7 أبريل، 2024 3:15 ص
Search
Close this search box.

“يوتويا” .. يلهب مشاعر مهرجان برلين السينمائي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

حرص منظمو “مهرجان برلين السينمائي”، الذي إنطلقت فعاليات دورته الـ 68 داخل قصر “برينالي” بألمانيا، بحضور دوق كامبريدغ “الأمير ويليام”، ودوقة كامبريدغ “كيت ميدلتون”، على اختيار أفلام مهمومة بالقضايا السياسية والاجتماعية الشائكة؛ التي تبوأت أحاديث الساعة لفترة ما، ما يعطي للمهرجان ثقل فني وقيمة كبيرة.

72 دقيقة من الإرهاب على الشاشة..

من ضمن الأفلام التي تم عرضها، في اليوم الخامس من المهرجان، التي تنافس على جائزة “الدب الذهبي”، أذهلت جلسات إستماع “برلين”، والحاضرين، فيلم (Utøya 22. Juli)، ليعيد إلى الذاكرة “مذبحة يوتويا” التي حدثت في 22 تموز/يوليو 2011، وهو أسوأ حادث في تاريخ “النرويج”، عندما هاجم شاب يميني متطرف معسكرًا صيفيًا للشباب في “جزيرة يوتويا” ليطلق النار بعشوائية؛ فيقتل 69 ضحية ويصيب 77 إصابات بالغة.

إيماناً منه بخطورة الإرهاب والتطرف، الذي تواجهه أوروبا في الفترة الأخيرة، قرر مخرج الفيلم، “إريك بوب”، أن يكون الحادث محور الفيلم.

نجح الفيلم في أثارة مشاعر الجماهير الذين أبدوا تعاطفهم مع ضحايا الحادث، حيثُ تمكن من إيصال رسالته ومشاعره للجمهور في ساعة و30 دقيقة، وهي مدة الفيلم، وبتكنيك عالِ عرض مشهد قتل الضحايا على يد الإرهابي في 72 دقيقة كاملة، في أجواء مشحونة بالعاطفة والرهاب، وهي المدة التي إستغرقها الإرهابي في إطلاق النار قبل أن يصل أفراد الأمن لإنقاذ ما تبقى من الضحايا.

استطاع “أريك” أن يكسب تعاطف الجمهور مع المذبحة، من خلال التعايش مع الأحداث وكأنها حدثت بالأمس وليس منذ 7 سنوات، فالفيلم يصور الأحداث في زمنها الفعلي لنتابع عملية الهروب العشوائي، وحالة الرعب والتخبط في المعلومات والقرارات المسيطرة بطبيعة الحال على مراهقين لم يكن أحدهم يتصور في أسوأ كوابيسه أن يتعرض لخبرة كهذه، حسبما أشارت صحيفة (الغارديان) البريطانية.

الناجين من الحادث في استشارية طاقم الفيلم..

وفقاً للصحيفة البريطانية، إستعان مخرج الفيلم بأحد الناجين يُدعى، “إندردرود”، لتقديم المشورة لصُناع الفيلم، معرباً عن سعادته بخطوة المخرج وجميع القائمين على العمل في صناعة فيلم يوثق “حادث يوتويا” كجزء هام من تاريخ “النرويج”.

وقال “أريك”، أنهم كانوا حريصين أشد الحرص عند استخدمهم لمكبرات الصوت في صوت الأعيرة النارية، لعدم ترويع المواطنين قاطني الجزيرة التي حدثت بها الحادث ومراعاة لشعورهم وأهالي الضحايا الذين ما زالوا يتأثرون بالحادث ويعيشون في صدمة جراء الهجوم الذي وقع عام 2011.

وأضاف أنه إستعان بعلماء النفس لتفسير موقف الشباب والأطفال الذين قاتلوا من أجل حياتهم ومحاولة لفهم سلوك الإرهابي صاحب الهجوم غير الآدمي، “وقمنا بتنظيم عروض خاصة في النرويج، دعي فيها الناجيات وأسر الضحايا وأصدقاءهن. وأخذ موافقتهم على السماح بإطلاق الفيلم”.

ويتطرق الفيلم أيضاً إلى سبب إستغراق السلطات النرويجية وقتاً طويلاً لإنقاذ ضحايا وأهالي الجزيرة.

(يوتويا 22 يوليو)، فيلم قوي في حكايته وقرارات مخرجه، وفي تنفيذه بإيقاع ذكي مشدود أغلب الوقت، حتى عندما يتباطأ قليلًا قرب النهاية يكون ذلك تمهيدًا نفسيًا ملائمًا لما سيأتي بعد.

“مهرجان برلين السينمائي الدولي”، المعروف باسم “بريناله” في دورته الـ 68، يمتد من الفترة من 15 وحتى 25 شباط/فبراير الجاري، بمشاركة نحو 400 عمل سينمائي من مختلف أنحاء العالم، ويترأس لجنة تحكيم الدورة الـ 68 ويتولى إدارة المهرجان المخرج الألماني، “ديتر كوسليك”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب