أعلنت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، اليوم السبت، عن مقتل وإصابة ألفين و538 شخصاً نتيجة أعمال العنف والإرهاب التي وقعت في البلاد كـ”حد أدني” خلال نيسان المنصرم، مؤكدة أن استمرار “تدهور” الوضع الأمني يجعل الحاجة للمصالحة الوطنية “أكثر إلحاحاً”.
وقالت يونامي، في بيان اليوم إن “ما مجموعه 812 عراقياً قتلوا، وأصيب ألف و726 آخرين، من جراء أعمال العنف والإرهاب التي وقعت في البلاد خلال نيسان المنصرم”، مشيرة إلى أن “عدد القتلى المدنيين بلغ 536 شخصاً، بينهم 30 قتيلاً من منتسبي قوات الشرطة المدنية، في حين بلغ عدد الجرحى المدنيين ألفاً و456 شخصاً، بينهم 58 منتسباً من قوات الشرطة المدنية وأعداد الضحايا في الأنبار”.
وأوضحت البعثة الأممية، أن “277 عنصراً من منتسبي قوات الأمن العراقية قتلوا، بمن فيهم قوات البيشمركة وقوات المهام الخاصة والميليشيات التي تقاتل مع الجيش العراقي، من دون أن يشمل ذلك ضحايا العمليات العسكرية في محافظة الأنبار”، مبينة أن “270 منتسباً أصيبوا خلال نيسان المنصرم”.
وذكرت يونامي، أن “محافظة بغداد كانت الأكثر تضرراً، إذ بلغ مجموع الضحايا المدنيين ألفاً و165، بواقع 319 قتيلاً و846 جريحاً”، لافتة إلى أن “عدد الضحايا في محافظة ديالى بلغ 26 قتيلاً و55 جريحاً، تلتها محافظة كركوك، حيث سقط فيها 30 قتيلاً و18 جريحاً، ثم صلاح الدين حيث لقي 34 شخصاً مصرعهم وجرح 13 آخرون، ومن ثم نينوى حيث قتل 33 شخصاً وأصيب ثلاثة آخرين”.
وتابعت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، أن “المعلومات التي حصلت عليها من دائرة صحة الأنبار، بينت أن عدد الضحايا المدنيين بالمحافظة بلغ 601، بواقع 88 قتيلاً و513 جريحاً”، مستطردة أن ذلك “يشمل 21 قتيلاً و249 جريحاً في الرمادي، و67 قتيلاً و264 جريحاً في الفلوجة”.
ونقل البيان عن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيش، قوله، إن “العشرات من العراقيين الأبرياء يسقطون كل يوم كضحايا للأعمال الإرهابية الإجرامية والصراع المسلح المستمر في بعض محافظات البلاد”، عاداً أن “استمرار تدهور الوضع الأمني يجعل الحاجة إلى المصالحة الوطنية أكثر إلحاحاً”.
وشكت يونامي في بيانها، من “مواجهة عراقيل في التحقق على نحوٍ فعال من عدد الضحايا في مناطق الصراع”، مبينة أنها “حصلت على الأرقام الواردة عن الضحايا في محافظة الأنبار، من دائرة صحة المحافظة”.
وأكدت البعثة، أن “معلومات دائرة صحة الأنبار، لا تعكس بصورة كاملة، الأرقام الحقيقية لعدد الضحايا في المحافظة بسبب زيادة هشاشة الوضع على الأرض وغياب الخدمات”.
ومضت يونامي قائلة، إنها “تمكنت في بعض الحالات، من التحقق من صحة بعض الحوادث بشكلٍ جزئي فقط”، مضيفة أنها “تلقت، من دون أن تتمكن من التحقق من صحة ذلك، تقاريراً أفادت بوقوع عدد كبير من الضحايا إلى جانب عدد غير معروف من الأشخاص الذين قضوا من جراء الآثار الجانبية لأعمال العنف بعد أن فرّوا من ديارهم بسبب تعرضهم لظروف من بينها نقص الماء والغذاء والأدوية والرعاية الصحية”.
لذلك نوهت البعثة الأممية، إلى أن “الأرقام الواردة في بيانها تعد مثابة الحد الأدنى المطلق”، وزادت أنها “تلقت تقارير تفيد باحتمال قتل ما يصل إلى 300 رجلا ايزيديا أسرهم تنظيم داعش في آب 2014، واعتنقوا الإسلام بالإكراه، وذلك في تلعفر، غربي نينوى، وذلك في،(الـ27 من نيسان 2015)”.
ورأت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، أنها “حاولت التحقق من تلك التقارير التي قد تغيير كثيراً الحد الأدنى لمجموع الضحايا المدنيين لنيسان 2015”.
يذكر أن نزيف الدم العراقي ما يزال متواصلاً، إذ سبق أن أكدت بعثة الأمم المتحدة الخاصة للعراق، (يونامي)، أن أكثر من 26 ألف عراقي سقطوا بين قتيل أو جريح خلال سنة 2014 المنصرمة، كما بينت أن الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2015 الحالية، شهدت سقوط عشرة آلاف و181 شخصاً بين قتيل أو جريح، وذلك بموجب الإحصائيات التي تصدرها عن ضحايا العنف مطلع كل شهر.