5 مارس، 2024 5:42 ص
Search
Close this search box.

17 عامًا على سقوط “بغداد” .. الرصاصة لاتزال في قلب العراق !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – هانم التمساح :

17 عامًا مرت على “سقوط بغداد” في يد الغزاة الأميركان وحلفائهم في الداخل والخارج.. ولاتزال توابع هذا السقوط المدوي تؤلم قلب “العراق” وتفتت أوصاله، وتغرقه في الفساد الذي غرسه “دستور بريمر” من نظام محاصصة طائفية استغلها خبثاء عاثو في البلاد فسادًا فأفقروا شعبًا من أغنى وأعرق الشعوب وشردوه، وأضاعوه في تيه التبعية بين “أميركا” و”إيران”.. حتي فاض الكيل بشعب “العراق” ونفذ صبره وخرج يهتف ضد الطائفية التي غرسها الغزو وضد؛ فساد النظام الذي تحكم في مقاليد الأمور منذ غزو 2003.

السقوط السريع والخيانة !

وتُعتبر الحرب “العراقية-الأميركية” من أسرع الحروب على الإطلاق؛ إثر هزيمة الجيش العراقي التي أدّت إلى سهولة سقوط “بغداد” بسرعة، مع اتهامات بتعرض النظام العراقي للخيانة، وتزامن مع ذلك التمرّد بين صفوف السُنّة والشيعة، وعدد من الجماعات العراقية، وفي أواخر عام 2008؛ بدأت قوّات الاحتلال الأميركي بالانسحاب من “العراق” شيئًا فشيئًا، وكانت قد انتهت باعتقال الرّئيس العراقي، “صدّام حسين”، وإعدامه، ولجأت العديد من الجماعات العراقية إلى الدول المجاورة، التي بلغ عددها 4.7 مليون عراقي لاجيء. وتُعرف الحرب التي انتهت بسقوط “بغداد”، بمعركة “سقوط بغداد”، وتُصادف هذه الذكرى المأساوية في التاسع من شهر نيسان،أبريل من سنة 2003م، وكانت القوّات الأميركيّة قد بدأت بالزحف نحو العاصمة العراقية، “بغداد”، خلال فترة حكم الرئيس، “صدام حسين” على “العراق”، و”جورج دبليو بوش” على “الولايات المتحدة الأميركية”.

وتوغّلت جيوش الاحتلال الأميركي في “العراق”، في عام 2003م، واستمرّت هذه الحرب من التاسع عشر من شهر آذار/مارس وحتى الثالث من شهر أيار/مايو سنة 2003م، فأحتدمت المعركة بين الجيوش العراقيّة بقيادة الرئيس الراحل، “صدّام حسين”، والجيوش الأميركيّة بقيادة، “جورج دبليو بوش”، وحملت هذه الحرب عدّة مسميّات؛ منها “حرب العراق”، و”الغزو الأميركي للعراق”، و”احتلال العراق”.

حظيت “الولايات المتحدة” بدعمٍ عسكريٍّ من الدول المتحالفة مع “بريطانيا” و”أستراليا”، وانتهت نتيجة الغزو الأميركي لـ”العراق” بسقوط العاصمة العراقية، “بغداد”، تحت سيطرة “الولايات المتحدة الأميركية”.

تدمير البنية التحتية وانعدام الأمن..

وألحقت قوات الاحتلال الأميركي أضرارًا جسيمةً في “العراق”، من حيث الاقتصاد والبنية التحتية، وأدّى انعدام الأمن في العاصمة، “بغداد”، إلى حدوث عمليات النهب والسرقة بشكل كبير، فاقتحمت القوّات الأميركيّة الدوائر الحكومية والوزارات وفتح أبواب السرقة أمام السارقين وإلحاق الأذى بممتلكاتها. تناقلت وسائل الإعلام الأميركيّة أنباءً عن مقتل الآلاف من العراقيين سواءً من القوات المسلحة أو عامة الشعب، بينما لم يُقتل من الجيش الأميركي سوى القليل، وكَثُر القتال في “منطقة الأعظميّة” أكثر من أيّ منطقةٍ أخرى في “بغداد”، وشّنت القوات الأميركيّة حربها باستخدام الآليات الخفيفة والثقيلة، وانتهت المعركة بتوغّل القوات الأميركية في العاشر من شهر نيسان/أبريل من ذلك العام في مدينة “كركوك”، واقتحام مسقط رأس الرئيس العراقي، “صدّام حسين”، في العاشر من شهر نيسان/أبريل.

مبررات كاذبة للغزو وتكريس الطائفية..

يُعزى سبب اندلاع الحرب العراقية وانتهائها بسقوط العاصمة، “بغداد”، سنة 2003م، إلى عدة أسباب رئيسة، معظمها كاذبة وواهية بحجة التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل، ودكتاتورية “صدام حسين” ووعود الديموقراطية، مما دفع بعض العراقيين الذين رقصوا لسقوط “صدام” إلى كارثة كانوا هم ذاتهم وقودها واستفاقوا على ضياع المواطنين الشيعة وإفقارهم؛ بعد أن فرحوا وخدعوا بحياة أفضل، من أتباع “أميركا” و”إيران”، حتى أن هذا الشعب الذين استغلوا مظلوميته كان أول من خرج في “انتفاضة تشرين” ضد تردي الأوضاع التي خلفها نظام الاحتلال.

وفرض “مجلس أمن” حصارًا اقتصاديًا على “العراق”، سنة 1991م، فنجم عنه مقتل عدد ضخم من الشعب العراقي نتيجة عدم إمداده للأسلحة الحديثة. ضرب عدد من المناطق العسكرية والاقتصادية ذات الأهميّة من قِبل القوات الجوية الأميركية. توّغل القوات الأميركية بدعم من حلفائها في العاصمة “بغداد”، واحتلت “مطار بغداد”.

هدم الجيش العراقي لايزال صداه باقيًا..

وعملت “الولايات المتحدة” ببساطة على تفكيك الجيش العراقي، بعد إزاحة “صدام حسين” من السلطة عام 2003.

وكانت وجهة النظر الأميركية في ذلك الوقت تقتضي تأسيس جيش يحمل سمات الجيوش الغربية، من حيث المعدات بل والعقيدة والسلوك أيضًا.

ولأن تأسيس جيش من الصفر يُعد من المهام الجسيمة، وقد تحقق بالفعل بعض التقدم على هذا الصعيد، بيد أن المشروع يحتاج إلى سنوات طويلة حتى يُحقق النجاح المأمول.. فشلت “الولايات المتحدة” في بناء جيش عراقي قوي، أو بالأحرى تعمدت هدم جيش كان مصنفًا ضمن أفضل جيوش المنطقة.

وأدى انسحاب القوات الأميركية من “العراق”، عام 2011، إلى توقف جميع أنشطة إشراف الأميركيين وتدريبهم للوحدات العراقية.

وقد تكون “الولايات المتحدة” قد أدركت، في وقت متأخر، أن من الخطأ أن يقوم تأسيس جيش على الطراز الغربي على درجات عالية من روح المبادرة، وطرق مختلفة للدعم اللوجيستي وغيرها من العوامل. وربما كان الأحرى بـ”الولايات المتحدة” أن تتبع طريقة التهجين من خلال السعي إلى الجمع بين عنصري القوات المسلحة الحديثة والتقاليد والعناصر الثقافية المألوفة لدى القوات العرقية؛ إن صدقت إدعاءاتها في الرغبة ببناء جيش قوي.

وكان تأسيس وتجهيز الجيش العراقي الجديد في المقام الأول لتحقيق أهداف تتعلق بتلبية إلتزامات الأمن الداخلي على نطاق واسع. وكان من المفترض أن يكون الدفاع عن الحدود العراقية – حال ظهور أي تهديد  – مسؤولية القوات الأميركية.

لذلك، لم تكن أمور مثل تطوير سلاح الجو وإنشاء شبكة دفاع جوي محكمة في “العراق” – وغيرها من الأمور التي تستغرق وقتًا طويلًا في التدريب والإعداد – من الأولويات الأساسية لـ”الولايات المتحدة” أثناء تأسيس الجيش العراقي.

وكان تنظيم (داعش) أول اختبار وتحديًا كبيرًا تواجهه القوات العراقية، وأن تلك القوات تفتقر إلى أمور من بينها قوة جوية يمكن من خلالها التدخل السريع والحاسم في أرض المعركة، تحتاج إليه للحيلولة دون حدوث مزيد من التقدم تحرزه قوات (داعش)، وهو ما كشف الكارثة الحقيقية التي إرتكبها الاحتلال الأميركي بحق الجيش العراقي، حتي لجأ “العراق” للركون إلى الميليشيات المسلحة، التي أسستها “إيران” فيما بعد، لمواجهة تنظيم (داعش)؛ ومن هنا تغولت الميليشيات حتى أصبحت جزء أصيل من الجيش وحل الفساد وتم بيع الرتب العسكرية بالمال.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب