20 أبريل، 2024 8:00 ص
Search
Close this search box.

يمثلون مراكز قوى .. “الحريديم” يصعدون من دعوة شباب إسرائيل ضد الخدمة العسكرية

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز محمد :

الصمت السياسي والرسمي الذي يمارس داخل المجتمع الإسرائيلي عن أعمال العنف والمخالفات القانونية التي يمارسها أبناء التيار الديني الحريدي اعتراضاً على آداء الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، هو ما دفع الكاتبة الإسرائيلية “ميري شاليم” إلى كتابه مقالها التحريري الذي نشره مؤخراً موقع Nrg العبري.

الجنة والمال وجهان لعملة الحريديم

فتقول الكاتبة الإسرائيلية: “دائماً ما كان الحريديم يلهثون وراء المال ويدخلون في أي مشروع يُشاع أنه مربح، فقبل سنوات عديدة كانوا يعتقدون أن أفضل وسيلة للتربح هي محلات الفلافل، لذلك قاموا بفتح محلات كثيرة من هذا النوع. بعد ذلك انتشرت الشائعات بأن الصرافة وسيلة جيدة للتربح، فانتشرت مراكز الصرافة كالنار في الهشيم. أما الآن فإن الموضة الجديدة هي فتح مكاتب لمقاومة التجنيد في الجيش الإسرائيلي، فأي شخص يبحث عن مصدر سريع للدخل يعي أن هذا المجال الآن يحقق المال الوفير. وصدق “أمنون ليفي” مؤلف كتاب “الحريديم” عام 1988، حين قال: “إن الجنة والمال في العقل الحريدي جناحان لا ينفصلان”.

مضيفة شاليم، أن اليوم، “وبعد ما يقرب من ثلاثين عاماً على نشر ذلك الكتاب، يبدو أنه من الأجدى عند النظر في صراعات الحريديم البحث عن عنصر المال وفهم الدور الذي يلعبه في تأجيج الصراع ضد التجنيد. فمقابل كل شيكيل يحصل عليه المتظاهر الحريدي، فإن كل شخص عادي متضرر من مظاهرتهم يخسر ما يعادل خمسة شيكيلات بسبب تعطله في الاختناقات المرورية، وتأخره عن مصالحه وارتباطاته المسبقة، وضياع بعض ساعات العمل عليه”.

مؤكدة على أن إسرائيل بأكملها قد أُصيبت بالشلل خلال الأسابيع الماضية بسبب مظاهرات الفصيل “المقدسي الحريدي” من أتباع الحاخام “شموئيل أويرباخ”. وتنقل الكاتبة الإسرائيلية عن عدد لا يُحصى من المحللين أن الأمر ما هو إلا صراع على السلطة داخل المعسكر الحريدي، مدللين على ذلك بأدلة منطقية؛ حيث كشفوا عن أن الصراع من أجل السيطرة على حزب “شاس” الديني كان السبب وراء تأييد 16 حاخامًا شرقياً لمظاهرات ذلك الفصيل، كما كان هو السبب نفسه في دعوة الحاخام “تسيون بوآرون” بالانضمام إلى تلك الاحتجاجات.

تضارب الأفعال

ترى الكاتبة الإسرائيلية أن فهم ما يجري على الوجه الأكمل يكمن في إجابات الأسئلة التالية: “لماذا يفضل قادة الحريديم الشرقيين أن يكونوا دوماً أذناباً لأتباعهم ؟.. وكيف كان الحاخام بوآرون في عام 2013 مرشحاً لوظيفة حكومية هي الحاخام الأكبر لإسرائيل ؟.. ثم كيف يتم تجنيد الحريديم الشرقيين بالذات على الرغم من احتجاجاتهم ؟”.

معبرة عن قلقها العميق من قيام التيار الحريدي يوم الجمعة الماضي بتوزيع منشورات تدعو الناس للصلاة والدعاء بالموت على “يعقوف راشي”، رئيس قسم تجنيد الطلاب المتدينين في معسكر “تل هاشومير”. في الوقت نفسه، أمر الحاخام أويرباخ المقربين منه “بمواصلة النضال حتى آخر قطرة دم في عروقهم”.

