5 مارس، 2024 8:51 ص
Search
Close this search box.

يهود إيران في إسرائيل .. يعيشون على أمل العودة لـ”الجنة الإيرانية” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بعكس اليهود الذين هاجروا من “إفريقيا” إلى “إسرائيل”، لم يتحرر اليهود الإيرانيين، في “إسرائيل”، من أحلام العودة إلى الجنة المفقود، (إيران). إنهم يعيشون بذكريات الطفولة والأعياد والعطور الإيرانية الجميلة.

وفي تقريرها عن أوضاع هذه الفئة من المجتمع الإسرائيلي؛ كتبت “أولریش أشمید”، للصحيفة السويسرية (نویه سورشه سایتونگ): “اليهود الإيرانيون في إسرائيل على قناعة بالعودة إلى بلادهم مرة أخرى بعد زوال سلطة رجال الدين الشيعة على إيران”. بحسب صحيفة (كيهان) اللندنية نقلًا عن الصحيفة السويسرية.

20 شباط/فبراير 1979..

كان “أورلري کوهين”، يبلغ من العمر سبع سنوات؛ حين غادر أبواه “إيران” بعد عشرة أيام من عهد، آية الله “الخميني”، أي في يوم 20 شباط/فبراير 1979، إلى “إسرائيل” على متن طائرات شركة “إل عال”.

وهو حاليًا يستعد للحصول على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة “تل أبيب”؛ وقد حاول العودة ثلاث مرات لكنه فشل.

يقول “كوهين”: “بدا الجميع مصدوم. فقد أغلقوا ذات مرة كل المطارات؛ لأن خديجة الثقفي، زوجة الخميني، كانت تعتزم القيام برحلة جوية”.

مازال “أولري” يتذكر موجات النساء في ملابسهن السوداء وهن يهتفن عام 1979.

رؤى شبابية..

تعيش الفنانة، “إلهام رکني”، البالغة من العمر 38 عامًا، في “تل أبيب”. وقد أمضت السنوات العشر الأولى من حياتها في “إيران الخميني”.

ولدت في العام 1980؛ وإتخذ والدها قرار الهجرة من الوطن، عام 1989. وهي ما تزال تعيش أحلام طفولتها المرفهة في منطقة “يوسف آباد” بالعاصمة، “طهران”.

عاش “آل ركني” حياة كريمة في عهد “الشاه”. وتتحدث “إلهام” عن فناء المنزل الجميل وافر الظلال، الذي كانت تلعب فيه، وجداها اللذان كانا يسكنان الطابق الأول في المنزل.

تقول: “كُنت فتاة مفعمة بالنشاط والحيوية، كُنت مستعدة دائمًا للحركة بسبب ساقي القوية، حيث كان الأولاد يخشونني. كنت أحب مدرستي بشدة. لم تكن ديانتي اليهودية تمثل مشكلة، لكني كنت أعلم أن اليهود (شيء خاص). لم يكن أحد يجبرني على الذهاب إلى المدرسة في أعياد (پوريم)؛ وكان رفاقي بالمدرسة يعرفون أن هذا اليوم (عيد لليهود)”.

حياة مزدوجة..

وعن أسباب مغادرتها “إيران”؛ تقول “إلهام”: “ذات يوم إتخذنا القرار ببساطة”.

لم يكن القرار بدافع اضطرار؛ وإنما حظى “آل ركني” بحياة كريمة. كان الأب صاحب محل وثري. والأم كانت معلمة.

إلهام رکني

ولم يتعرض اليهود للقمع، آنذاك، لكن الجميع ذهب. لم يتفاءل اليهود بحكومة “الثورة الشيعية”. ثم كانت فترة الحرب وكانت الحكومة تقوم بتجنيد الشباب حتى من اليهود. وبالتالي تم تهريب الكثير من الشباب خارج “إيران”. وغادر “آل ركني”، “إيران”، بتاريخ 22 أيلول/سبتمبر 1989، إلى “إسرائيل” مرورًا بـ”تركيا”.

أما أسرة “أورلي كوهين”؛ فقد غادرت “إيران” مبكرًا.. كان الأب تاجرًا، ولم يكن يرغب في مغادرة “إيران”، بدليل بقاء أخيه في “إيران”، حتى العام 1986، لكنه هاجر إلى “إسرائيل” بالنهاية.

لكن الجزء الأكبر من أبناء هذه العائلة كان قد ترك “إيران” إلى “الولايات المتحدة الأميركية”، في العام 1978، قبل سقوط “الشاه”.

يقول “أورلي”: “لم يعد المرء يتفاءل بالعيش وحيدًا؛ تحت حكم الإسلاميين”. ولم تكن الهجرة بالنسبة لـ”أورلي” الصغير مشكلة كبيرة. فهو على علاقة وطيدة بطائفة اليهود الإيرانيين بـ”إسرائيل”، وأكد على أنه يعيش حياة مزدوجة، “إسرائيلية-إيرانية”.

وهو يجيد الفارسية ويتردد على جموع الإيرانيين ويحضر حفلات الفنانين؛ أمثال “ريتا ياهان فاروز” أو “مور كرباسي”، وهما ينشدان معظم الأغاني باللغة الفارسية.

لكنه في معرض إجابته عن سؤال بشان ما تمثله له “إيران”.. قال: “الجنة” !!.. وهو يعيش حياته بحلم “الجنة”، قائلاً: “تلك المهرجانات وتلك الألوان، أتمنى أن أتمكن يومًا من العودة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب