20 أبريل، 2024 5:33 م
Search
Close this search box.

يوم القدس … الأحزاب الإسلامية العراقية تستجيب للولي الفقيه وترفع صوره والخميني

Facebook
Twitter
LinkedIn

برفع صور خميني وخامنئي في تظاهرات ما يسمى بيوم القدس في بعض شوارع عدد من المحافظات الشيعية في العراق يُعَدّ جرحا للكبرياء الوطني العراقي؛ وإساءة إلى وطنية شيعة العراق، وعدم احترام لدماء ضحايا الحرب الصدامية-الخمينية، التي دفع ثمنها مليون من أبرياء الشعبين العراقي والإيراني، فنحن نعلم أن حرب الثماني سنوات، إذا كانت قد أشعِلت بإرادة صدامية، فإنها استُديمت بإرادة ولائية خمينية، وكلاهما أراد – كما ادعيا – تحرير القدس، عبر (تحرير) طهران أو (المحمرة) حسب شعارات صدام، أو عبر (تحرير) بغداد أو لنقل (كربلاء) حسب شعارات الخميني.
واستجابة لأمر (الولي الفقيه)، أو (ولي أمر المسلمين)، أو (مرشد الثورة الإسلامية)، أو (السيد القائد)، أو (خليفة الإمام الثالث عشر الخميني)، مع اختلاف الألقاب والنياشين (المقدسة)، أقول استجابة لخامنئي الذي يعرف العراقيون – لاسيما (الدعاة) أي أعضاء حزب الدعوة – المقيمون آنذاك في (إيران الإسلام) – كما كان يحلو لهم أن ينعتوها – الذي – أي خامنئي هذا – يعرف من ذكرتهم جيدا كيف كان حريصا على أن يضع ملف (القضية العراقية) دائما بيد واحد من أحقد الحاقدين ضد العراقيين، لاسيما ضد غير (المُندَكّين) منهم في المشروع الإيراني، وغير (الذائبين) في الإمام الخميني «كما ذاب هو في الإسلام»)، وغير (المنصهرين) في ولاية الفقيه بصيغتها الإيرانية، التي لا تعني إلا ولاية ووصاية وهيمنة الإيرانيين – أعني المُتخيمِنين والمُتخمنئين منهم – على شيعة العالم كله، بل وعلى جميع المسلمين.
نعم، استجابة لأمر خامنئي يخرج بعض العراقيين المحسوبين على الشيعة، مؤتمرين إما بأوامر الاطلاعات، أو بأوامر أحزابهم الإسلامية جداً جداً، كالمجلس والدعوة وبدر، ليخرجوا رافعين صور خميني وخامنئي وباقر الحكيم وباقر الصدر.
وعندما أقول إن هذا يعبر فيما يعبر عنه عن إساءة – مقصودة أو غير مقصودة – لشيعة العراق، لإظهارهم بمظهر العمالة لإيران – حاشا لهم -، ليس دفاعا عن طائفة أنتمي لها، لأني أعلنت منذ مدة غير قصيرة عدم انتمائي للطائفة الشيعية، كما إني لا انتمي للطائفة السنية، لكني أدافع عن الشيعة عندما يساء إليهم، وأدافع عن السنة عندما يساء إليهم، كما أدافع عن المسيحيين والصابئة والإيزيدية والبهائية والإلهيين اللادينيين والملحدين واليهود إن وجدوا.
ثم إن رفع صور خميني وخامنئي له عدة دلالات سيئة، منها إيصال رسالة أن العراق ليس إلا ضيعة من ضيعات إيران، ومنها تثبيت تبعية شيعة العراق لإيران، واعتبارهم أدوات لتنفيذ أجندتها المضرة بالمصالح الوطنية العراقية، ومنها القبول والمباركة بكل الإساءات التي مارستها (الجمهورية الإسلامية) ضد العراق والعراقيين، ومنها الاستهانة بدماء ضحايا الحرب الخمينية-الصدامية ضد الشعبين العراقي والإيراني، ومنها أن الأحزاب الإسلامية العراقية التي كانت في ضيافة دولة ولاية الفقيه المستبدة والتوسعية، ما زالت في حضانة – أو في حضن – هذه الدولة غير الصديقة للشعب العراقي، والرافضة لدمقرطة العراق، ومنها إن مشروع هذه الأحزاب ما زال يتخذ من إيران الخمينية الخامنئية قدوة حسنة، بمعنى عدم تخليهم عن مشروع الدولة الإسلامية الشيعية الولايتفقيهية.
متى نطهر شوارع العراق وفضاءات العراق من الأصنام بعمائمها السوداء أو البيضاء، بدءً بالأصنام غير العراقية (الإيرانية)، وانتهاءً بالأصنام العراقية، بما في ذلك الأصنام غير ذات العمائم، إذ تحولت شوارعنا إلى معارض لصور سياسيين وعلماء دين، يحاولون سد عقدة النقص بنشر صورهم في الشوارع، كما يحاول الكثير منهم سد عقدة النقص بإضفاء ألقاب أكاديمية غير صادقة، لأنهم حتى لو افتضح أمرهم، فهم محصنون.
لأنهم احتاطوا ليوم الفضيحة بإتقان درس عدم الاستحياء، في حال تبين كذب الشهادات العليا المدعاة، أو في حال افتضاح ملفات سرقة المال العام، أو افتضاح تورط البعض منهم بالدم العراقي، هذا من حيث الاحتياط المعنوي، أما الاحتياط المادي، فمليارداتهم في بنوك الخارج هي الضامنة، هذا إذا فلتوا من القضاء، يوم يكون لنا قضاء عادل. وهل سيكون؟ إنه لا ييأس المؤمنون بالوطن، بالقيم، بالإنسان، بالمستقبل، بحتمية التاريخ، وإنهم يرونه بعيداً، ونراه قريبا، بإذن الله، وبإرادة الشعوب، وبسنن التاريخ.
ضياء الشكرجي

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب