وكالات- كتابات:
أصدرت السفارة الأميركية في “بغداد”، اليوم الخميس، تحذيرًا للمواطنين الأميركيين بناءً على تحديث من “وزارة الخارجية” الأميركية بعدم السفر لـ”العراق”: “لأي سببٍ كان”، فيما وضعت (12) نصيحة إذا قرر الأميركي السفر إلى “العراق” من بينها: “كتابة وصيته”.
وقالت السفارة في بيان؛ أنه: “في 11 حزيران/يونيو، أمرت وزارة الخارجية بمغادرة موظفي الحكومة الأميركية غير الطارئين بسبب تفاقم التوترات الإقليمية”.
وأضافت أنه: “لا تُسافر إلى العراق بسبب الإرهاب والخطف والصراع المسلح والاضطرابات المدنية وقُدرة الحكومة الأميركية المحدّودة على تقديم خدمات الطواريء لمواطني الولايات المتحدة في العراق، لا تُسافر للعراق لأي سبب”.
ولخّصت السفارة الوضع بأن: “المواطنين الأميركيين في العراق يواجهون مخاطر كبيرة؛ بما في ذلك العنف والخطف، تُهاجم الجماعات الإرهابية والمتَّمردة قوات الأمن العراقية والمدّنيين بانتظام، الميليشيات المناهضة للولايات المتحدة تُهدّد المواطنين الأميركيين والشركات الدولية، تحدث هجمات باستخدام أجهزة ناسفة مرَّتجلة وإطلاق النار غير المباشرة والمركبات الجوية بدون طيار في العديد من المناطق بما في ذلك المدن الكبرى، وزارة الخارجية تطلب من موظفي الحكومة الأميركية في العراق العيش والعمل تحت أمن مشدّد بسبب التهديدات الخطيرة”.
وأكدت أن: “هناك خطر العنف الإرهابي، بما في ذلك الهجمات الإرهابية وغيرها من الأنشطة في العراق، كثيرًا ما تحدث المظاهرات والاحتجاجات والإضرابات في جميع أنحاء البلاد، يُمكن أن تتطور هذه الأحداث بسرعة دون سابق إنذار، وكثيرًا ما تُعطل حركة المرور والنقل والخدمات الأخرى، وأحيانًا تتحول إلى عنيف”.
لا تُسافر بالقرب من الجماعات المسلحة أو الحدود الشمالية لـ”العراق”؛ بسبب: “استمرار التهديد بالهجمات من قبل الجماعات الإرهابية، الصراع المسلح، قصف جوي، اضطرابات مدنية”.
وأوضحت أنه: “بسبب مخاوف أمنية، يُمنع كوادر الحكومة الأميركية في بغداد؛ من استخدام مطار بغداد الدولي”.
ووضعت السفارة: (12) شرطًا يجب أن يقوم بها الأميركي في حال قرر السفر إلى “العراق”، تتلخّص: “بوضع خطة أمنية شخصية بالتنسيّق مع صاحب العمل أو المؤسسة المضيَّفة أو النظر في التشاور مع منظمة أمنية مهنية، صياغة وصية وتعييّن المستَّفيدين المناسبين من التأمين و/ أو التوكيل، اترك عينات (DNA) مع مقدم خدماتك الطبية في حال كان من الضروري لعائلتك الوصول إليها لأغراض تحديد الهوية، مناقشة خطة مع الأحباء بشأن رعاية/ حضانة الأطفال والحيوانات الأليفة والممتلكات والأصول غير السائلة؛ (المجمعات والأعمال الفنية وغيرها)، رغبات الجنازة، إلخ، شارك الوثائق المهمة ومعلومات تسجيل الدخول ونقاط الاتصال مع الأحباء حتى يتمكنوا من إدارة شؤونك إذا لم تتمكن من العودة إلى الولايات المتحدة كما هو مخطط لها، اشترك في برنامج تسجيل المسافرين الذكي؛ (STEP)، لتلقي التنبيهات من السفارة الأميركية وتسهيل التواصل معك في حالة الطواريء، مراجعة تقرير أمن البلد للعراق، قم بزيارة موقع (CDC) للحصول على أحدث المعلومات الصحية للسفر المتعلقة بسفرك وعودتك إلى الولايات المتحدة، وننصحك بشدة بشراء التأمين قبل السفر”.
إجراءات احترازية بمواقع انتشار “القيادة المركزية الأميركية”..
وبوقت سابق من اليوم الخميس؛ قال مسؤول عسكري أميركي، في تصريحات خاصة لموقع (الميادين)، إن وزير الدفاع الأميركي؛ “بيت هيغسيث”، أذن بالمغادرة الطوعية لعائلات العسكريين من مواقع انتشار “القيادة المركزية”، مؤكّدًا أن هذا القرار يندرج ضمن إجراءات احترازية لضمان سلامة الأفراد.
وأوضح: “سلامة وأمن العسكريين الأميركيين وعائلاتهم تمثّل أولوية قصوى للولايات المتحدة”، مشيرًا إلى أن “القيادة المركزية الأميركية” تواصل مراقبة تطورات التوتّرات الإقليمية في الشرق الأوسط.
وشدّد على أنّ “القيادة المركزية” تعمل بتنسيّق وثيق مع الحلفاء والشركاء في المنطقة، لافتًا إلى أن القوات الأميركية تُحافظ على حالة الاستعداد المستمرة لدعم أي عدد من المهام في أي مكان وزمان حول العالم.
استنادًا إلى أحدث التحليلات الأمنية..
وفي السيّاق؛ أكّد مسؤول في “وزارة الخارجية” الأميركية، أنّ الرئيس؛ “دونالد ترمب”: “مُلتزم بالحفاظ على سلامة الأميركيين، سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها”، مشيرًا إلى أنّ هذا الالتزام ينعكس من خلال: “تقيّيم مستمر لأوضاع موظفينا في جميع السفارات الأميركية حول العالم”.
وأوضح أنّه: “استنادًا إلى آخر التحليلات الأمنية، تقرّر تخفيض عدد أفراد بعثتنا في العراق”، وذلك في إطار ما وصفه بالإجراءات الاحترازية المستَّندة إلى تطورات الوضع في المنطقة.
ماذا تضمّنت الإجراءات الأميركية ؟
وفي وقتٍ سابق؛ كشفت وكالة (رويترز)، نقلًا عن مسؤول أمني عراقي ومصدر أميركي، أنّ السفارة الأميركية في العاصمة؛ “بغداد”، باشرت استعدادات لإجراء عملية: “إخلاء منَّظم”، على خلفية تصاعد ما وصفته: بـ”المخاطر الأمنية في المنطقة”.
وأوضح المصدران أنّ القرار الأميركي جاء نتيجة: “تزايد المخاطر الأمنية”، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية بشأن حجم الإخلاء أو توقيته.
وفي السيّاق ذاته؛ نقل موقع (أكسيوس) الأميركي عن مسؤول في “وزارة الخارجية” الأميركية؛ قوله: “قرّرنا تقليص عدد موظفينا في السفارة ببغداد بناءً على تحليلنا للوضع الأمني”.
كذلك؛ أفاد مسؤول أميركي لوكالة (رويترز)، مفضّلًا عدم الكشف عن اسمه، بأنّ الجيش الأميركي سيسمح لعائلات العسكريين المنتشرين في “البحرين” بمغادرة المملكة بصورة مؤقّتة، في ظل ما وصفه: بـ”التوتر المتصاعد” في المنطقة.
وأكّدت وكالة (آسوشيتد برس)؛ نقلًا عن مسؤولين أميركيين، أنّ “وزارة الخارجية” تستّعد لإصدار قرار بمغادرة الموظفين غير الأساسيين من السفارة الأميركية في “بغداد”، بالتوازي مع إصدار توجّيهات تُتيح لموظفين أميركيين وأفراد عائلاتهم مغادرة كلّ من “البحرين والكويت”.
وأوضح المسؤولون الأميركيون أنّ هذه الإجراءات تأتي في إطار الاستعداد لاحتمال اندلاع اضطرابات إقليمية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ قاعدة سلاح الجو؛ (الظفرة)، في “الإمارات العربية المتحدة” بدأت بإجلاء أفراد الطاقم غير الضّروريين، في إطار ما وصفته بعمليات إجلاء جارية بالفعل من قواعد عسكرية وسفارات في أنحاء مختلفة من الشرق الأوسط.
وفي وقتٍ سابق اليوم؛ صرّح وزير الدفاع الإيراني؛ “عزيز ناصر زاده”، بأن “طهران”: “ستستهدف القواعد الأميركية في المنطقة في حال فشل المحادثات النووية أو اندلاع أي صراع مع واشنطن”، مشدّدًا على أن “طهران” لن تقف مكتوفة اليدين في مواجهة أي عدوان محتمل.
وقال “زاده”: “جميع القواعد الأميركية في متناول يد طهران، ويُمكننا الوصول إليها، وسنسّتهدفها جميعًا في الدول المضيفة”، معتبرًا أن الخسائر على الجانب الآخر ستكون أكبر وستضطر “الولايات المتحدة” إلى مغادرة المنطقة.
تقليص طواقم السفارة الأميركية في بغداد بدءًا من الخميس..
وأفاد مصدر مطّلع؛ بأن السفارة الأميركية في “بغداد” تلقّت اليوم إشعارًا رسميًا بتقليص عدد موظفيها، رغم أن خطط الاستعداد لهذه الخطوة كانت موضوعة منذ نحو ثلاثة أسابيع.
وأوضح أن الإشعار لا يستّند إلى تهديد أمني وشيك، بل يهدف إلى منح الوقت لعائلات الدبلوماسيين من أجل التخطيط للمغادرة بسلاسة.
وأشار إلى أن عملية إجلاء الموظفين وعائلاتهم لم تبدأ بعد، لكنها متوقعة اعتبارًا من يوم غد، مع التأكيد بقاء الكادر الأساس في السفارة، بما في ذلك القائم بالأعمال.
وتتزامن هذه التطورات مع إصرار إدارة الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، على تكثيف الضغوط على “إيران” لإجبارها على التخلي عن برنامجها النووي، في حين تؤكّد “طهران” تمسّكها بحقها في تخصيّب (اليورانيوم) واستخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، نافية سعيها إلى امتلاك أسلحة نووية.