لإنسان يعلم أن الله يسمع دعاءه، وهو لا يخصص ولو دقيقة واحدة للدعاء لنساء وأطفال سوريا”. مستشهداً بدعاء كان يردده أحد الحاخامات السابقين وهو “يسرائيل هوفشتاين”, كان يقول فيه: “أسألك يارب العالمين أن تكتب الخلاص لشعب إسرائيل, وإذا لم تشأ ذلك, أسألك أن تكتب الخلاص لشعوب الأمم الأخري”.

العبرة من فظائع النازي
وخلال حديثه لـ”معاريف” أضاف لوبيز قائلاً: “ذات مرة, عندما سأل أحد الصحفيين الحاخام الأميركي الشهير أفراهام هيشل, وكان يهودياً أرثوذوكسياً, قائلاً له لماذا تشارك, وأنت زعيم ديني, في مظاهرة ضد حرب فيتنام؟ فرد عليه قائلاً: أنا هنا في المظاهرة لأنني لا أستطيع الدعاء”، فتحير الصحفي وغضب من رد الحاخام, ثم سأله: ماذا تقصد بأنك جئت لتحتج على الحرب لأنك لا تستطيع الدعاء؟ فأجاب هيشل بقوله: كلما بدأت الدعاء رأيت مشاهد الأطفال الذين أحرقتهم قنابل النابالم”.

يقول الحاخام كردوزو: “كيف يمكن لليهود أن يدعون الله لينالوا من فضله, وهم في نفس الوقت يتجاهلون الفظائع الوحشية التي يتعرض لها الآخرون. واليهود حتى يومنا هذا يشكون – وهم مُحقون – لأن العالم إلتزم الصمت في الوقت الذي تم فيه إبادة ستة ملايين يهودي, خلال أحداث الكارثة النازية. كما أن اليهود مازالوا يشعرون بالمقت والغضب من “بيوس السابع” الذي كان يشغل منصب البابا في عهد هتلر, لأنه لم يناشد ملايين المسيحيين من أتباعه لحماية اليهود والوقوف في وجه ذلك السفاح المتوحش.

كما يشير “كردوزو” للصحيفة العبرية، إلى أن تلك الأحاسيس راودته عندما قرأ عن الجرائم البشعة التي تُرتكب الآن في حق مئات الآلاف من السوريين الأبرياء بما فيهم عشرات الآلاف من الأطفال. زاعماً أنه “لا يمكن مقارنة الفظائع التي تشهدها سوريا بفظائع النكبة النازية, لكن الجرائم الوحشية في سوريا قد فاقت الوصف”.

إسرائيل أفضل من الرثوذوكس
يُضيف كردوزو في حديثه لـ”معاريف”: “إن موقف الحكومة الإسرائيلية تجاه معاناة الشعب السوري أفضل حالاً من موقف رجال الدين اليهود من التيار الأرثوذوكسي الذين يرفضون الدعاء للسوريين. فالحكومة الإسرائيلية لم تقف موقف المتفرج بل قدمت العلاج والمساعدات الإقتصادية للضحايا. وكانت هناك مسيرات تضامنية. لكن السؤال هو: أين موقف المتدينين اليهود ولماذا لا ينضمون لتلك التحركات النبيلة؟”.

يشير في حديثه: إلي أن “هناك جهة واحدة هي التي لا تُلقي بالاً بما يحدث في سوريا. ألا وهي المعابد اليهودية التابعة للتيار الأرثوزوكسي, الأكثر إلتزاماً بمبادئ الدين اليهودي, والتي أفخر بالإنتساب إليها. إنها لم تتوجه بأي دعاء من أجل ضحايا سوريا, في الوقت الذي قامت فيه المعابد التابعة للتيارات اليهودية الآخرى بالدعاء لضحايا الحرب السورية”.

يؤكد الحاخام كردوزو على “إن عظمة آباء اليهود, إبراهيم وإسحاق ويعقوب, تكمن في أنهم كانوا يهتمون بأمر الشعوب الآخرى في عصرهم رغم أن منهم من كان يعبد الأوثان. والدليل هو ما ورد عن إبراهيم عندما أخذ يجادل الله من أجل إنقاذ أهل سدوم بعدما إنحطت أخلاقهم. ولليهود في إبراهيم عبرة حسنة لكي يكونوا أسوة للعالم ويهرعوا لنجدة الأبرياء الذين يقعون ضحية للبطش والطغيان. ولقد أفتى الحاخام “يوسف كارو”, في كتابه الخالد الـ”شولحان عاروخ” عن الفتاوى والفرائض اليهودية, بوجوب الصوم والزهد في الملذات إذا حل البلاء بالآخرين.

“إن أكبر خطيئة يمكن أن يرتكبها اليهود في حق الآخرين ليست كراهيتهم، وإنما عدم المبالاة بهم. لقد تم توجيه الدعوة لرجال الدين اليهودي في المعابد الأرثوذوكسية لكي يدعون الله لنجدة الضحايا في سوريا لكنهم يتجاهلون ذلك تماماً. وهم لا يدعون الله إلا من أجل أنفسهم فقط, وتلك هي الأنانية”.

يُنهي كردوزو حديثه لصحيفة معاريف بقوله: “إذاً لماذا نشكو لأن العالم إلتزم الصمت حيال مقتل ستة ملايين يهودي خلال المحرقة النازية, ومعابدنا لا تخصص دقيقة واحدة للدعاء من أجل الضحايا وخاصة الأطفال الذين يُعانون بشكل لا يُوصف. فهل نحن اليهود لا ندعو الله إلا إذا وصلت البلايا إلى مستوى الهولوكوست أو إذا لحق البلاء باليهود فقط؟”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب