خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
إن الاضطرابات في “العراق”، والتي أودت حتى الآن بمئات القتلى وآلاف الجرحى، تُقَوِّض حالة التوازن التي ينشدها النظام إيراني، فـ”نظام الملالي”، في “طهران”، يرى أن إمتداد نفوذه الإقليمي يُعد مصلحة وطنية مهمة، بحسب المحلل الإسرائيلي، “دورون يتسحاقوف”.
الاحتجاجات في العراق تُزعج إيران..
يضيف “يسحاكوف”؛ أن موجات الاحتجاج التي يشهدها “العراق”، منذ عدة أسابيع؛ تزعج صناع القرار والقادة السياسيين في “طهران”، ذلك لأن الكثير من العراقيين، (بمن فيهم الشيعة)، يتهمون “إيران” بما آلت إليه الأوضاع في بلدهم.
كما يتهم العراقيون، قادة “طهران”، بالتدخل السافر في شؤونهم الداخلية. علاوة على ذلك، فهناك عراقيون يؤكدون أن وسائل قمع المظاهرات، التي استخدمتها الميليشيات العراقية المسلحة، التي تتلقي أوامرها من “طهران”، كانت هي السبب الرئيس لزيادة عدد القتلى والمصابين في صفوف المتظاهرين.
رفض العراقيين للتدخل الإيراني !
يرى المحلل الإسرائيلي؛ أن سبب الغليان المجتمعي في “العراق” – الذي دفع المواطنين للخروج إلى الشوارع والميادين – يرجع في الأساس إلى الأزمة الاقتصادية ومشاكل البطالة التي لم تعالجها حكومة، “عادل عبدالمهدي”، بالكيفية المطلوبة.
فيما يعتقد المواطنون العراقيون أن المشاكل والأزمات التي يعانون منها، ناتجة في الأساس عن الفساد الحكومي وعن تقصير المؤسسات الرسمية العراقية الخاضعة للنفوذ الإيراني.
لذلك ليس من المستغرب أن تكون معظم هتافات المتظاهرين الغاضبية موجهة ضد التدخل الإيراني في شؤون “العراق”، وأن الغضب الشعبي كان موجهًا ضد التمثيل الدبلوماسي الإيراني في العديد من المدن العراقية مثل، “بغداد” و”كربلاء” و”البصرة” و”النجف”.
السلطات العراقية على نهج إيران !
بحسب المحلل الإسرائيلي؛ لم يتأخر رد النظام الإيراني على التُهم الموجهة إليه، حيث زعمت “طهران” أن هناك “أيادٍ خارجية” تحرك المشهد العراقي وتُؤجج الأوضاع وتحُض على أعمال الشغب.
وفي الوقت نفسه، إتخذت القوات الأمنية العراقية نفس الخطوات القمعية التي إتخذتها “طهران” ضد المتظاهرين، في “إيران”، خلال عامي 2009 و2018، وكذلك أثناء الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت في المدن الإيرانية فور زيادة أسعار الوقود.
فسارت السلطات العراقية على نهج “إيران”؛ فأغلقت شبكات التواصل الاجتماعي، وقطعت الإنترنت وأنزلت قوات أمنية هائلة لقمع الاحتجاجات.
الحفاظ على النفوذ الإيراني في العراق..
يؤكد “يتسحاكوف”؛ أن “نظام الملالي”، في “طهران”، يرى أن فقدان نفوذه في “العراق” يعني الإضرار بالمصالح القومية الإيرانية، التي تقوم في الأساس على خلق إمتداد إستراتيجي داخل أراضي الدول المجاورة.
وكثيرًا ما يتحدث قادة “طهران” عن التهديد، (المزعوم)، الذي تتعرض له “إيران” من جان خصومها، وذلك كمبرر لخلق عمق إستراتيجي بهدف لحماية السيادة الوطنية، في محاولة للحصول على دعم محلي للعمليات والميليشيات العسكرية خارج حدود “إيران”.
الهدف واحد رغم تغيير المصطلحات !
بالرجوع إلى الماضي، يبدو أن طموح “الجمهورية الإسلامية” لتحقيق الهيمنة الإقليمية لم يتغير منذ بداية قيام “نظام الملالي”، في عام 1979.
لكن التغيير الرئيس الذي طرأ أخيرًا يتمثل في تأكيد بعض المفاهيم وتغيير مصطلحاتها لتبرير أهداف السياسة الخارجية. فبعد أن كان هدف النظام الإيراني هو “نشر مباديء الثورة”، أصبح هو “دعم محور المقاومة”، ثم تطور المصطلح لاحقًا ليصبح “توسيع العمق الإستراتيجي” من أجل التصدي لأعداء “إيران”.