مؤكدة شاليم على أن جميع الظروف باتت الآن مهيأة لنشوب صراع عنيف يتجه إلى أبعاد دموية وخطيرة للغاية، قد تؤدي إلى خسائر في الأرواح. ومع ذلك، فإن جميع الأطراف قد ألتزمت الصمت خلال الفترة الماضية، خصوصاً وأن القادة السياسيين للتيار الحريدي لم ينبسوا ببنت شفة مطلقاً.

سر الصمت السياسي

معتقدة شاليم أن عدم تعليق القادة السياسيين من التيارات والأحزاب الآخرى على ما يجري، ربما سببه أن الثقل السياسي للتيار الحريدي يُحسب له ألف حساب. فالجميع يتعاملون بحذر بالغ مع ممثلي التيار الحريدي، ويفكرون مراراً وتكراراً، ويفضلون السكوت حتى لا يفقدوا الكتلة الانتخابية الحريدية. فعند المفاضلة بين كفتي الميزان التي على إحداها الدفاع عن مبدأ الخدمة العسكرية والدفاع عمَّن يسعى لتجنيد الحريديم، وعلى الكفة الآخرى الرغبة في الحصول على الدعم السياسي من الحريديم، فإن كفة الدعم السياسي للحريديم هي التي ترجح بامتياز.

مضيفة الكاتبة الإسرائيلية أن الأمر نفسه ينطبق على تعامل الشرطة مع المتظاهرين؛ فأي تيار آخر ليس له ثقل سياسي مثل الحريديم، تطبق الشرطة عليه القانون بكل حزم، فتستخدم ضده القوة وتنفذ بحقه الاعتقالات أثناء المظاهرات. ومن شاء أن يعرف الفارق في التعامل الشرطي فإن مراجعة سريعة لأرشيف توثيق مظاهرات المهاجرين الإثيوبيين أو عرب إسرائيل كفيلة ببيان ذلك.

مؤكدة على أن سياسة الكيل بمكيالين قد امتدت إلى حد القلق مما قد يُعتبر تحريضاً، حيث قامت الشرطة بالتحقيق مع طالبة في أكاديمية “بتسلئيل للفنون” بسبب إعدادها ملصقاً يظهر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو واقفاً وحبل المشنقة يتدلى بجواره. ثم تتساءل الكاتبة وتقول: “هل يا ترى قامت شرطتنا المجيدة باستدعاء أي أحد ممن شارك في مظاهرات الحريديم هذا الأسبوع وكانوا يرفعون لافتات تشبه “أفيجدور ليبرمان” ببعض المستبدين في العالم مثل كيم ﭼونج أون أو ﭼوزيف ستالين ؟!”.

مضيفة قائلة: “في أثناء بحثي عن ردرود أفعال من المسؤولين السياسيين، عثرت على تصريحات عضو الكنيست “عوديد فورير” هذا الأسبوع حيث قال: “ينبغي التعامل بحزم مع هذه العصابة”. وأضاف أنه يعتزم – بمجرد انتهاء العطلة البرلمانية – تقديم مشروع قانون يقضي بحرمان المدارس الدينية التي يحرض زعماؤها ضد جنود الجيش الإسرائيلي من الميزانيات التي تصرفها الدولة, مشيراً إلى أن خروج الحريديم إلى المظاهرات وإغلاقهم للشوارع يعني أنهم لا يذهبون إلى مدارسهم الدينية، وبالتالي “يجب إلقاؤهم جميعا في السجون بسبب تهربهم من الخدمة العسكرية”.

وختاماً تقول شاليم: “على ضوء الصمت حول تصريحات فورير أستطيع أن أقول إن مشروع قانون كهذا، في حال تقديمه، لا يبدو أنه سيجتاز مراحل التشريع، ولكن لا بأس من المحاولة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب